قبل كل شيء يجب أن يعرف الجميع أن المسؤولية الاجتماعية هي ليست فقط للشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة، بل تعتبر المسؤولية مسؤولية كل فرد وإنسان نحو مجتمعه يجب عليه أن يسهم ويشارك بما أوتي من إمكانات وقدرات لتحقيق التكافل الاجتماعي. وتعتبر المسؤولية الاجتماعية جزءاً لا يتجزأ من خطط وإستراتيجيات الشركات والمؤسسات بالقطاعات كافة، بل أصبح مفهوم المسؤولية الاجتماعية اليوم حاضراً بقوة في جميع شركات القطاع الخاص السعودي، وبفضل من الله أن أعطى هذه البلاد أمناً واستقراراً يعود بالنفع على أعمال الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة بالإضافة إلى المجتمع ككل، لذا لا بد أن تكون المسؤولية الاجتماعية واجباً دينياً ووطنياً على كل فرد ينتمي إلى هذه البلاد الطاهرة. كما لا بد للفرد قبل الشركات أن يشارك في مجتمعه في مختلف البرامج والأنشطة التي لها فائدة على أفراد المجتمع السعودي بشكل عام، التي تحقق نتائج مثمرة على المجتمع ككل، ولا شك أن مشاركة الفرد في هذا المفهوم سينعكس على مشاركة الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة التي يعول عليها الكثير في مفهوم المسؤولية الاجتماعية. ومن الملاحظ أن هناك بعض الشركات تحرص على أن يكون لها دور بارز وملحوظ في مختلف أنشطة المسؤولية الاجتماعية، والبعض الآخر قد يكون مقصراً بسبب قلة الموارد البشرية المتخصصة في هذا الجانب أو لأي سبب، ولكن كل ما أود قوله هنا إن المسؤولية الاجتماعية لا تقتصر على مشاركة واحدة فقط من نوعها، بل كل ما يخدم المجتمع السعودي ويعود نفعه على الجميع هو مسؤولية اجتماعية، ومثال على ذلك التبرعات المالية، حملة تبرعات الدم، تبني أو دعم ومساندة حدث توعوي بأخطار أو أضرار مرض معين، أو المساهمة في التثقيف والتوعية في مختلف الظواهر الخاطئة في المجتمع وغيره من الأمثلة التي يمكن للفرد أو الشركة المساهمة في مفهوم المسؤولية الاجتماعية. ولا شك أن في وطننا هذا الخير الكثير الذي يدفع الشركات بتحقيق مساهمات فعالة في هذا المفهوم، حيث إن هناك الكثير من الشركات التي برز لها اسم في هذا الجانب، ومن وجهة نظري أن هذا لم يأت وليد المصادفة، بل من تخطيط وإستراتيجيات وضعها مسؤولو الشركات والعمل على تحقيق أهداف المسؤولية الاجتماعية. ولا شك أن كلما كان للشركة إدارة أو قسم متخصص في مفهوم المسؤولية كان أثرها على المجتمع واضحاً ومتنوعاً في مختلف الميادين، حيث سيساعد هذا على أن الشركة تبحث وتعمل جاهدة عن مواطن الدعم والمساندة لجميع مختلف فئات المجتمع لتقديم يد العون سواء للجمعيات الخيرية أو المنظمات الرائدة في المجال الاجتماعي والتطوعي، أو حتى المنظمات التوعية والتثقيفية من ظاهرة معينة. ومما لاشك فيه أن هناك أوقاتاً يجب أن ترتكز عليها الشركات قد تكون أولوية لما لها من أثر طيب على متلقي الدعم والمساندة، ومن أمثلة ذلك شهر رمضان المبارك وكسوة العيد وبداية العام الدراسي التي لا شك أن تقديم كسوة العيد لعدد من الجمعيات الخيرية في مختلف مناطق المملكة سيكون لها أثر كبير على المجتمع ولها أجر كبير، وذلك من أجل إدخال الفرح والسرور إلى قلوب الكثير من الأطفال والنساء والرجال. فمن وجهة نظري أن مفهوم المسؤولية الاجتماعية هو مبدأ يجب أن يتعرف عليه الصغير قبل الكبير ومن هنا قد يكون للمدارس دور كبير جداً في تنمية هذا المفهوم لدى الصغار، لأن الصغير عندما يتعلم هذا المفهوم سيدفعه للمساهمة فيه بشتى أنواع الأنشطة التي يستطيع أن يسهم بها كالتطوع والتبرعات ومساعدة الآخرين من أبناء مجتمعه وغيره. ولا شك أن التواصل وفتح قنوات اتصال مع الجمعيات الخيرية والمنظمات التي تقوم بدور في المجتمع من قبل الشركات سيعطي إضافة مثمرة وتنوعاً في مفهوم المسؤولية الاجتماعية للوصول إلى أهدافها التي تأسست من أجلها تلك الجمعيات والمنظمات للمساهمة في تقوية الإنسان ورفع عزيمته للاعتماد على نفسه وأن يكون فعالاً في مجتمعه ليعود بالنفع على وطنه. وفي النهاية المسؤولية الاجتماعية لا بد أن تكون عنصراً مهماً من ضمن الخطط الإستراتيجية لأي شركة أو مؤسسة يتم مناقشته والسعي لتحقيق أهداف المجتمع من خلال ما تقدمه الشركة أو المؤسسة في هذا الجانب، ولا بد أن يكون هناك فريق مهتم ومعني بهذا المفهوم بالتنسيق والعمل جنباً إلى جنب مع المنظمات والمؤسسات والجمعيات الخيرية والتطوعية، عسى الله أن يوفقنا ويوفق الجميع إلى كل ما فيه خير لهذه البلاد الغالية. * المدير العام لإدارة العلاقات العامة - شركة السلام للطائرات
مشاركة :