الذكاء الاصطناعي مستقبل عجّل به الوباء | | صحيفة العرب

  • 7/29/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المنامة- هل يمكن أن يعوض الذكاء الاصطناعي، وهو أحد فروع علوم الكمبيوتر الحديثة، القدرات الذهنية للبشر بداية من التعلم والتخطيط وانتهاء بحل المشكلات والإدراك ووضع التصورات ومرورا بالتفكير ومرونة التصرف وإبداء الرأي والتحصيل الثقافي؟ سؤال مركب كان تصعب الإجابة عنه سابقا، ولكن الظروف الصحية الراهنة التي فرضها انتشار جائحة كوفيد – 19 في العالم، أتاحت مجالا واسعا للبرامج الحاسوبية والنظم الإلكترونية أن تحاكي ـ ولو قليلا ـ أنماط عمل البشر. ويقول الخبير التكنولوجي الدكتور جاسم حاجي في إصدار حديث له بعنوان “الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي بعد كورونا” إن هذا العلم أوجد طرقا وأساليب متطورة وخلق وسائل وآليات جديدة ومن ثم أجهزة ومعدات بات بإمكانها التفكير والتصرف مثل البشر ولو في حدود ضيقة. ودلل الكاتب على ذلك بالإشارة إلى مظاهر العلاقات المتبادلة بين برامج الذكاء الاصطناعي الحديثة من جهة وتصاعد مؤشرات اللجوء للتقنيات الحديثة من جهة ثانية، ومن ثم زيادة القدرة على مواجهة التداعيات التي تلت ظهور فايروس “كورونا” من جهة أخرى. وأوضح أن هذه القدرة التي تملكها برامج الذكاء الاصطناعي في التنبؤ والتوقع وتقديم الأشكال الجديدة للتعليم والثقافة، تعد إحدى نقاط قوتها الأساسية، ما أتاح للدول التعاطي مع الظروف والتحديات المختلفة، ومنها: الكوارث الطبيعية والأوبئة وحالات الإغلاق الكلي أو الجزئي، والتخطيط لمواجهتها والاستعداد لها. وبيِّن الكاتب أن منصات التواصل الاجتماعي المختلفة تعتمد في عملها على خوارزميات التعلم الآلي، وهي من صميم علم الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي مكنها من التواصل المباشر مع الناس وتوصيل المعلومات إليهم ورفع مستوى استجابتهم للتعامل مع الجائحة وكيفية الوقاية منها وغير ذلك الكثير. وفي إشارة إلى أهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، وبخاصة في مجالات الواقع المعزز والسياحة والمؤتمرات الافتراضية (الاتصال المرئي عن بعد)، أبرز الكتاب حقيقة نجاح صناعة مؤتمرات الفيديو العالمية سواء الثقافية أو الاقتصادية أو غيرها، بسبب انتشار الجائحة، حيث باتت هذه المؤتمرات والفعاليات الافتراضية الوسيلة المثلى لعقد الاجتماعات والتواصل والترفيه وحضور التظاهرات عن بعد. وأضاف أن هناك تقنيات جديدة للذكاء الاصطناعي يمكن أن تتحول إلى اتجاه عام خلال السنوات القادمة كالرقائق الذكية التي باتت تزرع تحت الجلد، وتعطي معلومات أكثر موثوقية وأمنا عن الناس وتاريخهم سواء الشخصي أو المرضي، مؤكدا أنها باتت وسيلة للتواصل مع قواعد وبنوك المعلومات في المؤسسات والأجهزة المختلفة وحتى المتاجر والعيادات الصحية، رغم المعارضة الأخلاقية التي تتعرض لها. ويرصد الكتاب العديد من مظاهر التوغل الأخرى لتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي أضحت ملمحا رئيسيا للزمن الراهن، ومن ذلك أنظمة الجراحة الروبوتية التي تقوم بها الآلات لمساعدة الأطباء داخل غرف العمليات، وكذلك روبوتات الدردشة التي ستحل محل دوائر العلاقات العامة في الكثير من المؤسسات والجامعات، حيث ستقوم بالرد آليا على استفسارات المراجعين والطلاب. وبفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي المتعددة سواء في علوم اللغويات والأعصاب وتمكين المرأة والعمل الافتراضي خارج المكاتب (العمل عن بعد) وأجهزة الحوسبة الكمية وغيرها، ستتحسن قدرة البشر والدول سواء بسواء في إيجاد الحلول للمشكلات المختلفة. وذكر الكاتب أنه رغم الفوائد التي حققتها تطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي في تسهيل حياة البشر ومواجهة تداعيات الفايروس في مختلف المواقع والمجالات، لكن كان لها جانبها السلبي، وبخاصة على الأطفال، وذلك في إشارة إلى المشكلات الناتجة عن الحجر المنزلي، وزيادة معدلات الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر والهواتف المحمولة. وأورد عدة نتائج لدراسات أثبتت خطورة استخدام الأطفال المكثف لشاشات الحواسيب والجوالات، التي تؤدي في الغالب إلى مشكلات كنقص الانتباه وقلة النوم والنشاط البدني وسوء التركيز والذاكرة وما إلى ذلك، ما يستلزم التحوط والالتزام بالإجراءات التوجيهية في هذا الشأن.

مشاركة :