احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين.. سياسة ابتزاز إسرائيلية لا تنتهي

  • 7/28/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

غلبت دموع الحسرة والألم السبعينية “عدلة سمارة” على فقدان نجلها الشهيد فادي سمارة ( 37 عاما )، والذى تحتجز حكومة الاحتلال الإسرائيلي جثمانه مجمدة في الثلاجات منذ شهرين تقريبا وترفض تسلميه لذويه، وذلك بعد إعدامه بصورة متعمدة بإطلاق النار عليه بشكل مباشر بزعم محاولة تنفيذ عملية دهس لجنود قرب قرية النبي صالح شمال غرب رام الله بالضفة الغربية. فالأم “عدلة” تمني نفسها أن تحتضن جثمان ابنها فادي من قرية أبوقش شمال رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وهو أب ومعيل أسرة من خمسة أطفال ( 3 أولاد وبنتان) أصغرهم رضيعا يبلغ من العمر شهران. وتقول الأم لقناة “الغد” والدموع تملأ عينيها: “أنا لا أصدق إلا حينما أراه، قتلوه بدم بارد وأخذوا جثته، أتحسر عليه، حرموا الأطفال من أبوهم، فأنا أريد جثة ابني.. أريد أن أراه”. دموع الألم حبست صوت الأم العجوز التي أرهقها الانتظار من أجل الإفراج عن جثمان نجلها، خاصة أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتعمد استخدام سياسة الابتزاز من خلال احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين. وقال إياد سمارة، شقيق الشهيد فادي: “زوجته وأولاده عليهم ضغطا كبيرا، وكل الأسرة أيضا، جميعنا نريد ابننا لرؤيته ودفنه، لأن من إكرام الميت دفنه وليس وضعه في ثلاجة واحتجاز جثمانه”. سياسة أكثر صرامةومن جهته، قال مدير مركز القدس للمساعدة القانونية عصام العاروري: “أمام تضاؤل الفرص وتسييس هذا الملف في دولة الاحتلال، بدأنا مؤخرا بتدويل قضية جثامين الشهداء المحتجزين لدى الاحتلال، بالتعاون مع الفريق الوطني الذى شكله مجلس الوزراء الفلسطيني”. وأضاف العاروري لقناة “الغد”: “بدأنا بتقديم تقرير مفصل للأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب، ونأمل أن يكون هناك ضغط على الاحتلال لتحرير و الإفراج عن جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزين لديها”. وقرر وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، الأحد الماضي، اتخاذ سياسة أكثر صرامة في عملية تسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين. ووفقا لصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، فغانتس سينقل للمجلس المصغر “الكابنيت” خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة رؤيته لتغيير هذه السياسة، من خلال استخدام سياسة أكثر صرامة في عملية إعادة جثث الشهداء الفلسطينيين لعوائلهم. يذكر أن هذا الموقف ظهر خلال جلسة للمحكمة العليا الإسرائيلية التي كانت تنظر في التماس مقدم بشأن تسليم جثمان الشهيد أحمد عريقات الذي أعدم بدم بارد من قبل قوات الاحتلال في الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو الماضي، على حاجز الكونتير شمال شرق بيت لحم. وكان الكابنيت الإسرائيلي اتخذ في يناير/كانون ثاني 2017، قرارا بتشديد إجراءات تسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين، لعوائلهم، وذلك كجزء من السياسة الهادفة للضغط على الفلسطينيين لإعادة تسليم إسرائيليين مفقودين بغزة منذ عام 2014. احتجاز جثامين 263 شهيدوتواصل قوات الاحتلال احتجاز جثامين 263 شهيدا من بينهم جثمان الشهيد أحمد عريقات التي تحتجزه سلطات الاحتلال منذ الثالث والعشرين من حزيران الماضي، وعدد من الشهداء المختفية جثامينهم منذ عام 1967. ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات للإفراج عن جثامين الشهداء الفلسطينيين قائلا في تدوينة له :”لليوم الـ٣6 على التوالي يواصل الاحتلال اعتقال الجثمان الطاهر للشهيد أحمد عريقات، ولا يسمحون لنا بدفنه كما يفعل كل البشر عند موت أحبتهم”. وأضاف عريقات، أنه تم إعدام أحمد يوم ٢٣ يونيو الماضي بدم بارد، وهذه ليست قيم الإنسانية وليست أخلاق البشر، يجب أن يساعدنا الجميع للإفراج عن الجثامين الطاهرة. واعتبر مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين، اليوم الثلاثاء، استمرار حكومة الاحتلال باحتجاز جثامين الشهداء تصرفا غير إخلاقي ويرقى لمستوى التعذيب والانتقام من الجثمان نفسه ومن عائلته مما يخالف القانون الدولي والإنساني وما أقرته لجنة اتفاقية مناهضة التعذيب في الأمم المتحدة للعام 2016 والتي تؤكد أن احتجاز الجثامين يرقى لمستوى التعذيب الإنساني ويمس من كرامة الإنسان”. وشدد جبارين، في تصريح صدر عنه، على أهمية إشراك الرأي العام والضغط الشعبي في معركة قض مضاجع المسؤولين العسكريين الإسرائيليين الذين يتباهون بالإنتقام من جثامين الشهداء وعائلاتهم وفي تحريك ملف احتجاز جثامين الشهداء ومقابر الأرقام على مستوى الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية العالمية.

مشاركة :