منذ أن عاد شبح الاغتيالات والخطف إلى العراق بعد مقتل الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي أوائل يوليو/تموز الجاري، عادت معه حالة الاضطراب والخوف للبلاد منذرة بحالات جديدة. فقد بدأ "فريق طوارئ" في الخارجية الألمانية مهمة العثور على الألمانية المخطوفة في بغداد، هيلا ميفيس، بالتنسيق مع السلطات العراقية في العاصمة، ساعياً إلى تحديد الأطراف التي خطفت الفنانة الألمانية التي تعيش في العراق منذ 5 سنوات. وخطفت ميفيس الاثنين الماضي، بعد مغادرتها مقر عملها في العاصمة وسط دوافع مجهولة للعملية، وكذلك الجهات الخاطفة. كما انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل يظهر عملية الاختطاف، حيث اقتاد الألمانية مسلحون مجهلون، فيما نقلت وسائل إعلام ألمانية أن عملية الخطف حصلت على مرأى من رجال أمن عراقيين كانوا في المكان ولم يتدخلوا. وأوضح مصدر أمني لوكالة فرانس برس حينها أن "هيلا خطفت من قبل مجهولين يستقلون سيارتين، واحدة من نوع بيك آب"، وذلك خلال تجولها على دراجة هوائية في شارع أبو نواس الممتد على طول نهر دجلة إلى حي الكرادة في وسط بغداد. وكان هاتف ميفيس خارج الخدمة بعد إعلان الخطف. فيما انتشر هاشتاغ #أطلقوا_سراح_هيلا_ميفيس بشكل كبير عبر تويتر منذ الحادث.علاقة جيدة مع السياسيين في السياق أيضاً، كشف تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن ميفيس المولودة في برلين، كانت تعمل في تنظيم معارض فنية لفنانين عراقيين من خلال معهد "بيت تركيب"، وتدرس اللغة الألمانية في معهد غوتيه، كما أنها لم تكن تتعاطى السياسة أبداً. وأكدت صحف ألمانية أن المخطوفة كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع عدد من السياسيين العراقيين، وأنها تعرفهم بشكل شخصي.شاركت بمظاهرات أكتوبر كما كشفت أنها بدأت نشاطها السياسي منذ نهاية العام الماضي، حيث شاركت في مظاهرات أكتوبر/تشرين الأول، التي انطلقت في البلاد ضد الفساد وضد النفوذ الإيراني. وأفادت صديقتها الناشطة سيركا سمسم، وفقا لما نقلته وسائل إعلام ألمانية، بأن ميفيس تأثرت كثيراً باغتيال المحلل الأمني العراقي هشام الهاشمي في بغداد قبل أسبوعين، وانتابها قلق بالغ منذ ذلك الوقت.في عداد المفقودين ومنذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تعرض عشرات الناشطين إلى عمليات اغتيال أو اختطاف، ولا يزال بعضهم في عداد المفقودين. كما أن هذه ليست الحالة الأولى، حيث اختطف ألمان في العراق قبل فترة، وأُطلق سراحهم لاحقاً من دون أن يعرف أحد الظروف المحيطة لتلك الجرائم. ومنذ أوائل العام الحالي، خطف صحافيان فرنسيان لأيام عدة، إضافة إلى ثلاثة عاملين في مجال حقوق الإنسان أفرج عنهم بعد شهرين من الاحتجاز إثر اختطافهم مع عراقي في حي الكرادة نفسه.
مشاركة :