عون: صعوبات تواجه جهود مكافحة الفساد في لبنان | | صحيفة العرب

  • 7/24/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - أكد ​الرئيس اللبناني ميشال عون​ خلال لقائه وزير خارجية ​فرنسا​ ​جان إيف لودريان، الخميس، أن "لبنان​ يتطلع إلى مساعدة من فرنسا في ​مسيرة​ الإصلاحات و​مكافحة الفساد​ التي تواجه صعوبات وعراقيل خصوصا مع وجود متورطين كثر فيه". وكشف عون أن "الخطوات التي تحققت في مجال مكافحة الفساد ومنها إقرار التدقيق الجنائي، إضافة إلى التدقيق الحسابي أظهر وجود خلل في مالية الدولة". وعرض عون "الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، سواء من الناحية الاقتصادية والمالية أو من ناحية تداعيات وباء كورونا"، مشيراً إلى "الجهود التي تُبذل من أجل الخروج من الأزمة الراهنة بكل وجوهها، بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة". وتحدث الرئيس اللبناني عن "التداعيات التي خلّفتها الحرب في سوريا على الاقتصاد اللبناني بعد إغلاق الحدود، وكذلك مسألة النازحين السوريين التي كبّدت لبنان خسائر تتجاوز الـ40 مليار دولار وفق المعطيات المتوافرة لدى المنظمات الدولية". وشدد "على تمسك لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701"، مشيدا بالدور الذي تلعبه فرنسا دائماً في اطار التجديد سنوياً للقوات الدولية العاملة في الجنوب "يونيفيل". وأكد عون أن لهذا الدور أهمية خاصة في التجديد المقبل لهذه القوات، معتبرا أن الدعم الفرنسي للبنان أساسي في هذه المرحلة، وفي ذلك فائدة متبادلة للبلدين الصديقين. بدوره نقل لودريان إلى الرئيس عون رسالة شفوية من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قوامها وقوف فرنسا إلى جانب لبنان. وقال لودريان إن "بلاده مصممة على مساعدة لبنان وهي تتطلع الى إنجاز الاصلاحات الضرورية التي يحتاج اليها"، مؤكداً على أن مفاعيل مؤتمر "سيدر" لا تزال قائمة ويمكن تحريكها بالتوازي مع تطبيق الاصلاحات التي التزمتها الحكومة اللبنانية بهذا المؤتمر عند انعقاده في باريس. ولفت لودريان " إلى المساعدات التي قدمتها بلاده لمواجهة وباء كورونا، إضافة إلى دعم انساني بلغت قيمته 50 مليون يورو". ومن المتوقع أن يحث وزير لودريان لبنان على تطبيق إصلاحات مطلوبة بشدة للمساعدة في إخراج البلاد من أزمتها المالية الحادة. وتمثل الأزمة المالية، الناتجة عن عقود من الفساد والهدر، أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي درات من عام 1975 إلى عام 1990. وأبدى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون استعداده في مناسبات كثيرة لمساعدة لبنان مالياً مقابل إصلاحات بنيوية باتت مطلباً دولياً مشتركاً تقوم على وقف الهدر، وخصوصاً في قطاع الكهرباء. وأدى انهيار الليرة إلى استفحال التضخم والفقر، كما يعجز اللبنانيون عن السحب من مدخراتهم بحرّية في نظام مصرفي متعثر. وقادت فرنسا الجهود الدولية لدفع لبنان إلى إجراء إصلاحات، واستضافت اجتماعا للمانحين في 2018 وعدوا خلاله بتقديم أكثر من 11 مليار دولار للاستثمار في البنية التحتية بشرط تنفيذ الإصلاحات التي تم التعهد بها ولكنها لم تنفذ. وقال دبلوماسي أوروبي "يرغب لو دريان في أن يبعث رسالة قوية للسلطات اللبنانية وللسياسيين بخصوص الحاجة إلى إجراء إصلاحات بشكل عاجل ويؤكد عدم قدرتنا ورفضنا... تقديم دعم اقتصادي ومالي إلى أن تبدأ إجراءات ملموسة وإصلاحات سريعة". ويمثل إصلاح شبكة الكهرباء المملوكة للدولة أحد المجالات العديدة التي يريد المانحون رؤية تقدم بخصوصها، حيث تستنزف ما يصل ملياري دولار سنويا من الأموال العامة بينما لا تلبي احتياجات البلاد من الكهرباء. ويعيش نصف سكان لبنان في الفقر بينما بلغ معدل البطالة 35%، وفق إحصاءات رسمية. وأثارت الأزمة تظاهرات واسعة منذ أكتوبر ضد النخبة السياسية المتهمة بالفساد وعدم الكفاءة، بينما خسر آلاف السكان وظائفهم أو جزءا من دخلهم. وفي وقت سابق هذا الشهر، أعرب لودريان عن "قلقه البالغ" حيال عدم تحقيق بيروت أي تقدّم في عملية الإصلاح التي اعتبرت شرطا لأي مساعدات مالية أجنبية. وقال "على السلطات اللبنانية أن تستعيد زمام الأمور ..نحن حقاً مستعدّون لمساعدتكم، لكن ساعدونا على مساعدتكم". وبعد تخلّف لبنان عن سداد ديونه لأول مرة في مارس، تعهّدت الحكومة بتطبيق إصلاحات وأطلقت محادثات قبل شهرين مع صندوق النقد الدولي تهدف للحصول على مساعدات بقيمة مليارات الدولارات. لكن المحادثات لم تحقق أي تقدم بعد. ويطمح لبنان إلى الحصول على دعم خارجي بأكثر من 20 مليار دولار، بينها 11 مليار أقرها مؤتمر "سيدر" الذي انعقد في باريس في 2018 مشترطاً إصلاحات. ومن المقرر أن يلتقي لودريان أيضاً البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي. كما سيزور الجمعة مستشفى رفيق الحريري في بيروت، حيث تتركز جهود مكافحة فايروس كورونا المستجد في لبنان. ويفترض أن يعقد الجمعة كذلك اجتماعاً حول التعليم الفرنكفوني مع مدراء المدارس الفرنكوفونية، المتأثرة أيضاً من الأزمة الاقتصادية وبعضها مهدد بالإغلاق. وفي هذا الصدد، أعلن لودريان أن " باريس وضعت خطة لمساعدة المدارس الفرنسية واللبنانية في لبنان، لمواجهة الأزمة الراهنة وهي تشمل أكثر من أربعين مدرسة ستلقى دعماً مالياً في إطار الدعم الذي تقدمه فرنسا للمدارس التي تدعمها في الشرق". وستصرف مبلغ 12 مليون يورو بشكل طارئ في الأشهر المقبلة لدعم تلك المؤسسات. وزيارة لودريان هي الأولى لمسؤول سياسي غربي منذ بدء تفشي وباء كوفيد - 19 عالمياً الذي تسبب بالحد من عمليات السفر حول العالم. وفي 8 يوليو، قام الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي في الشرق الأوسط، بزيارة إلى لبنان التقى فيها خصوصاً الرئيس ميشال عون.

مشاركة :