نفى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم عقب لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الأربعاء، أن تكون زيارته مرتبطة بوساطة يجريها بين حزب الله وبكركي. وقال اللواء إبراهيم “كما درجت العادة في كل صيف أزور غبطة البطريرك لنتحدث معه في الأمور العامة. وبعد كل لقاء لم أكن أرغب في التصريح. ولكن غبطته طلب مني أن أتحدث بكلمة، وأنا أؤكد أن الزيارة تندرج في إطار الزيارات الدورية”. وعن وساطة يقوم بها بين البطريرك وحزب الله نفى اللواء إبراهيم الأمر نفيا قاطعا، وقال إنه لم ينقل إلى الراعي أي رسالة من حزب الله ولم يحمل “أي رسالة من البطريرك إلى الحزب”. وأضاف “أعتقد أن غبطته ليس في حاجة إلى تبادل رسائل فهو على اتصال دائم بجميع مكونات الشعب اللبناني”. وعن موقفه من مشروع الحياد الذي طرحه البطريرك، قال “ليس لدي موقف شخصي من هذا الموضوع. فغبطة البطريرك يسوق لهذه المبادرة وأعتقد أن هذا الحياد، كما قال غبطته، في حاجة إلى إجماع جميع اللبنانيين، ونأمل أن يحصل ذلك”. وطرح الراعي قبل أسابيع مبادرة تقوم على انتهاج لبنان مبدأ الحياد حيال الصراعات الإقليمية، لاستعادة الدعم الدولي في ظل ما تمر به البلاد من أوضاع اقتصادية ومالية غير مسبوقة، بيد أن هذه المبادرة لا تلقى صدى لدى الحلف السياسي الذي يقوده حزب الله والذي يسيطر حاليا على مفاصل القرار في هذا البلد. ويرى مراقبون أن من الصعوبة بمكان نجاح المبادرة في ظل انخراط حزب الله بالكامل في حلف إيران وأن التزامه الصمت حيال العرض هو رسالة في حد ذاتها. ويشير المراقبون إلى أن حزب الله يحاول إبقاء التوتر مستمرا مع إسرائيل في الجنوب في محاولة لضرب هذه المبادرة. وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترا كبيرا، على خلفية تلويح حزب الله بالرد على إسرائيل لمقتل أحد عناصره قبل أيام في سوريا، ويثير هذا التوتر قلق لبنان من أن يفجر صراعا واسعا يدفع هو ثمنه.
مشاركة :