كما أن للحكمة أثر مُمْتَد، ولليقين براهين، وللجسد روح واحدة.. فأنت بلا منازع تبقى الحقيقة التي نسجت من براهينها لوحة النسبة والتناسب؛ على امتداد الأثر وروح الحكمة. ولكن تبقى الحقيقة المروعة هي تلك الصورة المعتمة لواقع ثلاثي الأبعاد من جميع جهاته.. (عكس المدار. الأرض الهشة. النبذ أو الفناء). وتبقى رغم كل تلك المشاهد المخلّة قادرًا على الصمود الحاني، الذي يستقطب تلك العقول الجانحة عن مسارها إلى مدار البصيرة المستنيرة. تبقى أن الحقيقة التي لا لبس فيها.. والتي لن تكسرك فيها لا الخطوب ولا الملمات.. أنك لست طلسمًا يحتاج لمن يفك رموزه، ولا تناقضاً يشتت الأذهان، ولست بقعة هلاميةً مسكونةً بالفراغ، ولا أنت فضلة تنهش الضباع أقطابها. لا.. وألف، ألف، ألف.. لا. أنت رغم صخب العبث والنبش في مسامك تبقى الوطن.. وتبقى مبتدأ الطريق وخبره، وتبقى السكن الذي يستحيل مع الأيام تعويذة الخَلَاص. رغم ضراوة العقوق.. تبقى وحدك القلب المشرع عطاؤه على كل الوجهات، والحضن الذي لا ينضب دفؤه، والقضية الرابحة التي لا تقبل الخسارة ولا المقامرة. الكواكب تدور في أفلاكها بانتظام.. ونحن معك وبك كلٌّ يدور في فلك واحد هكذا كنا ولا زلنا.. لا نخالف مسارنا ولا نجنح خارجه. تبقى الحقيقة أنك وليد المجد والتاريخ.. والبَذْر الذي أينع غراسه فأثمر عن هويتنا السعودية. رغم ضراوة العقوق.. تبقى ترنيمة الانتصار التي يبهج شدوها القلب. نحن لا نزايد ولا نداهن، فأنت بكل بساطة.. وطن جدير أن يسمو ويبقى، وجدير بأن نحميك ونفديك بأرواحنا، من أقصى حدودك إلى أقصى حدودك، لم لا وأنت كنت ولازلت منحوتة الانتماء والولاء والإيثار، والترجمان الحي لثقافة النقش على الحجر. مرصد: في حروف اسمك ورسمك.. سَمَا الخَيْر في عَاصِفَةِ حَزْم، ووَعْدُ الأحرارِ دَيْنٌ يُوَفَّى.. وهامة فخر طالت شعاع العز فخرا. fatma.albkely@yahoo.com Ksa.watan@yahoo.com
مشاركة :