أبوظبي في 24 يوليو / وام / اختتمت مساء أمس فعاليات ومسابقات الدورة الـ 16 لمهرجان ليوا للرطب، التي نظمتها تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، خلال الفترة من 17 ولغاية 23 يوليو الجاري وتضمنت 23 مسابقة تراثية احتفت بالنخيل والفواكه. واقتصرت فعاليات هذا العام - التي استمرت 7 أيام على مسابقات الرطب والفواكه بدون زوار حرصا على السلامة العامة وسلامة المشاركين والعاملين في ظل الظروف الاستثنائية بسبب جائحة "كورونا". وقال عبيد خلفان المزروعي، مدير المهرجان مدير إدارة المشاريع والتخطيط في اللجنة، إن المهرجان يجسد رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، مؤسس النهضة الزراعية بالدولة ودوره الكبير في وضع القواعد التي كفلت توسع القطاع الزراعي وتنميته، إلى جانب تمسكه بالمكانة التاريخية لشجرة النخيل والمحافظة عليها، وصون الموروث الثقافي والتراثي العريق لأبناء الإمارات، ونقله للأجيال المتعاقبة، حيث أن مقولته المشهورة "أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة" تشكل رسالة المهرجان الرامية إلى جعل ثقافة الزراعة ظاهرة راسخة لدى كافة أفراد المجتمع. ورفع المزروعي أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، الذي يولي قطاع الزراعة أولوية خاصة، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على الدعم الذي يقدمه، لكافة المهرجانات والفعاليات التراثية، وإلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة على متابعته المستمرة ، وإلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة على رعايته للمهرجان. وأشار إلى أن الدورة الحالية من المهرجان شهدت اقبالا كبيرا من المزارعين مقارنة مع المواسم السابقة، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، برفع قيمة الجوائز وزيارة فئات الرطب والفواكه المشاركة بالمهرجان، والتي تؤكد على دعم سموه اللامحدود لقطاع الزراعة وكافة المشاريع التنموية والثقافية والتراثية. وأوضح أن لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي أطلقت خلال المهرجان مسابقة لهذه الدورة فقط ضمن فئات المزرعة النموذجية للمزارع التي تقل مساحتها عن 22.5 دونم، بقيمة إجمالية بلغت 250 ألف درهم، وأعلنت كذلك عن شراء كافة المخاريف التي لم تتأهل ضمن المراكز العشر الأولى في مسابقة أجمل سلة بقيمة 500 درهم للسلة الواحدة وذلك تشجيعاً للأهالي والمشاركين في حماية وصون الموروث، فيما سيتم وضع معايير واشتراطات جديدة في المسابقة للتحفيز على الابتكار خلال الدورة القادمة. وقال إن اللجنة نسقت مع مستشفيات الظفرة التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" بتوزيع طن رطب من الأنواع الفاخرة لكوادر خط الدفاع الأول العاملين في مستشفيات الظفرة، استجابة لحملة "شكراً خط دفاعنا الأول" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وتقديراً للجهود التي بذلوها خلال الفترة الماضية لاسيما منذ بداية جائحة "كورونا". وأضاف إن جميع المسابقات خلال أيام المهرجان سارت بطريقة ناجحة لناحية المشاركات والتحكيم والنتائج رغم الظروف الاستثنائية، حيث سجلت المسابقات المختلفة مشاركات متميزة من كافة مناطق إمارات الدولة بالإضافة إلى زيادة مساحة المشاركة داخل مدن إمارة أبوظبي /أبوظبي، العين، الظفرة/، ليحافظ المهرجان على مكانته المميزة كمهرجان يهتم بالمزارعين على مستوى الدولة. وأكد أن التزام المزارعين المشاركين في مسابقات المهرجان بالإجراءات الاحترازية والشروط الخاصة بالمشاركة خلال هذه الدورة كان من أهم أسباب نجاح المسابقات كما أن حرص لجان الاستلام والتحكيم على توفير الأجواء الصحية التي تخدم المزارع والمهرجان كان له أثر جميل على نجاح الاجراءات الاحترازية وسلاسة سير المشاركات والمنافسات والنتائج. وأشار إلى أن نجاح الدورة الحالية تكلل بمساهمة شركاء النجاح، من كافة الجهات الراعية والداعمة، والمتمثلة