أعادت الحصون والقلاع الأثرية في قمم جبال منطقة عسير ذاكرة السياح والزوار إلى مراحل التاريخ الذي عاشته المنطقة، وجسدت الحياة الاجتماعية والثقافية التي كان يعيشها أهالي المنطقة، كونها ارتبطت بحضارة إنسانية ضاربة في أعماق التاريخ. وبرزت تلك التفاصيل في التنوع الذي شكله البناء الهندسي لتلك الحصون والقلاع فبدت كلوحة فنية فائقة الجمال امتزجت بألوان الجبال والطبيعة الخلابة التي تشتهر بها منطقة عسير.وتعد تلك الآثار العريقة من أهم عوامل الجذب السياحي في المنطقة، حيث يتوافد إلى مواقعها آلاف الزوار سنويا، للاستمتاع بجمال عمرانها واستعادة أمجاد من شيدها وسكنها، وبحسب دراسة لوزارة السياحة فإنه زار المواقع الثقافية في المملكة بشكل عام خلال عام 2018م نحو 5 ملايين سائح محلي، تنوعت زيارتهم ما بين متاحف ومواقع تراثية وأثرية وفعاليات سياحية ثقافية، وهو ما يعطي دلالة كبيرة على أهمية إعادة تأهيل وتطوير المواقع الأثرية.ويمكن التمييز بين مفهومي الحصون والقلاع، بأن الحصون مبان محصنة، تستخدم للأغراض العسكرية آنذاك، وتبنى غالبا في أوقات الحروب بهدف الدفاع عن مواقع وأقاليم استراتيجية، أما القلاع فهي مبان لقلعة ضخمة ومتعددة الأجنحة تتوفر فيها كل مقومات العيش برفاهية وتبنى عادة للحكام أو أصحاب المال والنفوذ، وتتميز بتحصينات دفاعية، من أبرزها الجدران السميكة وأبراج المراقبة والحماية وقد تشيد في مواقع يصعب الوصول إليها، مثل قمم الجبال وبعضها على أرض منبسطة. وللقصور معنى قريب من القلاع لكنها تكون أصغر مساحة ومتعددة الطوابق غالبا، وتعرف بأنها أماكن السكن للحكام والأمراء على مر العصور.
مشاركة :