أكد السفير مصطفى بنخيي سفير المملكة المغربية الشقيقة لدى مملكة البحرين أن مملكة البحرين والمملكة المغربية الشقيقتين ترتبطان بعلاقات متينة تستمد قوتها من طبيعة العلاقات المتميزة بين العاهلين الكريمين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وأخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية واللذين يحرصان بقوة على تطويرها بشكل متواتر وفق مسار تشاركي سليم ومضمون يقوم على التعاون والتشاور والتضامن. فهذه العلاقات قائمة أصلا لتصمد وتتطور وتدوم.جاء ذلك في تصريحات خاصة للسفير مصطفى بنخيي سفير صاحب الجلالة ملك المغرب لدى مملكة البحرين لـ«أخبار الخليج» بمناسبة عيد العرش المجيد بالمملكة المغربية.وقال السفير بنخيي: يحتفل الشعب المغربي قاطبة اليوم الخميس 30 يوليو 2020 بعيد العرش المجيد الذي يصادف هذه السنة الذكرى الواحدة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين. ويسجل كل مواطن مغربي بفخر واعتزاز الإنجازات الضخمة التي تحققت لبلدهم خلال هذين العقدين الميمونين في جميع المجالات، وعززت مكانته قاريا وإقليميا ودوليا، وجعلته نموذجا ناجحا ومرجعا موثوقا، والجالية المغربية في البحرين، التي يفوق عددها 4 آلاف شخصا، تحتفي بدورها بهذه المناسبة العزيزة في أجواء من الفرحة والطمأنينة، شاكرة مملكة البحرين الشقيقة، ملكا وحكومة وشعبا، على ما تحظى به من عناية كريمة في ظل عمق العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين والقائمة على الصدق والمحبة والصفاء والوفاء.وأضاف أن المملكة المغربية ومملكة البحرين الشقيقة ترتبطان بعلاقات متينة تستمد قوتها من طبيعة العلاقات المتميزة بين العاهلين الكريمين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة -حفظهما الله، واللذين يحرصان بقوة على تطويرها بشكل متواتر وفق مسار تشاركي سليم ومضمون يقوم على التعاون والتشاور والتضامن. فهذه العلاقات قائمة أصلا لتصمد وتتطور وتدوم.وشدد على أن التضامن بين البلدين متقدم جدا، وتعكسه مواقف الدعم الصريح المتبادل التي يتبناها كل طرف إزاء أولويات الطرف الآخر وقضاياه الوطنية، والتي يتم التعبير عنها بكل وضوح ومسؤولية سواء بمناسبة لقاءاتهما الثنائية أو في إطار المحافل الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن مملكة البحرين الشقيقة تدعم المملكة المغربية في موقفها إزاء النزاع الإقليمي المفتعل حول صحرائها، حيث تؤكد أن الصحراء مغربية، وأن الحل الوحيد لهذه القضية في الأمم المتحدة هو مبادرة الحكم الذاتي في احترام تام للوحدة الترابية والوطنية للمملكة المغربية.كما أكد أن المغرب، من جهته، يرفض رفضا قاطعا التدخل الأجنبي في شؤون البحرين الداخلية، ويدعم كل الإجراءات التي تتخذها المملكة الشقيقة لحماية وحدتها الوطنية وأمنها واستقرارها. كما يدعم الجهد الإرادي الذي تقوم به لتطوير المنظومة الحقوقية في البحرين، سواء من حيث إحداث المؤسسات أو سن القوانين، أو من حيث الممارسة الميدانية.أما فيما يتعلق بالتشاور أوضح السفير المغربي أن البلدين أحدثا لجنة للتشاور السياسي خلال الدورة الرابعة للجنة المشتركة بالرباط في فبراير 2018، وهما، إلى جانب هذه اللجنة، على تواصل مستمر في إطار الآليات الثنائية الأخرى أو المنتديات الإقليمية والدولية. وهذا التواصل يمكن البلدين من تنسيق مواقفهما إزاء القضايا التي تهمهما وبما يخدم مصالحهما الوطنية والمشتركة، ويمكنهما أيضا من الوقوف على واقع علاقاتهما الثنائية وبحث سبل دعمها. وفي هذا السياق، تكون الزيارة الخاصة التي قام بها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة -حفظه الله- للمغرب في الفترة من 21 إلى 24 يناير 2020، قد جسدت أرقى تتويج لهذا التواصل، إذ التقى خلالها أخاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس -نصره الله- بتاريخ 23 يناير 2020. أما فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، تطرق السفير بنخيي إلى أن البلدين يدركان جيدا أن وضعه الحالي لا يرقى إلى مستوى علاقاتهما السياسية المتميزة جدا، وأن هناك حاجة ملحة إلى عمل مشترك جاد يساعد على الارتقاء به إلى المستوى المطلوب.