يبدو أن (خيمة القذافي) التي كانت ذات يوم ملء السمع والبصر، ومقر اجتماع الرئيس الليبي المغدور معمر القذافي، تعود للواجهة رغم مرور سبع سنين على قتله، فما من يوم إلا وأسرار التآمر والغدر في تلك الخيمة تنشر، فالتسريبات المسجلة والمرتبطة ببعضها البعض تكشف عن حجم المؤامرة التي تستهدف أمن واستقرار بعض الدول العربية. في تسريبات مسجلة بين الرئيس الليبي معمر القذافي ووزير خارجية قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وأخرى بين القذافي وحاكم المطيري أحد أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين، وكلتا الشخصيتين تتحدثان عن استهداف الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في تأكيد على العقلية التآمرية التي تتملكهما!! العقلية التي انقلبت على القذافي في آخر أيام حكمه وحياته حتى صرخ بأعلى صوته في خطابه الأخير موجهًا كلامه للنظام القطري: (لا بارك الله فيكم يا إخوتنا في قطر، هذه آخرتها؟ هذه هي الميا والملح اللي بيننا وبينكم؟ هذه هي الدم والأخوة اللي بيننا وبينكم؟ تثوروا في كل شي علينا؟ بدل ما تكونوا معنا تكونوا ضدنا؟ لمصلحة من؟ بالله لمصلحة من؟ قد تندمون يوم لا ينفع الندم، اللي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، من أنتم؟؟!)، فكانت نهاية القذافي نتيجة حتمية للأعمال التآمرية التي مارسها طيلة فترة حكمه، فوقع في الحفرة التي نصبها لأشقائه العرب! بلاشك أن خيمة القذافي تحتوي الكثير من الأسرار التي ستكشفها الأيام المقبلة، فنظام الرئيس القذافي قد سقط وانتهى ولكن أسرار خيمته لاتزال تنشر لتكشف حجم التآمر الذي تعرضت له المنطقة العربية، والأطراف المتورطة فيها، لذا من المهم الحديث عنها، وعن أصدقاء الأمس أعداء اليوم، فالقذافي قتل بالخنجر المسموم الذي صنعه. فمن خلال المكالمات المسربة مع قيادات تنظيم الإخوان المسلمين تتضح العلاقة المصلحية بين الطرفين (القذافي والإخوان المسلمين)، وقد بدأت تلك العلاقة بعد محاولة المنشية استهداف الزعيم جمال عبدالناصر في العام 1954م، فقد هربت زعامات التنظيم إلى ليبيا، وقويت شوكته بعد انقلاب القذافي في العام 1969م، حيث تسلموا مناصب حكومية كبيرة، ولكن منعهم القذافي من الأنشطة السياسية بعد أن استشعر الخطر منهم، واستمر الحال حتى العام 2011م حين تآمرت تركيا وقطر وتنظيم الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية واتفقت على إسقاط القذافي، فتمت مطاردته والإمساك به في (ماسورة مجاري) بمدينة سرت، ثم تم تعذيبه قبل قتله!!. التسريبات التي أكد إحداها الشيخ حمد بن جاسم وأكد الأخرى حاكم المطيري تشير إلى مزيد من التسريبات المقبلة التي تؤكد حجم التآمر على المنطقة لزعزعة أمنها واستقرارها، فالمكالمات المسربة تكشف للمترددين والمشككين بأن المؤامرة كبيرة ولا تقف عند دولة دون غيرها، وإنما تستهدف المنطقة بأسرها!!. إن خيمة القذافي التي شهدت التآمر على الدول العربية هي ذاتها التي لفضت القذافي ولعنته وكفرته وطالبت بقتله كما جاء عن ابنه، ولا تزال ليبيا تعاني الأمرّين بعد التدخل القطري والتركي في شؤونها الداخلية رغم اعتراض البرلمان الليبي للتدخل السافر، فجماعة الإخوان المسلمين التي فشلت في إسقاط مصر في الفوضى والخراب هي اليوم تحاول الدخول من البوابة الليبية بعد نزول القوات التركية الأردوغانية أراضيها بطلب من فايز السراج وأعوانه الإخوان! الأيام المقبلة ستكشف فيها خيمة القذافي المزيد من التسريبات التآمرية بين محور الإرهاب بالمنطقة تركيا وقطر وتنظيم الإخوان المسلمين، وهذا التحذير قد أطلقه قبل سنوات قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان حين قال: إن (تنظيم جماعة الإخوان المسلمين يسعى للإطاحة بأنظمة الخليج)، وهذا الهدف لا يمكن نفيه بعد التسريبات المقبلة من خيمة القذافي، وهي ذاتها التي روّجت لها أكاديمية التغير وملتقى النهضة في برامجها. المؤسف له حقًا حين ترى الشمس واضحة في كبد السماء وهناك من لا يريد أن يراها، بل ويكابر ويعاند وكما قيل قديمًا: (عنز ولو طار!!)، ولمن شاء فليقرأ مقال الخليج وأطماع الإخوان المسلمين.
مشاركة :