لا يمكن أن يخسر أي فريق في العالم خدمات لاعب يحتاجه في مواجهات الحصاد، فكل فريق سيتمسك بجميع عناصره مهما كان حجم الفائدة الفنية، خصوصاً في نهاية الموسم، وفي سباق الأمتار الأخيرة على الصعود لمنصات التتويج التي تتطلب جاهزية جميع عناصر الفريق، هذا ما طبقه النصر الذي ينافس على ذهب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وكأس خادم الحرمين، والنصر عندما تخلى عن مدافعه البرازيلي مايكون، فهو يرى أن وجوده خلال الفترة المقبلة غير مجدٍ، ولا يضيف أي شيء للفريق، وأن البديل يتفوق عليه بمراحل، إلى هنا يبدو أن الأمر منطقي جداً، ويتوافق مع الاحتراف الحقيقي؛ فاللاعب الذي لا يخدم الفريق بنسبة عالية التخلص منه قرار حكيم. ولكن أن يحمل النصراويون وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم مسؤولية مغادرة «مايكون» في حملة إعلامية ممنهجة انطلقت في توقيت واحد، وبعد صعوده الطائرة مباشرة، والجميع يدرك أن رحيله حدث بعد أن رفض فريقه التركي الاستجابة لمطالب الإدارة النصراوية بالقبول بالمبلغ الذي قدمته إدارة الدكتور صفوان السويكت، فهذا غير مقبول البتة؛ فالإدارة النصراوية هي التي تتحمل المسؤولية كاملة، فوزارة الرياضة جلبت جميع اللاعبين الأجانب من بلدانهم بطائرات خاصة، واتحاد الكرة أصدر قرارات عدة تحمي الأندية، وهذه القرارات استفاد منها الجميع بما فيها النصر، فلاعبوه الأجانب والجهاز الفني من أوائل الواصلين لأرض الوطن، وجميع عناصره الأجنبية التحقت بالتدريبات في وقت باكر، والمدافع البرازيلي «مايكون» من ضمنهم. السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل النصر يحتاج «مايكون» أو هل الدولارات ستحول بينه وبين النصر، أو أي لاعب يحتاجه الفريق، والإدارة لتوها ضخت الملايين في صفقات عسيري وعلاوي وشنقيطي وغيرها بمعنى تؤمن مبالغهم الضخمة وتعجز عن توفير مبلغ «مايكون»، هنا حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له!! النصر الذي يعد في هذه المرحلة الأقوى مالياً ليس بعاجز عن مبلغ «مايكون»، وهو الذي صرف الملايين خلال الثلاثين يوماً الماضية. قرار مغادرة «مايكون» قرار فني بحت؛ فالمدرب يرى أنه لا يحتاجه، وأن لديه البديل، والمبلغ الذي سيحصل عليه الفريق التركي يستفاد منه في صفقة جديدة. هذه هي الحقيقة التي لا يريدها النصراويون، والحقيقة الأهم في توجيه الإعلاميين لشن الحملة الجماعية المنظمة هي الضحك على جمهور الفريق، وجره عن أخطائها إلى تصديق أن وزارة الرياضة واتحاد القدم يحاربان النصر تحت ذريعة نظرية «عدالة المنافسة»، النصراويون الذين تفرغوا للتشكيك في الجميع من خلال ربطهم بمغادرة «مايكون» بعدم تطبيق هذه العدالة وأن المنافسين استفادوا من عناصرهم الأجنبية، وفريقهم خسر، هذا ظلم في هذا الجانب، وإلا ما علاقة وزارة الرياضة واتحاد القدم في قضية تمديد أو تجديد عقد بين لاعب وإدارة ناديه، وحتى غلطة سراي الذي حافظ على حقوقه كان يتحرك بمفرده، ولم نسمع أن وزارة الرياضة أو اتحاد القدم في تركيا تدخلا في قضيته مع النصر، لذا أقول وأسمي الأمور بمسمياتها إن ما يحدث «عيب» ويفترض من وزارة الرياضة واتحاد الكرة التصدي له بقوة، وردع من يهاجم ويتهم ويحرض لإشغال جماهير فريقه عن أخطائه.
مشاركة :