ترامب يواجه خطر الهزيمة قبل مئة يوم من الانتخابات الأميركية | | صحيفة العرب

  • 7/25/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن – أمام دونالد ترامب مهلة مئة يوم لعكس التوجه الحالي للناخبين والاحتفاظ بأمل في الفوز بولاية رئاسية ثانية في البيت الأبيض، فمنافسه الديمقراطي جو بايدن يتصدر استطلاعات الرأي الوطنية ويبدو في صدارة ولايات يمكن أن تبدل مجرى الانتخابات مثل فلوريدا وميشيغن وكارولاينا الشمالية. وبات الرئيس الأميركي المعروف بنزقه وردود فعله غير المتوقعة، في وضع صعب ومعزولا فيما توجّه إليه انتقادات شديدة حتى من داخل معسكره الجمهوري لتعاطيه الفوضوي مع أزمة تفشي وباء كورونا. ومن المتوقع أن يسود توتر شديد الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر، وسط الانقسام والقلق اللذين يهيمنان على الولايات المتحدة في وقت ارتفعت فيه حصيلة الوباء إلى أكثر من 140 ألف قتيل، فيما يشتدّ تبادل الهجمات والاتهامات مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي. ويؤكد ترامب (75 عاما) أن خصمه جو بايدن (77 عاما) “دمية” يحركها اليسار الراديكالي وأنه يريد القضاء على “أسلوب العيش الأميركي”، فيما يدعو المرشح الديمقراطي إلى “معركة من أجل روح أميركا”. وإزاء استطلاعات للرأي تشير جميعها إلى تقدم بايدن عليه، يخشى الملياردير الجمهوري هزيمة مذلة تجعل منه أول رئيس لولاية واحدة منذ أكثر من ربع قرن. غير أن الأمور لم تحسم بعد، فبعد ثلاث سنوات ونصف السنة من التقلبات المتعاقبة، مازال من الممكن أن يطرأ أمر يقلب الوضع رأسا على عقب. الملياردير الجمهوري دونالد ترامب يخشى هزيمة مذلة تجعل منه أول رئيس لولاية واحدة منذ أكثر فهل تشهد الحملة هفوة خطيرة يرتكبها بايدن؟ أو وفاة أحد قضاة المحكمة العليا؟ أو الإعلان عن لقاح ضد فايروس كورونا ؟ أو واحدة من مفاجآت أكتوبر كما يحصل عادة في الشهر الأخير قبل الانتخابات؟ أي حدث يمكن أن يقلب الديناميكية الانتخابية بين المرشحين اللذين يتواجهان بعدما سلكا مسارين على طرفي نقيض. غير أن الوباء أضعف الرئيس الحالي إلى حد بعيد، وفضح إخفاقه في التعامل مع الأزمة، وهو أهدر فرصة لطرح نفسه في موقع الربان الذي يقود سفينته وسط العاصفة إلى برّ الأمان، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة “إيه.بي.سي نيوز” أن ثلثي الأميركيين يعارضون تعاطيه مع فايروس كورونا. ويؤكد ترامب “لست بصدد الخسارة، استطلاعات الرأي خاطئة”، لكن بعيدا عن هذه التصريحات الحاسمة العالية النبرة، لا بد أنه يدرك أنه مقبل على استحقاق نوفمبر في موقع ضعف، ويسعى لإحداث تغيير. وفي هذا السياق، بدل مدير حملته وغيّر إستراتيجيته ولو بصورة متأخرة في مطلع الأسبوع حيال كوفيد – 19، فأقر بعد أسابيع من الإنكار بأن الوضع “سيسوء قبل أن يتحسن”. وقال “إن إعطاء المثال أمر مهم جدا”، معلنا إلغاء مؤتمر الحزب الجمهوري الذي كان من المقرر عقده في جاكسونفيل بولاية فلوريدا، وأن يكون مفتوحا أمام الجمهور. واعتمد ترامب نبرة رئاسية أكثر، لكن هل تستمر طويلا؟ فالأيام الـ1300 التي قضاها حتى الآن في البيت الأبيض تبعث على الشك. والأرقام ليست مطمئنة في الوقت الحاضر لرجل الأعمال السابق النيويوركي، إذ يُظهر متوسط استطلاعات الرأي الوطنية الذي يعده موقع “ريل كلير بوليتيكس” المستقل تقدم بايدن على ترامب منذ أكثر من ستة أسابيع بفارق يتراوح بين 8 و10 نقاط مئوية. وتشير الأرقام منذ العام 1980 إلى أن جميع المرشحين الذين كانوا يحققون فارقا بهذا الحجم في مثل هذه المرحلة من الحملة فازوا في الانتخابات، باستثناء واحد هو الديمقراطي مايكل دوكاكيس الذي هزمه جورج بوش عام 1988. وفي تكساس، الولاية التي لم يتمكن أي ديمقراطي من الفوز بها منذ جيمي كارتر عام 1976 والتي سيكون لها وزن كبير عند فرز الأصوات إذ تتمثّل بـ38 من كبار الناخبين، الفارق ضئيل بين المرشحين بعدما حقق فيها ترامب انتصارا كاسحا عام 2016. ويتصاعد التوتر والريبة المتبادلة في صفوف الجمهوريين الذين يخشون خسارة مجلس الشيوخ في نوفمبر، حيث اتُّهمت ليز تشيني التي تعتبر من زعماء الأقلية الجمهورية في مجلس النواب قبل بضعة أيام بعدم الوفاء للحزب. وقال مات غيتز النائب الجمهوري عن فلوريدا “ليز تشيني تعمل في الكواليس والآن في العلن ضد دونالد ترامب وبرنامجه”. ويجد ترامب صعوبة في وضع برنامجه وتحديد رؤية للسنوات الأربع المقبلة وهو يتمسك في الوقت الحاضر بشعار “القانون والنظام”، واعدا باعتماد خط حازم ضد تزايد العنف في العديد من المدن الكبرى الأميركية. ويتهمه منتقدوه بالسعي لتحويل الأنظار عن إخفاقاته، مذكرين بأن ترامب لعب الورقة نفسها مع اقتراب أي استحقاق انتخابي، سواء الرئاسيات عام 2016 أو انتخابات منتصف الولاية الرئاسية عام 2018. ومازال ترامب يبحث عن ثغرة يمكنه استغلالها لتركيز هجومه على بايدن حولها، غير أن خصمه يخوض حملة انتخابية محصورة بالحد الأدنى وسط القيود المفروضة للحد من انتشار الوباء، ما لا يترك للرئيس مآخذ كثيرة.

مشاركة :