فيينا – دعا وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر للقيام بأنشطة جديدة من أجل التصدي للهجرة غير الشرعية ولاسيما على طريق البلقان، وذلك بعد أن توجه عشرات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين من اليونان عبر البلقان إلى غرب أوروبا، حيث لا توجد رقابة ثابتة في منطقة شنغن. وبمناسبة مؤتمر دول الجوار في العاصمة النمساوية فيينا، حذر زيهوفر من زيادة أعداد اللاجئين، قائلا “الهجرة على طريق البلقان الغربي تزداد، ولا بد من إنهاء الهجرة غير النظامية”. وشدد وزير الداخلية الألماني على ضرورة أن تتعاون الدول الواقعة بمحاذاة الطريق بشكل وثيق في كل المجالات. وتأتي التحذيرات في وقت يتشاور فيه مسؤولو 18 دولة تتباحث منذ الأربعاء حول كيفية وقف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وكذلك الطريقة التي يمكن من خلالها تعميق التعاون. وذكر وزير الداخلية النمساوي كارل نهامر أن المشاورات تتعلق بحماية الحدود ومكافحة تهريب البشر وإعادة الأشخاص الذين ليس لديهم حق في البقاء وكذلك بتسريع إجراءات اللجوء. وبعد إغلاق “طريق البلقان” الشمالية في بداية 2016 وتعزيز جمهوريات مقدونيا الشمالية وصربيا وكرواتيا إمكانيات مراقبتها للحدود، تحوّلت ألبانيا، البلد الفقير في جنوب شرق أوروبا، إلى نقطة عبور للمهاجرين. منها يتجهون نحو مونتينيغرو، وفي بعض الأحيان نحو البوسنة والهرسك، في مسعاهم للوصول إلى الاتحاد الأوروبي. وتقع ألبانيا على الطريق من اليونان إلى البوسنة وهي واحدة من أفقر الدول في أوروبا، حيث أن حوالي 20 ألف ألباني يقدّمون سنويا طلبات لجوء في إحدى الدول الأوروبية. وتواجه ألبانيا صعوبات في التعامل مع هذه الأعداد المتدفقة خاصة أنّها تتشارك مع اليونان في حدود بطول 350 كلم تتصف بطبيعتها الجبلية ومن الصعب السيطرة عليها. وتشرح نائبة مدير الشرطة الألبانية عايدة هاجناج أنّ “طرق البلقان نشطت من جديد” منذ عدة أشهر. وتقول “يبدو جليا” في البانيا أنّ “ثمة تصاعدا مقارنة بالسنوات الأخيرة بسبب إغلاق طريق البلقان الشمالية التي كانت تمرّ بجمهورية مقدونيا الشمالية فصربيا ثم المجر”. وبحسب الأرقام الرسمية للفترة الممتدة بين نهاية مايو وبداية سبتمبر 2019، جرى اعتراض 2.310 مهاجرين في الأراضي الألبانية، في زيادة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة حيث لم يكونوا سوى 206 في العام 2017 و882 في العام 2018.
مشاركة :