آيا صوفيا: قصة شراء محمد الفاتح الكنيسة؟

  • 7/25/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ما بين كنيسة ومسجد ومتحف ظلت "آيا صوفيا" في مدينة اسطنبول التركية رمزاً تاريخيا ودينيا وسياسيا على مدار عمرها الممتد لما يقرب من 1500 عام، فضلاً عن كونها تحفة معمارية فريدة وأحد أهم الآثار الفنية في العالم. لا يختلف أحد على أن تحويل آيا صوفيا إلى مسجدٍ في عام 2020 له أبعاد سياسية متعلقة بالسياسة الأردوغانية بعد تقلص أظافر الرئيس التركي أردوغان خارجيًا خاصةً في سوريا وليبيا، لكن مسألة آيا صوفيا في المقام الأول تاريخ قبل أن تكون سياسة. ومع تصاعد الجدل بشأن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد من جديد بعد قرار للمحكمة العليا في تركيا نتعرف على أبرز ملامح هذا الصرح المدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي: في عام 532 م أمر الإمبراطور البيزنطي، جستنيان الأول، ببناء الكنيسة في القسطنطينية (إسطنبول حالياً) على أنقاض أخرى تعرضت للبناء والهدم أكثر من مرة. واستغرق بناء كاتدرائية آيا صوفيا -والتي تعني "الحكمة الإلهية" باللغة اليونانية- خمس سنوات. وأراد جستنيان الأول من خلالها أن يُثبت تفوقه على أسلافه الرومان بتشييد صرح معماري غير مسبوق. وبعد اكتمال البناء، ذكر المؤرخون أنه من شدة إعجاب الإمبراطور بالكاتدرائية قال لحظة دخوله إليها: "يا سليمان لقد تفوقت عليك" في إشارة إلى النبي سليمان الذي كان يسخر الجن لإقامة الأبنية العظيمة، بحسب المرويات الدينية. وتحجج الدولة التركية فى تحويل الأثر المسيحى التاريخى إلى مسجد إلى امتلاكها وثيقة تؤكد ملكية الكنيسة والأرض التى عليها، بعدما اشتراها السلطان الغازى محمد الفاتح، إبان غزوه القسطنطينية "اسطنبول" حاليا فى عام 1453م، إلا أن هذه الوثيقة المزعومة لم تخرج للنور أبدا حتى الآن، لكن بالبحث فى المراجع التاريخية هل حقا اشترى السلطان العثمانى محمد الفاتح، كنيسة آيا صوفيا من الرهبان المسيحيين قبل تحويلها لمسجد. وفقا للمؤرخ أحمد بن يوسف القرماني (شهد على عصر محمد الفاتح وأخد مؤرخى جولته) فى كتابه "أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ" فإن السلطان العثمانى الراحل، أمر بتحويل الكنيسة القديمة إلى مسجد ولم يشتريها، وأوضح المؤرخ العثمانى الذى حضر دخول القسطنطينية، أمرا آخر خاص بتحويل الكنيسة لمسجد، وهو أن عملية التحويل تمت في 3 أيام إذ كان دخول القسطنطينية يوم الثلاثاء وكان الفاتح يريد أن تكون أول جمعة في عاصمة البيزنطيين سابقًا وعاصمة الدولة الإسلامية الجديدة. كذلك أيد الرأى سالف الذكر، المؤرخ الإنجليزى رونسيمان ستيفن، الذى أكد أن الفاتح أمر فور دخوله القسطنطينية بإعلان تحويل الكنيسة إلى مسجد، وأطلق عليه اسم "الجامع الكبير لآيا صوفيا".

مشاركة :