رمضان البيه يكتب: لبيك اللهم لبيك‎

  • 7/27/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعدما رفع الخليل سيدنا إبراهيم  وولده سيدنا إسماعيل عليهما السلام قواعد بيت الله الحرام، أمره الله تعالى أن يؤذن في الناس بالحج  كما جاء في قوله تعالى .. "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق".. فقال الخليل..ياربي إلى أي مدى سيبلغ صوتي؟.. فأجابه عز وجل..يا إبراهيم عليك النداء وعلينا البلاغ ..هنا نادى عليه السلام..ياأيها الناس إن الله تعالى قد بنى بيتا فحجوه ..فأوصل صاحب القدرة الإلهية سبحانه صوت الخليل إلى الناس في أصلاب الآباء والأجداد فلبت الارواح التي قدر الله تعالى لها حج بيته وهي في ظهور وأصلاب الأباء والأجداد. والتلبية عادة لا تكون إلا على أثر دعوة والداعي هنا هو الله تعالى الغني عن جميع خلقه وما دعاهم سبحانه وتعالى إلا ليغفر لهم ويتعطف عليهم ويرحمهم ويعطيهم ويجود عليهم .هذا وقد يقصر الفهم لدى البعض في أن التلبية خاصة بحج بيت الله الحرام وقاصرة عليه بل ان كل دعوة دعانا الله تعالى إليها في قرآنه وكل أمر ونهي منه تعالى هي دعوة لنا منه سبحانه توجب الاستجابة.هذا ومعلوم أن التلبية  لا تكون  إلا بعد الإحرام  وصلاة ركعتي الإحرام ولا يصح الإحرام إلا بعد الطهر والاغتسال والطهارة تتعلق بالجسد والقلب  وطهر الأجساد والأبدان يكون بالماء والصابون. أما  الطهر المعني والحقيقي هو طهر النفوس من الطمع والحقد والحسد والكراهية والأنانية والغل والغش وحب الشهوات .. وطهر القلوب من حب الدنيا والتعلق بغير الله تعالى وإسقاط العلائق والأغيار  .. هذا وللتلبية معان كثيرة  وهي تعني الاستجابة ..ومن هنا يجب على كل مؤمن أن يستجيب إلى كل ما دعاه إليه ربه سبحانه وتعالى.. هذا ودعوات الحق عز وجل لعباده بصفة عامة وللمؤمنين بصفة خاصة في القرآن كثيرة  منها .. انه تعالى دعانا إلى الإيمان به وتوحيده فقال تعالى .."ربنا إننا سمعنا مناديا للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا".. ودعانا إلى محبته عز وجل واتباع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله..  فقال تعالى.. "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم".. ودعانا سبحانه  لإقامة منهجه وشريعته وإقامة حدوده.. ودعانا سبحانه إلى الحياة الحقة وهي حياة القلوب فقال تعالى .. "ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم" ..ودعانا سبحانه وتعالى للتخلق بأخلاق الرسول الكريم والاقتداء به فقال سبحانه.. "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر" .. ودعانا سبحانه وتعالى إلى ذكره  وشكره وحسن عبادته والصبر على بلائه والرضا بقضائه فقال سبحانه "ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا"..وقال سبحانه.."يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"... ودعانا عز وجل إلى حج بيته الحرام فقال.. "وأذن بالناس بالحج " ..فلبى كل من سمعت روحه النداء ولبي الأولياء والصالحون لربهم في كل ما دعاهم إليه ونطق لسان حالهم في كل مادعوا إليه  بالتلبية..لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك.

مشاركة :