رحيل شاعر غزة الأول بعد 60 عاما في المنفى | | صحيفة العرب

  • 7/28/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ميساساغا (كندا)- رحل الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد، الاثنين، بعد مسيرة حافلة من العطاء في مجالي الأدب والصحافة، بدأت مع النكبة الفلسطينية عام 1948. ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية، في بيانٍ لها الشاعر رشيد، الذي وفاته المنية في مدينة “ميساساغا” الكندية، عن عمر 93 عاماً، قضى أكثر من 60 سنة منها مغترباً خارج بلاده فلسطين. وقالت الوزارة إنّ “رحيل الشاعر الكبير خسارة للثقافة الوطنية والعربية، وبرحيله تخسر فلسطين رمزاً من رموزها الإبداعية وعلماً من أعلامها النضالية الكفاحية، الذي كرس حياته وعمره من أجل الحرية والخلاص والعودة”. وترك الشاعر إرثا كبيرا، تركز في خدمة القضية الفلسطينية، والمطالبة بحق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم التي تم تهجيرهم منها. ومن أشهر قصائده، “سنرجع يوما”، التي غنتها المطربة اللبنانية فيروز، والتي يقول فيها: سنرجع يوماً إلى حيّنا … ونغرق في دافئات المُنى سنرجع مهما يمر الزمان … وتنأى المسافات ما بيننا كما غنت المطربة المصرية، فايدة كامل، إحدى قصائده وهي "لن ينام الثأر". وولد الشاعر هاشم رشيد في حي الزيتون بمدينة غزة، عام 1927 وأنهى دراسة الثانوية العامة فيها سنة 1947، وبعدها حصل على الدبلوم العالي لتدريب المعلمين من كلية غزة، وظلّ يعمل في سلك التعليم حتّى عام 1954، وفي نفس العام انتقل للعمل كمدير لإذاعة صوت العرب في القطاع. وفي بداية سنة 1967 اختارته منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً لها داخل قطاع غزة، وذلك وفقاً لما ورد في دراسةٍ نشرتها الباحثة نجية الحمود عام 2013، وتناولت صورة اللاجئ في أعمال هاشم رشيد. وأشارت الباحثة الأكاديمية، إلى أنّ إسرائيل أجبرت الشاعر رشيد بعد حرب يونيو 1967 على مغادرة القطاع، فاتجه للقاهرة، حيث عمل هناك ممثلاً لفلسطين بجامعة الدول العربية، وبعد ذلك شغل منصب مدير تحرير مجلة “شؤون عربية” الصادرة عن الجامعة، إضافة إلى مشاركته في تحرير عدد آخر من الصحف العربية والفلسطينية. وصدرت للشاعر العشرات من الأعمال الأدبية، تنوعت بين دواوين شعرية ومسرحيات ودراسات وأبحاث، ومنها كان “ديوان الغرباء” عام 1954، و“عودة الغرباء” 1956، و”حتى يعود شعبنا” 1965، و“طيور الجنة” 1998، ومسرحية “السؤال”، ومسرحية “سقوط بارليف” سنة 1973، ونُشر له دراسات متعددة منها “الكلمة المقاتلة في فلسطين”. يقول الباحث في التاريخ والسياسة عزيز المصري، إن الشاعر هارون رشيد، عاصر الانتداب البريطاني والنكبة، وشارك في استقبال المهاجرين من أراضي عام 1948 إلى قطاع غزة، عند شاطئ البحر متطوعاً، وبعدها شارك في أعمال مجتمعية متعددة. وذكر المصري “رشيد شاعر جعل من اللجوء والهجرة وحق العودة، قضية أساسية انطلق منها في أعماله، كشاعر وصحافي ودبلوماسي، واستطاع أنّ يضع الشعر في خدمة القضية وليس العكس كما فعل بعض الشعراء”. وأضاف “أنا أعتبر رشيد شاعر غزة الأول، وأحد حراس معبدها التاريخي، وهو شاعر القرار 194 الخاص بالعودة إلى فلسطين، حيث أطلقه عليه الشاعر عزالدين المناصرة، لكثرة حديثه عن مفردات العودة في قصائده”.

مشاركة :