وفي هذا الصدد، هناك توجه نحو تطوير منظومة العمل التي تؤطر هذا التعاون، وخاصة فيما يتعلق بتحديث الاتفاقيات وملاءمتها، وإبرام اتفاقيات جديدة تشمل قطاعات استراتيجية محددة وواعدة، وتعزيز آليات العمل التقليدية القائمة، وإحداث آليات جديدة تكون متخصصة وحديثة ومتطورة ومرنة.وهنا، لا بد من إبراز الدور المهم للتعاون المؤسساتي فيما يتعلق بالدفع بالعلاقات الاقتصادية إلى الأعلى، إذ تعمل، مثلا، مؤسستا البرلمان بغرفتيهما في البلدين على الانخراط بشكل أوثق في الجهود المبذولة لتنمية هذه العلاقات من منطلق أنهما شريكان حقيقيان أساسيان بإمكانهما المساعدة على دعم المشاريع التنموية والمستقبلية، وخاصة في مجالي الاقتصاد والاستثمار، كما سبق أن عبرت عن ذلك رئيسة مجلس النواب معالي السيدة فوزية زينل، بمناسبة الزيارة الرسمية التي قامت بها للمغرب خلال الفترة من 6 إلى 8 نونبر 2019.وفي هذا السياق، كان يجري الترتيب أيضا لمشروع زيارة يقوم بها رئيس مجلس المستشارين في المغرب، السيد عبد الحكيم بنشماس، بدعوة كريمة من أخيه رئيس مجلس الشورى في البحرين، معالي السيد علي بن صالح الصالح. كما كان وزير الصناعة والتجارة والسياحة في البحرين، السيد زايد بن راشد الزياني، قد تلقى دعوة لزيارة المغرب من طرف أخيه وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، السيد مولاي حفيظ العلمي. غير أن الظرفية الوبائية العالمية المترتبة على جائحة فيروس كورونا 19 حالت دون إتمام هاتين الزيارتين اللتين سيتم العمل على إعادة برمجتهما بمجرد أن تسمح الظروف بذلك.وبالرجوع إلى حال العلاقات الاقتصادية في وضعها الحالي، يتبين أن حجم التبادل التجاري بين البلدين سنة 2019 ارتفع إلى 121.330 مليون دولار، ليصبح المغرب بذلك الشريك التجاري العالمي رقم 29 للبحرين.فقد بلغ حجم صادراته إلى البحرين 11 مليون دولار شملت الملابس من القطن والصوف والوبر الناعم، والأجبان المصنعة والمطبوخة، والخضر والفواكه. أما وارداته من البحرين فبلغ حجمها 110 ملايين دولار شملت على وجه الخصوص الألمنيوم بقيمة 91 مليون دولار، وزهر الكبريت، والكبريت المرسب. كما بلغ حجم المعاد تصديره من البحرين إلى المغرب 330 ألف دولار وشمل خلائط الألمنيوم الخام، وسيارات جيب، وأواني المطبخ، وأفران وشوايات، ومواد التجميل.وفيما يتعلق بموضوع الاستثمارات، هناك 439 شركة بها مساهمون مغاربة تشتغل في البحرين في مجالات الخدمات والتجارة والحرف وغيرها، فيما تتركز الاستثمارات البحرينية في المغرب في مجالات العقار والأبناك من خلال بيت التمويل الخليجي، وشركة نسيج، ومجموعة البركة.إن الوضع الذي يوجد عليه التعاون الاقتصادي مؤهل للتحسن وقابل للتطوير. فلا بد من التفاؤل ما دام هناك إرادة صلبة وعمل جاد كي تحمل الاستحقاقات الثنائية القادمة بشرى طيبة للعلاقات الاقتصادية المغربية البحرينية.وأشار السفير المغربي إلى أن جائحة فيروس كورونا 19 باغتت العالم بأسره، وغيرت خطط وبرامج عمل دوله، ولكن الأمل يبقى قائما بالنسبة لبلدين، بثقل المغرب والبحرين، كي يتجاوزا بسلام هذه الظرفية الصعبة، ويستأنفا مسيرة البناء والتعاون بينهما، مضيفا أن البلدين تفوقا بامتياز في التعامل منذ البداية مع هذه الجائحة، حيث كان ردهما سريعا وحاسما ومناسبا، وهما قادران على تجاوز تداعياتها بسرعة وأمان بفضل ما يمتلكانه من إرادة صلبة وعزم قوي تحت قيادة رشيدة ومتبصرة وحكيمة يمثلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخوه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة -حفظهما الله.
مشاركة :