«إنها تحتل قلبي، تتصرف فيه كما لو كان بيتها تكنسه وتمسحه وتعيد ترتيب الأثاث وتقابل فيه كل الناس، شخص واحد تتهرب منه.. صاحب البيت» كلمات كتبها الشاعر كامل الشناوي في لحظة غضب ممزوجة بالعشق واليأس بعدما "انكوى" قلبه بنار الغيرة وخلق لنفسه عالمًا خاصًا رسمه بقلمه ومهده بدموعه وبناه فوق كرامته، بعدما أحب المطربة نجاة التي لم تحن ولا تبالي له يومًا اكتفت بجرح مشاعره وتركه أسيرًا لحبها دون جدوى أو نظرة شفقة وكلمة رحمة. الحب من طرف واحد من أصعب المواقف التي يضع فيها الإنسان خصوصًا لو كان عاشقًا ولهان لا يحتاج سوى نظرة أو كلمة رقيقة من محبوبه ليروي بها عطش الهجر والفراق اللذان يطارده طوال الطريق. كامل الشناوي الذي وقع غارقًا في حب نجاة بعدما خطفته ملامحها الرقيقة وصوتها العذب ولكن للأسف لم يكتب النجاح لقلب الشناوي فعلاقته بنجاة أصابها الفشل والغيرة واليأس ومعظمها كانت لحظات عابرة وفيضانات من الدموع والحسرة، ولكنه لم يستطع كرهها بل تعلق بها حتى نهاية عمره. ما أكثر قصص الحب والهجر ولكن حكاية حب كامل الشناوي جاءت على مقدمة تلك القائمة، رغم أنه قدم لها العديد من الأغاني وساندها حتى تواصل مشوار تألقها وتصعد سلم المجد إلا أنها تركته وحيدًا هي تصعد وهو ظل واقفًا مكانه معلقًا بين حبه لها وسعادته بنجاحها. كان الشناوي يحرص على سعادة نجاة ويوفر لها ما تحتاجه، ومن ضمن قصص الخذلان التي تعرض لها على يد حبيبته التي جعلته يشعر بالصدمة والألم عام 1962 في عيد ميلادها عندما اشترى هدايا الحفل، وحضر برفقة أصدقائه في شقتها بالزمالك، وعند إطفاء الشموع اختارت يوسف إدريس ليقطع التورتة معها ممسكا بيدها، فانسحب الشناوي حزينا باكيا، ثم تضاعفت أحزانه، فكتب كلماته "لا تكذبي إني رأيتكما معا".كتب الشناوي كلمات لا تكذبي وهو يشعر بالخيبة والندم ولم تلاحظ نجاة وتعلقت بالكاتب يوسف إدريس رغم أنها نفت علاقتها معه أكثر من مرة ولكن الشناوي ظل محطمًا عن هجرها لحبه لها بقوله «هل ألعنها أم ألعن الزمن.. كانت تتخاطفها الأعين فصارت تتخاطفها الأيدي، ثم كتب قصيدته الرائعة التي غناها عبدالحليم حافظ: حبيبها لست وحدك حبيبها أنا قبلك وربما جئت بعدك.
مشاركة :