تعتبر مدينة تطوان المغربية، التي تقع شمال المغرب، على بعد ١٠ كلم من البحر الأبيض المتوسط، و٤٠ كلم من جبل طارق، وهي مدينة متوسطية بروح مغربية واندلسبة.. شامخة باسوارها وأثرها الخالدة.... تمكنت َن الحفاظ على حضارتها الثقافية والعمرانية رغم انفتاحها على عدة روافد ثقافية طيلة القرون الماضية، فمن أكثر النماذج الهندسية المعمارية إثارة للاهتمام بشمال إفريقيا، فتطوان تاريخ روح مدينة متوسطية، و هي في الوقت ذاته مدينة اندلسية ومغربية. من أجل استكناهما لابد من الانغماس في أعماقها بحثا عن روحها الدفينة واستشرافها من الخارج أيضا على اعتبارها مدينة ذات موقع استراتيجي يرغمها على الحفاظ على علاقات إنسانية واقتصادية وثقافية محلياً ومتوسطيا. فالمعمار هو المعبر الأساسي عن ثقافة المكان وإبعاده الحضارية، درس عرفته أمم شعوب العالم المختلفة، ولذلك حرصت في طرزها المعمارية على أن تكون معبرة عن شخصيتها الذاتية وهويتها الأصيلة. لقد تم مؤخرا إعطاء الانطلاقة لأشغال بناء تحفة معمارية " الدار المتوسطية للمحامي" بمدينة تطوان المغربية،من طرف وزير العدل المغربي، محمد بن عبد القادر رفقة النقيب كمال المهدي، نقيب هيئة المحامين بتطوان، محقق هذا الحلم، هذه التحفة المعمارية ستنجز على مساحة ٣٢٥ َتر مربع، تستغرق مدة أشغال الدار المتوسطية للمحامي، ١٠ أشهر وستنجز بجوار المقام الجديد للمحكمة الإبتدائية لتطوان. فحسب المهندسين المشرفين مكتب اللبادي للهندسة الذي تأسس سنة ١٩٧٤، " LEBADY. STUDIO ARCHITECTES تقدمت بالشرح للسيد الوزير العدل المغربي،والوفد المرافق له،المهندسة الشابة كاميليا اللبادي، بأن الدار المتوسطية للمحامي، تتكون من طابق أرضى بالإضافة إلى طابقين، فيما يضم الطابق الثالث قاعة للندوات متعددة التخصصات، ومجهزة بأحدث التقنيات الصوتية، وبطاقة استيعابية تصل ل ٣٥٠ مقعد. وهذه التحفة من تصميم مهندسة شابة تطوانية، عاشقة للأصالة والمحافظة على الهوية المغربية الأندلسية، جاءت من مدينة " فالنسيا" الإسبانية حاملة معها تجارب وخبرات في فن العمارة بعدما اشتغلت ببلدية "فالنسيا" لتفجر طاقتها بعمل معماري، باحساس صادق، يقام على تراب اجددها. فبفضل المجهودات الجبارة،والعمل الدؤوب وإصرار ومثابرة وتحدي، النقيب كمال المهدي،نقيب هيئة المحامين بتطوان، عاشق معبودته تطوان، تحقق في عهده حلم المحامين ببناء " الدار المتوسطية للمحامي" بتطوان. ويقول نقيب هيئة المحامين، الأستاذ كمال المهدي، بأن " الدار المتوسطية للمحامي"هي دار لجميع المحامين المغاربة،بما فيهم ضفتي المتوسط، وتدخل في إطار إتفاقية شراكة وتمويل بناء هذه الجوهرة المعمارية التي ستنضاف إلى الجواهر المعمارية الرائعة التي تتمتع بها بنت غرناطة تطوان العريقة، من طرف مجلس هيئة المحامين بتطوان وجهة طنجة تطوان الحسيمة، ووزارة العدل. وأضاف النقيب كمال المهدي، سيتم بناءها وفق معايير هندسية ومعمارية حديثة. فهنيئا لأسرة المحاماة بهذه التحفة المعمارية الرائعة، والشكر لمن حقق هذا الحلم.
مشاركة :