أوهام تلفظ أنفاسها «2-2»

  • 11/9/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

--> الجرح النازف الاول هو ان المفاهيم التي دفعت الشباب الى بذل ارواحهم في سبيل تحقيقها هي مفاهيم غريبة على ثقافتنا الغارقة في تغييب حقوق الانسان، الثقافة السائدة ليس فيها مفهوم وطن او مواطنة وليس فيها مفهوم حرية وكرامة انسانية وسائر المفاهيم التي حركت الشباب لتحقيق الربيع العربي، هذه المفاهيم جديدة تجذرت في الشباب ولكن لا وجود لها في الثقافة السائدة .. الامر الذي يظهر ان هناك ثقافتين ثقافة الشباب وربيعهم وثقافة الاعاقة لهذا الربيع .. وهي ثقافة لها قرون جذرتها طبيعة التقليد. الجرح النازف في جسد الربيع العربي ليس هو انها بلا رأس كما يقال، بل ان افضل ما فعله هذا الربيع هو تغيير الرؤوس فبدلا من القائد الملهم او الحزب القائد اصبح هناك الشعب .. الشعب هو الرأس الجديد الذي خلقه هذا الربيع. اما الجرح النازف الثاني فهو الاقتصاد فالربيع العربي حدث في دول ليس لها بنية اقتصادية واقفة على قدميها .. دول قاحلة اقتصاديا، فحتى ليبيا التي تعتبر دولة نفطية ليس فيها بنية تحتية حتى الآن .. اما مصر فهي مثقلة بعبء اقتصادي قاتل. لنعترف بالحقائق المرعبة التالية: 1- العالم العربي لا يملك ما يكفي لغذائه. 2- يتصحر جغرافيا شيئا فشيئا. 3- مهدد في أمنه المائي. 4- الثروة المالية عند بعض المجتمعات العربية ثروة ناضبة ولا معوض لها. يتضح من هذا كله اننا في قبضة عجزين فادحين: العجز الاول يتضح حين نؤمن بالفلسفة التي تقول: ان التحولات الاجتماعية للسير الى الافضل هي التحولات الاقتصادية أي صلابة البنية التحتية التي تؤثر حتما في البنية الفوقية .. وحين ننظر الى البنية التحتية في العالم العربي كله نجد انها عاجزة عن فعل التحولات. اما العجز الثاني فيتضح حين نؤمن بالفلسفة القائلة: إن التحولات الاجتماعية الى الافضل سببها الاول هو الثقافة .. وحين ننظر الى ثقافتنا السائدة نجد اننا خارج العصر .. أي اننا خارج التاريخ. ما العمل؟ العمل هو ان نهزم العجزين حين ننبه طاقات الانسان النائمة او المقموعة في الانسان العربي. مقالات سابقة: محمد العلي القراءات: 2

مشاركة :