عدن - وكالات: ذكرت مصادر عسكرية ومحلية أن القوات اليمنية الموالية لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أحرزت تقدماً كبيراً أمس في عدن بعدما انتزعت من المتمرّدين الحوثيين وحلفائهم المطار الدولي ومناطق واسعة في هذه المدينة الكبيرة في جنوب البلاد. ويأتي ذلك غداة إطلاق عملية "السهم الذهبي" التي تشارك فيها قوات يمنية مدربة ومزودة بأسلحة متطورة إلى جانب مقاتلات وبوارج التحالف، وتهدف إلى استعادة عدن من المتمرّدين بعد أكثر من ثلاثة أشهر من سيطرتهم عليها. وباتت "المقاومة الشعبية" التي تقاتل كقوة منظمة بعد أن واجهت الحوثيين طوال اشهر كمجموعات غير متجانسة وضعيفة التسليح، تسيطر على المطار الدولي وحي خور مكسر الذي يعد قلب المدينة، وأجزاء واسعة من حي المعلا بما في ذلك على الميناء التجاري فيه، وحي كريتر، بحسب مصادر متطابقة. ورصد شاهد من رويترز نحو 40 عربة مدرعة وشوهدت عشرات العربات العسكرية الحديثة التي حصلت عليها قوات "المقاومة الشعبية" الموالية لهادي من التحالف العربي، على مدرج مطار عدن، فيما شوهدت قوافل أخرى من العربات تتجه نحو جبل حديد حيث المدخل الرئيسي لمنطقة المعلا في عدن. وقال ضابط في القوات الموالية لهادي: إن "التحالف زود المقاتلين بهذه العربات من أجل تحرير عدن وقد أدت دورًا رئيسًا في المعركة". وبعد الظهر أمس، سيطر مسلحو "المقاومة" على ميناء المعلا، فيما شنّت مقاتلات التحالف ست غارات على مواقع للمتمردين في المنطقة. من جهته، قال قائد عمليات القوات الموالية للحكومة اللواء فضل الحسن: إن قواته استولت على الطريق الساحلية المطلة على مضيق باب المندب الإستراتيجي بين اليمن وجيبوتي. وهذه الطريق تربط بين عدن ومدينة موكا، التي يسيطر عليها المتمرّدون، والتي تضم ميناء قريبًا من باب المندب. وقال الحسن: إن "المقاومة الشعبية متواجدة الآن على أبواب مدينة موكا"، مع وصول تعزيزات عسكرية للمتمردين من المدن التي يسيطرون عليها في الشمال. وسادت أنحاء عدة من عدن مظاهر احتفال بتراجع الحوثيين والقوات المتحالفة معهم الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، إذ ينظر إلى المتمردين بوصفهم "غزاة شماليين". وانتشر مئات من سكان عدن في الشوارع لاسيما في المناطق الواقعة تحت سيطرة "المقاومة الشعبية، وأطلق بعض المواطنين الذين يحملون السلاح النار في الهواء ابتهاجًا بانسحاب الحوثيين وقوات صالح. وقال مزود المرادي، وهو أحد سكان المدينة: "نحن نطلق النار في الهواء لأن أصحابنا استعادوا المطار وخور مكسر، وتحرير خور مكسر هو تحرير عدن". وقال الناطق الرسمي لمجلس قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية علي الأحمدي: إن "المقاومة الشعبية وبإشراف وقيادة جنود وضباط المنطقة العسكرية الرابعة تمكنت من إحكام السيطرة على غالبية أحياء وشوارع منطقة خور مكسر التي تمثل قلب عدن، وتطهيرها من الحوثيين وقوات صالح بعد معارك دامت لساعات". وأضاف إن "مقاتلي المقاومة المدعومين بعربات عسكرية حديثة واصلوا التقدّم نحو كريتر وتمكنوا من استعادة أجزاء منها وهناك عملية تمشيط لبقية الأحياء، كما تقدّموا باتجاه منطقة المعلا وتمكنوا من استعادة مبنى المحافظة". وتحدث الأحمدي عن "انهيار في صفوف الحوثيين وحلفائهم بعد استعادة خور مكسر". من جهتها، ذكرت مصادر حكومية محلية أنه "تزامنًا مع المواجهات في خور مكسر والمعلا وكريتر، استمر القصف العشوائي بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا للحوثيين وقوات (الرئيس السابق علي عبد الله) صالح على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة المقاومة الشعبية من المدخل الشمالي والشرقي للمدينة. إلى ذلك، أكد مدير مكتب الصحة والسكان في عدن الخضر لصور أن حصيلة القتلى المدنيين وبينهم أطفال ونساء خلال الساعات الـ24 الماضية بلغت 12 قتيلاً و105 جرحى. وأشار إلى سقوط ثمانية قتلى وأكثر من 30 جريحًا في صفوف "المقاومة الشعبية" خلال الفترة نفسها. وأكد مصدر عسكري يمني، أمس، أن قوات المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، سيطرت على الشريط الساحلي المطل على مضيق باب المندب. وقال اللواء في الجيش اليمني فضل حسن إن "مقاتلي المقاومة ووحدات الجيش الموالي للشرعية تقدمت من منطقة رأس عمران ومفرق الوهط، واستعادت منطقة خور عميرة ورأس الغارة، وطول الشريط الساحلي المطل على باب المندب".
مشاركة :