يحمله الأطفال في أيديهم، ويغنون الأغاني الشعبية الجميلة الأصيلة، ولكنهم يحلمون بأن يعثر أحدهم على الفانوس السحري، والذي عثر عليه إسماعيل ياسين يوماً في أحد أفلامه، فخرج له المارد وحقق له أمنياته. للفانوس حكاية عن أصله وتاريخه وطقوسه وتطوره، فعن نشأته تختلف القصص والروايات كالتالي: • أصل كلمة فانوس إغريقي، ويعني إحدى وسائل الإضاءة. • في بعض اللغات السامية يطلق على الفانوس اسم «نمام»، ويقصد به ما يظهر الشخص في الظلام دون غيره. • نشأ الفانوس في مصر، ويعتبر من العادات الفولكلورية الأصيلة فيها. • ظهر الفانوس لأول مرة حين خرج الخليفة الفاطمي؛ ليستطلع هلال رمضان، والتفت حوله الصبية لينيروا له الطرق، وهم يحملون فوانيسهم فأصبح الخروج بها إلى الشوارع احتفالاً بالشهر الكريم، ويستمر حتى نهايته. • هناك رواية أخرى عن بداية استخدام الفوانيس، وهي أنه كان يمنع على المرأة الخروج في العصر الفاطمي من البيوت إلا في شهر رمضان، وكان يتقدمها غلام صغير يحمل في يده فانوساً؛ لكي يفسح لها الرجال الطريق فأصبح الفانوس من طقوس رمضان. • وهناك رواية ثالثة عن أصل الفانوس، وهي أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها. • وهناك رواية تكاد تكون مؤكدة، وهي أن أول مرة ظهر فيها الفانوس كانت يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادماً من المغرب، وكان ذلك في يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية، وخرج المصريون في موكب كبير جداً، اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة؛ للترحيب بالمعز الذي وصل ليلاً، وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة، وذلك لإضاءة الطريق أمامه. فانوس البهجة مهما اختلفت القصص عن أصل استخدام الفانوس، إلا أنه يبقى رمزاً من رموز الاحتفال برمضان، ولا يمكن أن ينسى الكبار منا كيف كانوا يصنعون الفانوس من علبة معدنية فارغة تخص السمن أو الزيت يخفيها الصغار، حتى مقدم الشهر الكريم، فيقومون بثقبها وتثبيت الشمعة بداخلها ويطوفون بالفانوس في الشوارع. فانوس صناعة يدوية اشتهرت مصر بصناعة الفوانيس اليدوية التي تستغرق وقتاً وجهداً من المخلفات المعدنية والزجاج، وتضاء بالشمع حتى ظهر الفانوس الصيني الذي يضاء باللمبات الصغيرة والبطاريات، ويضاف له تسجيلات صوتية، ويحمل عدة أسماء لشخصيات كرتونية، ظهرت في السنوات الأخيرة مثل فانوس المفتش كورمبو، ولكن هذا لم يخفِ ما كان عليه الفانوس قديماً، حيث ظهر في مصر نوعان من الفوانيس الخالدة في الذاكرة وهما: 1. فانوس البرلمان: وهو كبير الحجم نسبة إلى الفانوس الذي كان يعلق في سقف البرلمان المصري في ثلاثينيات القرن العشرين. 2. فانوس فاروق: وهو نسبة للملك فاروق الذي كان قد صمم خصيصاً لاحتفال القصر الملكي بيوم ميلاده، وتم شراء ما يزيد على 500 فانوس من هذا النوع يومها؛ لتزيين القصر الملكي. طرائف مع الفانوس: • طلق مصري زوجته بسبب إصرارها على شراء فانوس ضخم تعلقه في البلكونة أسوة بجارتها، وكان ثمنه يستنزف نصف راتب الزوج البسيط. • اشتركت سيدة مصرية مع جاراتها لشراء فانوس ضخم وتعليقه في وسط الحي؛ ليضيء الحي كله، ولكن المال الذي قمن بجمعه سرق منهن، فعلقت إحداهن يافطة كتب عليها: «المفروض كان هنا فيه فانوس». • بحث رجل مصري عن الفوانيس القديمة المستخدمة، وكان يلتقطها من أيدي الصغار في الحارات الفقيرة ويقايضها بفوانيس حديثة أملاً في العثور على الفانوس السحري، الذي عثر عليه إسماعيل ياسين في أحد أفلامه الشهيرة.
مشاركة :