من الحقائق التي سلمت عقولنا بها .. أن السماء فوقنا والأرض تحت أقدامنا،وأن النهاريشع ضياءً و الليل ظلامٌ دامس . ومن الحقائق التي رسخت في وجداننا .. أن تفاحة نيوتن حين سقطت من على الشجرة لم تُحَلِّق في الفضاء، بل هوت انجذابًا فوق قشرة الأرض الخارجية . إذا ماالذي يجعلنا نتدافع في اللف والدوران حول أنفسنا لنلتقط الحقائق رغم التسليم بها !؟. أدرك أنه من الحقائق التي ينبغي علي التسليم بها أني لست كزرقاء اليمامة في حدة بصرها، وليس عندي أدنى معرفة بعلم قص الأثر، وأنه أينما توجهت كانت أقصى نقطة تلتقطها عيناي هي تلك الواقعة في مستوى الرؤية مباشرة ، ولاعلاقة للالتقاط ذاك بأي علامة أخرى على نفس امتداد المسافة تلك . من الحقائق التي ينبغي سبر أغوارها.. ما يحدث في ضفاف الانتظار على جانب الطريق الأيسر حيث الأجساد بعضها كان مصطفًا ،وبعضها الآخر كان يقطع الطريق إما هرولةً أو قفزا حتى تنكفئ على وجهها ! . الحقيقة التي لا لبس فيها ..أن المشهد تعاظم ,,فالوجوه المعلقة تلتهم الحائط طولاً وعرضًا,والعيون يكسوها السواد . على ضفاف الانتظارتلك.. تشرئب الأعناق صوب الأفق!، ..الوجوه تلاقت .. والحائط يمتد وضبابية الرؤية تخفي خلفها حقيقة المشهد برمته ولايظهر منه إلا ما تلتقطه العيون ولاتدركه الأبصار. من الحقائق المؤملة ..على الجانب الأيمن من ضفاف الانتظار ،هالة من نور تتسع دوائرها حينًا وتضيق أحيانًا أخرى..الهدوء والسكينة يسودان المكان .. الأرواح تخترق الزحام ..تستدعي الشعاع لتلتقط النور من بين خيوطه ..رويدًا رويدًا تعود الأرواح أدراجها لتستقر في الأجساد الماكثة في انتظارها هناك . حقيقة..متى ما تخطت بصيرتك حاجز الظلام إلى منافذ النور لتستوطن باختيارك البقعة المضيئة التي تقبل تجليات الفوضى المبصرة التي لا يضمحل وهج عطائها ولا ينضب.. ستعيش المسافة الواقعة بينك وبين أقرب نقاط الرؤية لك على امتدادها الواسع والعميق طولاً وعرضا كما تشاء وتهوى وسيمتلئ المكان نورًا يضيء روحك. مرصد.. يتسلل بريق الحقائق رويدًا رويدًا إلى بصائرنا .. يتملكنا تمرده فيستدرج فينا الفضول ، وتنساق قناعاتنا خلفه لِتُسَلِّم به عقولنا. Ksa.watan@yahoo.com
مشاركة :