بديوان ممثل الحاكم بمنطقة الظفرة، وشركة أبوظبي الوطنية للبترول "أدنوك"، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية "براكة الأولى ونواة للطاقة" ودائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، ودائرة البلديات والنقل - بلدية منطقة الظفرة، وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وشرطة أبوظبي، ومركز أبوظبي لإدارة النفايات "تدوير"، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"، ومستشفيات الظفرة، وشركة أبوظبي للتوزيع، وشركة الفوعة، والشريك الإعلامي قناة بينونة الفضائية. من جانبه قال مبارك علي القصيلي المنصوري، مدير مزاينة الرطب في مهرجان ليوا للرطب، إن المهرجان في دورته الحالية شهد إقبالا مميزا من المزارعين، ولا سيما في ظل الظروف الاستثنائية والإجراءات الاحترازية والوقاية للحد من فيروس كوفيد 19، مشيراً إلى أن حجم الإقبال الكثيف توج في مسابقتي ليوا لنخبة الرطب والظفرة لنخبة الرطب، واللتين سجلتا أكثر من 70 صنف رطب من أشجار النخيل المزروعة داخل دولة الإمارات. وأكد أن نجاح المهرجان يعود إلى الدعم السخي الذي توليه القيادة الرشيدة بالدولة للزراعة والمزارعين، وجهودها الرامية إلى الحفاظ على الموروث الثقافي الإماراتي، ونقله للأجيال المتعاقبة من خلال الفعاليات التراثية والثقافية المختلفة التي تقام على امتداد الدولة. وأشار إلى أن المشاركات المختلفة في كافة المسابقات التي احتضنها المهرجان هذا العام، كانت مشاركات قيمة وذات جود عالية، مما يؤكد مدى التزام المزارعين بشروط المسابقة من جهة، ومن جهة أخرى التزامهم تجاه تطوير مزارعهم ومنتجاتها. ولفت إلى أن لجان التحكيم خلال زياراتها للمزارعين والحدائق المنزلية وجدت تطورا كبيرا فيها مقارنة مع السنوات السابقة، وشهدت المزروعات فيها تنوعاً كبيراً بإنتاج ثمار النخيل والعديد من أنواع الفاكهة، والتي تؤكد أن السلة الغذائية الإماراتية أصبحت اليوم غنية وتساهم في تحقيق الأمن الغذائي الوطني. وبلغ عدد المسابقات في مهرجان ليوا للرطب 23 مسابقة شملت " 11 مزاينة للرطب، 7 مسابقات للفواكه، مسابقة أجمل مخرافة، و4 مسابقات للمزرعة النموذجية "، وقد خصص لها 288 جائزة بقيمة إجمالية بلغت أكثر من 8 ملايين و465 ألف درهم. وتوزعت مسابقات مزاينة الرطب على النحو التالي: مزاينة رطب الدباس 446 ألف درهم موزعة على 25 جائزة، ورطب الخنيزي 15 جائزة بقيمة 397 ألف درهم، ورطب بومعان 15 جائزة بقيمة 397 ألف درهم، ورطب الخلاص "شوط مفتوح" 25 جائزة بقيمة 446 ألف درهم، ورطب الخلاص المخصصة لمزارع منطقة العين 25 جائزة بقيمة 446 ألف درهم، ورطب الفرض "شوط مفتوح" 15 جائزة بقيمة 397 ألف درهم، ورطب الفرض المخصصة لمزارع منطقة العين 15 جائزة بقيمة 397 ألف درهم، ورطب الشيشي 15 جائزة بقيمة 397 ألف درهم، ومسابقة ليوا لنخبة الرطب 15 جائزة بقيمة 540 ألف درهم - يشترط للمشاركة بها تقديم ما لا يقل 15 نوعا مختلفا من الرطب وزن كل نوع لا يقل عن 3 كيلوغرامات - ومسابقة الظفرة لنخبة الرطب 15 جائزة بقيمة 725 ألف درهم - يشترط للمشاركة بها تقديم ما لا يقل 20 نوعا مختلفا من الرطب وزن كل نوع لا يقل عن 3 كيلوغرامات - ومسابقة أكبر عذج 15 جائزة بقيمة 234 ألف درهم. وأسفرت مسابقة ليوا لنخبة الرطب عن فوز سيف صياح سالم طماش المنصوري بالمركز الأول، وجاء في المركز الثاني صلهام حرموص سعيد صالح المزروعي، وفي المركز الثالث مبارك سالم سعيد المنصوري، وفي المركز الرابع قماشة سيف بطي المزروعي،وفي المركز الخامس نصيفه سعيد زوجة سيف ثامر خلفان سيف المرر. وفي مسابقة الظفرة لنخبة الرطب حصد المركز الأول عبيد سعيد نصيب خميس المزروعي، وجاء في المركز الثاني سيف ثامر خلفان سيف المرر، وفي المركز الثالث منصور علي سلمان محمد المزروعي، وفي المركز الرابع سعيد سالم جابر سعيد المنصوري، وفي المركز الخامس جابر علي مرشد خميس المرر. وذهب المركز الأول في