المسؤولية الاجتماعية.. قيم ومفاهيم وواجب وطني    

  • 7/27/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم المستشارة حصه الشهري  إسهاماً في تكريس المسؤولية الاجتماعية، وترسيخا لمعانيها ونشراً للتوعية بها، نتناول في هذه المساحة جوانب من مفاهيمها وقيمها ومعانيها وأهدافها وكيفية الإرتقاء بها في ظل المتغيرات والتطورات العصرية.  ولا شك أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) حيث يجسد مفهوم المسؤولية الاجتماعية في أسمى معانيها باعتبارها قيمة أخلاقية عالية وهذا يعني أن أي كيان أو منظمة أو مؤسسة لديه مسؤولية تجاه المجتمع، مما يجعل كل منظمة أو فرد يمارس المسؤولية من أجل الحفاظ على التوازن بين الاقتصاد والنظام البيئي والاجتماعي، وصولاً إلى التنمية المستدامة التي تصب في خدمة المجتمع على المدى البعيد وبصورة مستمرة.   فالمسؤولية الإجتماعية تنطلق من واجب الفرد تجاه مجتمعة وتتسع للعمل الجمعي وتتجاوز مفهوم العمل التطوعي أو الخيري الذي هو جانب من المسؤولية الإجتماعية وتكتمل أضلاعها بتعاون القطاع الخاص، والقطاع الحكومي، والقطاع غير الربحي وحينما تتحد هذه القطاعات الثلاثة يمكنها إيجاد مبادرة احترافية مستدامة تخدم المجتمع والوطن، وتسهم في دفع عجلة التنمية، وهذا مانطمح إليه ووفق رؤية المملكة ٢٠٣٠ وهذا يحتم علينا جميعاً العمل والإنجاز لتصميم وتنفيذ المبادرات الإحترافية، ولا شك أن الأمر يحتاج إلى دراسة متعمقة وإطار عملي واضح وتعاون يرتكز على الأمانة والإخلاص في العمل.  المسؤولية الإجتماعية متأصلة لدى قيادتنا الحكيمة توجيهاً ودعماً وممارسةً فحكومة المملكة العربية السعودية الرشيدة – بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – تنظر للمسؤولية الاجتماعية من خلال النظرة الشرعية القائمة على تحقيق النفع للناس، والحث على التكافل، وبسط العدل والمساواة، مما يحقق راحة المواطن ويلبي احتياجات المجتمع، والدولة تسعى لتحقيق ذلك من خلال تفعيل الطاقات وتوظيف القدرات، وتوفير الوظائف النوعية للشباب السعودي، وتأهيلهم لتولي مسؤوليتهم تجاه البناء والتنمية والإنتاج، خاصة لدى مؤسسات القطاع الخاص الذي يتطلع لأداء دور مهم وفاعل لزيادة الإسهام في الناتج المحلي والارتقاء بواقع ممارسة المسؤولية الإجتماعية التي تتموضع في قلب الرؤية 2030وفقاً للأدوات والآليات العصرية والمفهوم الحديث لتحقيق رفاهية المواطن وراحته.      وعند الحديث عن المسؤولية الإجتماعية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) لابد أن نتذكر أن الملك سلمان هو رائد الأعمال الإنسانية والإجتماعية في المملكة العربية السعودية، وأحد أعمدتها الراسخة على مستوى العالم، وهذا غير مستغرب من خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله ورعاه – فهو أول من وضع نواة المسؤولية الإجتماعية في تأسيس مجلس المسؤولية الاجتماعية في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، ودعا الى تفعيلها في جميع القطاعات .  كذلك وجدت المسؤولية الإجتماعية اهتماماً خاصاً من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذي حفز وشجع هذا النشاط ، وفي عام ٢٠١٨ أطلق البرنامج الاجتماعي (سند محمد بن سلمان) الذي يعكس الرغبة الشخصية لسموه في تلمس احتياجات فئات المجتمع المختلفة وتحقيق الحياة الكريمة في دلالة كافية على مدى حرص سموه على تفعيل المسؤولية الإجتماعية، وهذه قطرة في بحر من إنجازات سموه التي يفخر بها الوطن والمواطن ، وهذا يحتم على الجميع الحرص على الإسهام في تصميم المبادرات الرقمية والميدانية والمكتبية في مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية والبيئية والتعليمية والسياسية والدينية والمهنية والإنسانية والفنية والثقافية والرياضية والترفيهية التي تخدم مختلف فئات المجتمع والوطن ككل، وبما أن المواطن يستمد إلهامه وقدوته من قيادتة الرشيدة فإن المأمول أن يكون الجميع في مستوى أهمية المسؤولية الإجتماعية، وفي مستوى فهم رسالة القيادة المتمثلة في التوجية والدعم والمساندة لقطاع المسؤولية الإجتماعية، التي تعتبر واجباً وطنياً وواجباً مهنياً وواجباً مجتمعياً وهذا واجبنا الآن ونحن شركاء في التنمية والعمل والإنجاز والطموح لتحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠ التي تهدف إلى بناء وطن مزدهر وطموح (كلنا مسئول).   فمن زاوية الوطنية للمسؤولية الاجتماعية بأنها واجب وطني فإننا نتطلع لأن يكون هناك إلزام وإحصائيات وتقارير سنوية في مجال المسؤولية الإجتماعية لجميع القطاعات والعمل على تطويرها لتحقيق أثر مستدام، تأهيل وتدريب القوى البشرية على مهارات المسؤولية الإجتماعية لتمكين المواطنين والعاملين من ممارستها بشكل احترافي في جميع القطاعات وترسيخ المفهوم الإيجابي لها والالتزام بها، إيجاد مبادرات هادفة ومستدامة بحيث تكون المبادرة الواحدة بتعاون القطاعات الثلاثة وتكاملها وأيضا توظيف ذوي الخبرة والكفاءات والقدرة على الإبداع والإبتكار في مجال المسؤولية الإجتماعية .  من وجهة نظري ومن خلال التجربة والخبرة في هذا المجال إن من أبرز التحديات التي تواجهه المسؤولية الإجتماعية أن كل قطاع يعمل بمفرده وبشكل مستقل، والمجال هنا ليس مجالاً للمنافسة، بل المطلوب التعاون لصنع الانجاز، ورفع مستوى الوعي بمفهوم المسؤولية الإجتماعية من أجل الارتقاء بها وتطويرها مفهوماً وثقافةً وممارسةً.  (ملكنا من أول اهتماماته الإنسان، فواجبنا أن يكون أول اهتماماتنا مملكتنا )  هدفي أن أسهم في صنع التغيير والإنجاز والعمل الإحترافي والمستدام وأن نساهم جميعاً في تحقيق أهداف حكومتنا الرشيدة وتجسيد مضامين رؤية المملكة ٢٠٣٠ في ما يخص المسؤولية الإجتماعية بكل ما أوتينا من فكر وخبرة وعمل وبكل أمانة وإخلاص .  وأن نبادر جميعاً لنخلق الأثر المثمر وإيجاد الفرص التي تمكننا من خدمة الوطن والمجتمع وصناعة التغيير والسلوك الإيجابي فنحن جزء من هذا الوطن وهو في قلوبنا جميعاً.

مشاركة :