قبل مئة يوم من الانتخابات.. ترامب يواجه خطر الهزيمة

  • 7/25/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مهلة مئة يوم لعكس التوجه الحالي للناخبين، والاحتفاظ بأمل في الفوز بولاية رئاسية ثانية. فقد بات ترامب المعروف بنزقه وردود فعله غير المتوقعة، في وضع صعب، ومعزولاً، فيما توجّه إليه انتقادات شديدة حتى من داخل معسكره الجمهوري، لتعاطيه الفوضوي مع أزمة تفشي وباء «كوفيد-19». ومن المتوقع أن يسود توتر شديد الانتخابات الرئاسية في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، وسط الانقسام والقلق اللذين يهيمنان على الولايات المتحدة. ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، يشتدّ تبادل الهجمات والاتهامات. ويؤكد ترامب (75 عاماً) أن خصمه جو بايدن (77 عاماً) «دمية» يحركها اليسار الراديكالي، وأنه يريد القضاء على «أسلوب العيش الأمريكي»، فيما يدعو المرشح الديمقراطي من جانبه إلى «معركة من أجل روح أمريكا». وإزاء استطلاعات للرأي، تشير جميعها إلى تقدم بادين عليه، يخشى الملياردير الجمهوري هزيمة مذلة، تجعل منه أول رئيس لولاية واحدة منذ أكثر من ربع قرن. غير أن الأمور لم تحسم بعد. فبعد ثلاث سنوات ونصف السنة من التقلبات المتعاقبة، مازال من الممكن أن يطرأ أمر يقلب الوضع رأساً على عقب. فهل تشهد الحملة هفوة خطيرة يرتكبها بايدن؟ أو وفاة أحد قضاة المحكمة العليا؟ أو الإعلان عن لقاح ضد فيروس كورونا المستجد؟ أو واحدة من مفاجآت أكتوبر/تشرين الأول كما يحصل عادة في الشهر الأخير قبل الانتخابات؟ أي حدث يمكن أن يقلب الديناميكية الانتخابية بين المرشحين اللذين يتواجهان اليوم، بعدما سلكا مسارين على طرفي نقيض. غير أن الوباء أضعف الرئيس الحالي إلى حد بعيد، وفضح إخفاقه في التعامل مع الأزمة، وهو أهدر فرصة لطرح نفسه في موقع الربان الذي يقود سفينته وسط العاصفة إلى برّ الأمان. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «إيه بي سي» أن ثلثي الأمريكيين يعارضون تعاطيه مع فيروس كورونا المستجد. استطلاعات خاطئة يؤكد ترامب «لست بصدد الخسارة، استطلاعات الرأي خاطئة»، لكن بعيداً عن هذه التصريحات الحاسمة العالية النبرة، لا بد أنه يدرك أنه مقبل على استحقاق نوفمبر في موقع ضعف، ويسعى لإحداث تغيير. وفي هذا السياق، بدل مدير حملته وغيّر استراتيجيته ولو بصورة متأخرة في مطلع الأسبوع الماضي حيال «كوفيد-19»، فأقر بعد أسابيع من الإنكار بأن الوضع «سيسوء قبل أن يتحسن». وقال مساء الخميس «إن إعطاء المثال أمر مهم جداً»، معلناً إلغاء مؤتمر الحزب الجمهوري الذي كان من المقرر عقده في جاكسونفيل بولاية فلوريدا، وأن يكون مفتوحاً أمام الجمهور. واعتمد ترامب نبرة رئاسية أكثر، لكن هل تستمر طويلاً؟ فالأيام ال1300 التي قضاها حتى الآن في البيت الأبيض تبعث على الشك. والأرقام ليست مطمئنة في الوقت الحاضر لرجل الأعمال السابق النيويوركي، إذ يُظهر متوسط استطلاعات الرأي الوطنية الذي يعده موقع «ريل كلير بوليتيكس» المستقل تقدم بايدن على ترامب منذ أكثر من ستة أسابيع بفارق يتراوح بين 8 و10 نقاط مئوية. وتشير الأرقام منذ العام 1980 إلى أن جميع المرشحين الذين كانوا يحققون فارقاً بهذا الحجم في مثل هذه المرحلة من الحملة فازوا في الانتخابات، باستثناء واحد هو الديمقراطي مايكل دوكاكيس الذي هزمه جورج بوش الأب عام 1988. توتر جمهوري يتصاعد التوتر والريبة المتبادلة في صفوف الجمهوريين الذين يخشون خسارة مجلس الشيوخ في نوفمبر. واتُّهمت ليز تشيني التي تعتبر من زعماء الأقلية الجمهورية في مجلس النواب قبل بضعة أيام بعدم الوفاء للحزب. وقال مات غيتز النائب الجمهوري عن فلوريدا «ليز تشيني تعمل في الكواليس (والآن في العلن) ضد دونالد ترامب وبرنامجه». كما يجد ترامب صعوبة في وضع برنامجه وتحديد رؤية للسنوات الأربع المقبلة. ويتمسك في الوقت الحاضر بشعار «القانون والنظام»، واعداً باعتماد خط حازم ضد تزايد العنف في العديد من المدن الكبرى. ويتهمه منتقدوه بالسعي لتحويل الأنظار عن إخفاقاته، مذكرين بأن ترامب لعب الورقة نفسها مع اقتراب أي استحقاق انتخابي، سواء الرئاسيات عام 2016 أو انتخابات منتصف الولاية الرئاسية عام 2018. وما زال ترامب يبحث عن ثغرة لتركيز هجومه على بايدن حولها، غير أن خصمه يخوض حملة انتخابية محصورة بالحد الأدنى وسط القيود المفروضة للحد من انتشار الوباء، ما لا يترك للرئيس مآخذ كثيرة. تساؤلات إلى نقاط الغموض في حملة انتخابية خارجة عن المعهود على كل الصعد، تضاف التساؤلات حول سير الانتخابات. فترامب يردد منذ عدة أسابيع ومن دون تقديم أي دليل أن التصويت عبر البريد، قد يؤدي إلى عمليات تزوير واسعة النطاق. وحين سئل إن كان يتعهد بالقبول بنتيجة الانتخابات، رفض إعطاء رد قاطع، مكتفياً بالقول «سوف أرى». تكساس العقدة في تكساس، الولاية التي لم يتمكن أي ديمقراطي من الفوز بها منذ جيمي كارتر عام 1976، والتي سيكون لها وزن كبير عند فرز الأصوات، إذ تتمثّل ب38 من كبار الناخبين. أظهرت دراسة أجرتها جامعة كوينيبياك ونشرت نتائجها الأربعاء أن بايدن يحظى بتأييد 45% من ناخبي تكساس، مقابل 44% للرئيس المنتهية ولايته. (أ.ف.ب، رويترز)

مشاركة :