فوجئ الليبيون صباح السبت بوجود المفكر الفرنسي اليهودي برنارد ليفي في بلادهم، ما أثار جدلا شعبيا واسعا وأسئلة حول تلك الزيارة وتوقيتها، بل قوبل موكب ليفي في ليبيا بالقوة ليتم منعه من دخول مدينة ترهونة، فمن هو ذلك الرجل الذي يطلق عليه "عراب" الربيع العربي.ارتبط اسم برنارد ليفي بثورات الربيع العربي، بعد ظهوره في أكثر من دولة حيث ظهر خلال الاحتجاجات في تونس، وفي مصر، برزت صورته بين الثوار في ميدان التحرير قبل رحيل حكومة الرئيس الراحل حسني مبارك، وأشاد وقتها بعدم رفع شعارات مناهضة لأمريكا أو الصهيونية.اقرأ أيضا:برنارد ليفي في ليبيا.. مسلحون يعترضون موكبه والوفاق تحميهويعد ليفي أحد الفلاسفة الجدد، ومن أشرس المدافعين عن إسرائيل والحركة الصهيونية، وخلال زيارته تل أبيب عام 2010 أدلى بتصريح شهير قال خلاله "لم أر يوما جيشا ديمقراطيا مثل جيش الدفاع الإسرائيلي".واعتبر المفكر الفرنسي وقتها أن إسرائيل هي معجزة من الحرية والديمقراطية ورفض الجهل، وأن الصهيونية هي الحركة العظيمة الوحيدة في القرن العشرين.ولد ليفي في الجزائر عام 1948 إبان فترة الاحتلال الفرنسي، إلا أن عائلته انتقلت إلى فرنسا بعد نحو عام من مولده، ليتحول إلى واحد من أكثر المساهمين في خراب المنطقة.في ليبيا، لعب ليفي دورا استثنائيا بحكم صداقته بالرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وذكرت تقارير أنه السبب الرئيسي في التدخل الفرنسي في ليبيا وقتها ودعم باريس للثوار هناك.ويعتبر أبناء ليبيا المفكر الصهيوني هو سبب الخراب الذي حل ببلادهم، نظرا لدوره في إقناع فرنسا والرأي العام الأوروبي لتدخل حلف الشمال الأطلسي "الناتو" عسكريا في ليبيا، ومن هنا بدأت معاناة الشعب الليبي.بل تحدثت التقارير عن أن ليفي هو من كان يكتب بيانات المجلس الانتقالي في ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي، فضلا عن دوره في تحريك شحنات السلاح والأموال من قطر وتركيا وغيرهم نحو ليبيا.علاوة على ذلك، كان ليفي هو حلقة الوصل بين المتمردين في ليبيا ونظام ساركوزي، وأشرف على الأحداث هناك لينجح في إقناع الناتو بتوفير غطاء جوي للثوار الليبيين.وفي 2014، طرد ليفي من تونس حيث خرج الآلاف لينددوا بزيارته إلى بلدهم وسط إجراء البلاد انتخابات تشريعية ورئاسية، حيث تم ترحيله من الأراضي التونسية.ودائما ما يظهر الكاتب الصهيوني في مناطق الصراع والحروب، حيث كان من أشد الداعمين للتدخل الأجنبي في سوريا، كما ارتبط بعلاقات مشبوهة بالنظام القطري والذي يعتبر رجل الدوحة لإشعال الفوضى في المنطقة العربية.ويزور ليفي حاليا ليبيا بدعوة من حكومة الوفاق، فيما طالب وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا قواته المتمركزة في ترهونة بعدم التعرض لموكب بيرنارد ليفيي والسماح له بإكمال مهمة الزيارة بالوقوف على " مقابر " في المدينة خدمة للصالح العام، وفقا لصحيفة "المرصد" الليبية.وأفادت الصحيفة ذاتها نقلا عن مصادر بأن ليفي دخل مطار مصراتة بتأشيرة صادرة من خارجية الوفاق وطائرته حطت بإذن باشاغا ومن المفترض أن يقابله غدا.في المقابل، نقلت الصحيفة عن مستشارين بحكومة السراج نفيهم أي علاقة بزيارة ليفي، مؤكدين أن منسقها تعمد اختيار توقيت للزيارة يكون فيه السراج خارج البلاد.
مشاركة :