تقرير إخبارى: أحدث موجة من العنف تحصد أكثر من 60 قتيلا بإقليم دارفور السوداني

  • 7/28/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يشهد إقليم دارفور بغربى السودان موجة جديدة من العنف أوقعت أحداثها أكثر من 60 قتيلا، مما دفع الحكومة السودانية إلى الشروع فى نشر قوات مشتركة بالإقليم الذى يعانى حربا أهلية منذ العام 2003. وقالت وكالة السودان الرسمية للأنباء اليوم (الإثنين) " قتل 60 شخصا وأصيب أكثر من 50 في أحداث وحدة مستري، الإدارية، 40 كيلومترا جنوبي الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور إثر هجوم على المنطقة يوم السبت 25 يوليو 2020 ، وفقا لتقريرين تلقتهما (سونا)". ونسبت وكالة الأنباء السودانية "سونا" لبيان صادر عن لجنة أطباء ولاية غرب دارفور " أن منطقة مستري، 40 كيلومترا جنوب مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور تعرضت، صبيحة يوم السبت لهجوم من قبل ميليشيات مسلحة واستمر الهجوم لمدة تسع ساعات، وخلف العديد من القتلى والجرحى". ووفقا للبيان فإن حصيلة القتلى ضمت 9 نساء و51 رجلا. ومن جانبه، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية في السودان (اوتشا)، فى بيان صحفى فى وقت متأخر من مساء أمس (الأحد) "تلقينا تقارير تفيد بمقتل أكثر من 60 شخصا وإصابة نحو 60 آخرين". وأضاف البيان "وقع الهجوم بقرية (مستري) في ولاية غرب دافور". ووفقا للبيان فإن الهجوم الجديد يمثل أحدث حلقة "في سلسلة حوادث أمنية جرى الإبلاغ عنها خلال الأسبوع الماضي أسفرت عن حرق عدة قرى ومنازل ونهب أسواق ومتاجر وخلفت أضرارا بالبنية التحتية". وأضاف البيان "أن تصاعد العنف في مناطق مختلفة بإقليم دارفور يؤدي إلى زيادة النزوح ويقوض موسم الزراعة ويتسبب في خسائر في الأرواح والمعايش". ومع تصاعد العنف بإقليم دارفور أعلنت الحكومة السودانية عن نيتها نشر قوات مشتركة بالإقليم. وأعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك عن تكوين قوات مشتركة سيتم نشرها على مستوى ولايات دارفور الخمس ومحلياتها لحماية المواطنين وتأمين الموسم الزراعي، حسبما ذكرت وكالة السودان الرسمية للأنباء. وكان مجلس الأمن والدفاع السوداني قد أكد على ضرورة فرض هيبة الدولة عبر استخدام القوة اللازمة قانوناَ " لحفظ الأرواح والممتلكات وإيقاف جميع التفلتات الأمنية والتصدي للخارجين عن القانون". وعقد المجلس مساء أمس (الأحد) اجتماعا بالقصر الجمهوري برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو وبحضور رئيس الوزراء عبدالله حمدوك. وقال وزير الداخلية السوداني الفريق أول شرطة الطريفي الصديق، وفقا لوكالة السودان الرسمية للأنباء إن "الاجتماع أكد على حفظ الحقوق الدستورية في الممارسة السلمية وفق متطلبات المرحلة الديمقراطية وركز المجلس على فرض هيبة الدولة عبر استخدام القوة اللازمة قانوناَ"، لحفظ الأرواح والممتلكات وإيقاف جميع التفلتات الأمنية والتصدي للخارجين عن القانون". وأوضح أن المجلس أكد ضرورة تحريك قوات من المركز بصورة عاجلة لجميع مواقع الأحداث الأمنية بالبلاد لتحقيق الأمن والاستقرار. ويشكل الصراع القبلى فى دارفور هاجسا يؤرق مضاجع سكان وحكومات الإقليم المضطرب بغربى السودان، ولم تفلح جهود رسمية وشعبية فى وأد ظاهرة النزاعات القبلية التى أثرت سلبا على النسيج الاجتماعى لمكونات دارفور. وأدت عدة عوامل إلى تنامى ظاهرة الصراع القبلى فى دارفور وأهمها الاضطرابات الأمنية ومساهمة الحركات المسلحة فى حصول القبائل على السلاح بسهولة، وغياب سلطة الدولة فى مناطق بالإقليم. ويقع إقليم دارفور في أقصى غرب السودان ويحتل الرقعة الجغرافية التي تمتد بين خطي عرض (9-20) شمالاً وخطي طول (16-27,30) شرقاً وتقدر مساحته الكلية بحوالي 500 ألف كم مربع. وتعتبر دارفور البوابة الغربية للسودان، حيث توجد حدود مشتركة بينها وبين كل من ليبيا، وتشاد وأفريقيا الوسطى. ويعيش سكان دارفور في مجتمع يقوم على مؤسسة العشيرة والقبيلة ويشكل هذا الأمر محورا مهما في حياتهم ونمطهم في النشاط الاقتصادي والاجتماعي وسبل كسب العيش السائد في دارفور والذي يقوم أساساً على الرعي البدائي والزراعة المطرية التقليدية. وتنتشر قبائل كثيرة في دارفور وذلك بفضل الهجرات اليها من مختلف أنحاء السودان وكذلك من البلاد المجاورة لها مثل تشاد وإفريقيا الوسطي والكاميرون وليبيا، حيث يبلغ عدد القبائل التي تسكن دارفور حوالي 156 قبيلة تتحدث أكثر من 100 لهجة محلية. وتمثل قبائل الفور والزغاوة، والمساليت أكبر المجموعات السكانية بدارفور، بجانب المجموعات القبلية الأخري وهى الميدوب والبرتي والداجو والتنجر و القمر والتاما والارنقا والكنين والكاتنجا والبرقد، وهى قبائل إفريقية. وتوجد فى دارفور قبائل ذات أصول عربية وتمتهن الرعي في الغالب وتنقسم إلى مجموعتين، رعاة الأبل ويسمون (بالأبالة) ورعاة البقر ويسمون (بالبقارة)، وأبرز قبائل (الأبالة) هى قبيلة الرزيقات الذين يقطنون شمال دارفورغالبا وجزءا من شرق دارفور وكذلك قبيلة المعاليا، أما مجموعة (البقارة) فتعيش فى جنوب دارفور وأبرزها قبائل الهبانية والبني هلبة والسلامات والفلاتة امبررو. وتبحث الحكومة الانتقالية بالسودان عن اتفاق للسلام لإنهاء النزاع فى دارفور وذلك عبر مفاوضات تستضيفها مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان.

مشاركة :