مسابقة المزرعة النموذجية للمحاضر الشرقية إلى سلطان احمد غانم السويدي، وجاءت في المركز الثاني ميره خلفان عبد الله النعيمي، وفي المركز الثالث غرير محمد العوجان القبيسي،وفي المركز الرابع سلوى خلفان حميد عمير المنصوري، وفي المركز الخامس محمد علي مرشد المرر. وحصدت المركز الأول في مسابقة المزرعة النموذجية للمحاضر الغربية عفراء محمد خلفان الهاملي، وجاء في المركز الثاني سالم علي مرشد المرر، فيما نال المركز الأول في مسابقة المزرعة النموذجية لمدن الظفرة علي محمد سالمين المزروعي. وفي مسابقة المزرعة النموذجية للمساحات التي تقل عن 22.5 دونم، والتي تقام في هذه الدورة فقط، حصدت المركز الأول ورثة عبد الله حاذة عبد الله المرر، وفي المركز الثاني جاءت حمده علي سيف المزروعي. ورغم جائحة كورونا التي فرضت اجراءات احترازية وشروط خاصة، هذه الدورة، إلا أن تسخير الواقع الافتراضي، للمحافظة على زخم المشهد التراثي كان من أبرز سمات المهرجان، ولقد حرصت إدارة المهرجان خلال هذه الدورة على تحقيق أهداف المهرجان الذي أصبح منصة يرتقبها أصحاب المزارع والمؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بقطاع الزراعة ومراكز التطوير والأبحاث والابتكار والمصانع والشركات الغذائية والصناعية وخصوصاً المختصة بالنخيل ومنتجاته، إلى جانب المستهلكين، والراغبين بالاستثمار في القطاع الزراعي. وفي تحدي الإجراءات الاحترازية والتدابير الخاصة التي تم اتخاذها هذه الدورة للحفاظ على الصحة العامة، وإقامة المهرجان بدون جمهور، حرص المهرجان على تسخير الإمكانيات المتاحة للحفاظ على كافة عناصر المهرجان وقيمته الثقافية والتراثية، حيث تم إطلاق مجموعة من المحاضرات التوعوية والثقافية القيّمة المتعلقة بالمهرجان وأهدافه، بالتعاون مع مكتب شؤون المجالس بديوان ولي عهد أبوظبي، والتي يتم نقلها بشكل يومي من خلال بث مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبالتنسيق مع شركاء المهرجان حيث قدمت المنصة عددا من الخبراء من مختلف الجهات الحكومية و المعنية بالزراعة بشكل عام والنخيل بشكل خاص. واستعرض سعادة محمد غانم المنصوري نائب الرئيس التنفيذي لشركة الفوعة خلال محاضرة عن بعد السياسة المحدثة لتسويق التمور والتي تمتد من عام 2018 وحتى 2022. وأكد أن تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة انتشار فيروس كورونا تأتي لسلامة المزارعين وجميع العاملين .. مشيرا إلى أن موسم تسويق التمور يمتد هذا العام من يوم 8 اغسطس وحتى يوم 29 اكتوبر حيث يتوافد المزارعون من مختلف أنحاء الدولة إلى مراكز الاستلام الثمانية التابعة لشركة الفوعة. وقال إن المهرجان يعد ملتقى هاما لجميع المهتمين بالتمور والنخيل، ويأتي إصرارنا على المشاركة رغم الظروف الاستثنائية هذا العام، انطلاقا من حرص الفوعة على تأصيل وإحياء التراث المرتبط بالنخيل إضافة الى تعزيز مكانة النخلة المباركة عند الأجيال. وقدمت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية محاضرتين حول ممارسات ما بعد الحصاد لجني الرطب وتجفيف التمور والممارسات الجيدة للنخيل والتمور، كما قدمت شركة الفوعة محاضرة حول التعريف بالسياسة المحدثة لتسويق التمور والتي تمتد من عام 2018 وحتى 2022. وقدمت "تدوير" خدمات ضمن نطاق تخصصها على شكل محاضرات تثقيفية توضح فيها آليات الجمع والنقل للمزارع، وأخرى للتعريف بمشاريع الجمع والنقل ومكافحة آفات الصحة العامة.. فيما قدمت شركة أبوظبي للتوزيع محاضرة تحت عنوان "أهمية ترشيد موارد المياه والكهرباء وكيفية تحقيقها". يذكر أن مهرجان ليوا للرطب ساهم على مدار الأعوام الماضية في جعل الزراعة ثقافة لدى أفراد المجتمع، وبات موقع المهرجان محط أنظار المؤسسات الزراعية داخل وخارج الدولة، حيث يجمع بين المزارع والمستهلك من جهة، ومن جهة أخرى الشركات والمصانع المتخصصة بالمنتوجات الزراعية وما يرتبط بها من صناعات مختلفة وخصوصا في مجال النخيل.
مشاركة :