خوان كول * لا شك في أن الفلسطينيين يعامَلون بشكل أسوأ. لكن الأغلبية التي لن تصوت مباشرة لرئيس الوزراء نتنياهو، أو حلفائه المقربين، ترى بوضوح أن «إسرائيل» تشكل خطراً على الوضع الراهن.وأفاد نير حسون وبار بيليج من صحيفة «هآرتس»، بأن التظاهرات اندلعت مرة أخرى يوم السبت 18 يوليو/ تموز، في «تل أبيب»، والقدس، وكذلك في بعض المدن الصغيرة، ضد نتنياهو.وتألفت الحشود من مجموعة متنوعة من الجماعات. البعض منها أظهر غضبه لأنه سُمح لنتنياهو بولاية أخرى كرئيس للوزراء، على الرغم من أنه سيقدم للمحاكمة قريباً بتهم الفساد. والبعض الآخر منزعج من هجماته على النائب العام، وعلى سيادة القانون. في حين أن آخرين يلومونه لسوء التعامل مع جائحة الفيروس التاجي، والأزمة الاقتصادية التي تلت ذلك. وينكر البعض الحاجة إلى تدابير التخفيف؛ ويبدو أن البعض الآخر يشعر بأنها لم تكن ضرورية لو لم يعجل نتنياهو بالفتح.وسجلت «إسرائيل» 1.324 إصابة جديدة بالفيروس التاجي، يوم السبت الماضي، وتسع وفيات جديدة، حتى مساء الجمعة، ليصل إجمالي الوفيات إلى 401، وفقاً لـ«تايمز أوف «إسرائيل»». وبالنظر إلى عدد سكان «إسرائيل» البالغ 8.8 مليون نسمة، فإنه يعادل 50000 حالة يومية في الولايات المتحدة، وعدد وفيات يومي يبلغ 337 أو نحو ذلك. هذه المجاميع النسبية أصغر قليلاً فقط من الأرقام الفعلية التي سجلت في يوليو/ تموز، هذا العام في الولايات المتحدة، والتي تعد واحدة من أسوأ المراكز العالمية للوباء بسبب ضعف الاستجابة الفيدرالية في ظل ترامب.وكانت حكومة الوحدة التي ألفها لنتنياهو، وبيني جانتس، اتفقت على أن البلاد يجب أن تعود إلى الإغلاق في محاولة للتخفيف، ابتداء من نهاية الأسبوع. وأراد هؤلاء إغلاق المطاعم باستثناء الوجبات الجاهزة، لأنه يبدو أن أصحاب المطاعم سوف يتحدون الطلب بشكل جماعي. وقاموا أيضاً بإغلاق مؤسسات أخرى، وحصروا تجمعات الأفراد من خارج الأسرة بعشرة داخل المنازل، وعشرين في الخارج.محمود مجدالة من عرب 48، أفاد بأن آلاف المتظاهرين تجمعوا في «تل أبيب»، بينما تجمع 1500 شخص خارج مقر نتنياهو في القدس. وفي كلتا المدينتين، أغلقت الاحتجاجات الطرق الرئيسية. وكان متظاهرو القدس في المقام الأول من «حركة العلم الأسود لمكافحة الفساد».والعناصر المهمة في احتجاجات «تل أبيب» كانت من أصحاب الأعمال الحرة والأعمال الصغيرة، وأصحاب المطاعم، ولكن تم رفض السماح لهم، ظاهرياً، بسبب صعوبة الابتعاد الاجتماعي. وقد تضرر أصحاب الأعمال الحرة والشركات الصغيرة من عمليات الإغلاق بعد عودة الوباء، وهتفوا ضد نتنياهو، مطالبينه بالاستقالة مرددين «فسادكم يقتلنا».وتعاني «إسرائيل» منذ فترة طويلة، مسألة استقطاب الدخل، لكونها واحدة من أكثر المجتمعات غير المتكافئة بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. فالعمال الأقل بحبوحة يحصلون على أجور أقل مقارنة بالقيمة الحقيقية.لقد كان نتنياهو ممثلاً للطبقة الجديدة من المليارديرات «الإسرائيليين»، وقدرته على دس أنفه في القانون والاستفادة من رعاته الأغنياء بدأت تزعج «الإسرائيليين»، في وقت يعاني فيه اقتصاد البلاد تداعيات كورونا، وركوداً اقتصادياً.وما أدهشني كمراقب، وكاتب، هو تشابه التقارير حول كيفية معاملة المتظاهرين من قبل الشرطة «الإسرائيلية»، وطريقة معاملة المتظاهرين الفلسطينيين في الضفة الغربية. وشتان ما بين معاملة القوات «الإسرائيلية» للفلسطينيين الذين يعاملون بشكل أسوأ لا مجال فيه للمقارنة، مع معاملة «الإسرائيليين». * متخصص في تاريخ الشرق الأوسط وجنوب آسيا في جامعة ميشيجان (موقع كومون دريمز)
مشاركة :