خطيب المسجد الكبير: سمو الأمير هو قلب الكويت الذي وجه "أعضاء" جسدها يوم اشتكى "الصادق" | محليات

  • 7/17/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم :(مَثَلُ المُؤمنين في توادِّهِم، وتراحمهم، وتعاطفهم: مَثَلُ الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحُمَّى)، شدد إمام وخطيب المسجد الكبير الدكتور وليد العلي على وحدة الجسد الكويتي بفؤاده الكبير وقلبه السليم المتجسد بصُورة سُمُوِّ الأمير الذي أفاض على أعضاء الجسد بالتَّوجيه والتَّعليم، حين اشتكى جسدنا في شهر رمضان ما قد أصابه من البلاء، فتداعى له بالسَّهر والحُمَّى سائر ما بهذا الجسد من الأعضاء. وفي خطبة عيد الفطر السعيد التي ألقاها بين يدي سمو الأمير في المسجد الكبير، قال العلي أن القلب الكبير سارع إلى مسرح الجريمة وقد أسبل على خدِّه الدُّمُوع، وعِرْقُ الحياة وهُو الوتين المتمثل بسمو ولي العهد قد تفقَّد الجرحى وهُو ينبض بالسَّكينة والخُشُوع. وأضاف " السُّلطتان كانتا على قدر المُسؤُوليَّة في الاستجابة لهذا الخطر: فكانا باجتماعهما (الغانم) وتعاونهما (المُبارك) بمنزلة السَّمع والبصر. وتابع أن عيون رجال الأمن لحمايةِ ورعايةِ هذا الوطن: ساهرةُ اللَّيلِ لا يأخذُها نومٌ ولا يُباغتها وَسَنٌ، قد رصدت بحزمٍ كُلَّ من أسهم في هذه الفتن، فاستحقَّوا جميعاً بسبب هذا الكفاح؛ أن يُتوَّجوا بالوسام ويُقلَّدُوا بالوشاح. وأوضح أن لسان الإعلام قد ترجم للعالم أجمع عبر قنواته المسموعة والمرئيَّة: بأنَّ مُجتمعنا مُتماسكٌ ولن تخترقه بمشيئة الله تعالى الفتن الطَّائفيَّة، فأعضاء الجسد في أيِّ شكايةٍ مهما عظمت على قدر المسؤُوليَّة. وأشار إلى أن يد الصِّحَّة على هذا الجرح الغائر خير دليلٍ، حيث بادر الأطبَّاء بتقديم الشِّفاء لكُلِّ عليلٍ، وتفانى المُسعفُون في نقل كُلِّ مُصابٍ وكليلٍ. وفي ما يلي نص الخطبة: الخُطبة الأُولى: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وصلَّى الله وسلَّم على من أرسله ربُّه شاهداً ومُبشِّراً ونذيراً، وامتنَّ علينا ببعثته وجعله داعياً إلى الله بإذنه وسراجاً مُنيراً. الله أكبر؛ ما صام مُسلمٌ نهاراً وأفطر، الله أكبر؛ ما تهجَّد مُؤمنٌ ليلاً وتسحَّر، الله أكبر؛ ما أقبل شهرُ رمضانَ وأدبر، الله أكبر؛ ما تنفَّس صُبحُ العيدِ وأسفر. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. أما بعد: فكبِّروا الله واشكروه على إكمال عدَّة رمضان أيُّها المُؤمنون، واتَّقوا الله تعالى ربَّكم ﴿حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾. لقد ترحَّل عنَّا شهر الصِّيام؛ يا معشر السَّادة الغُرِّ الكرام، كاشفاً اللِّثام عن وجهٍ مُشرقٍ وهُو اجتماع كلمة الأنام. اجتماعهم في الفطر والصِّيام؛ واجتماعهم في التَّراويح والقيام، واجتماعهم في مُواساة الفُقراء والمساكين وكفالة الأرامل والأيتام. فالاجتماع أمارة الإئتلاف، والنِّزاع علامة الاختلاف، ولا مطمع لأحدٍ بتحقيق الأمن بالبلاد: إلا بالاجتماع والأُلفة التي تسود العباد. وهُما سببان عظيمان ينبغي أن يُبادر إليْهما الكبير قبل الصَّغير، وأن يحرص على غرس بذرتهما بأرض المُجتمع الغنيُّ قبل الفقير. ومن تأمَّل ببصره السِّيرة العطرة؛ وتدبَّر ببصيرته المسيرة النَّضرة: وجد مثالاً بديعاً ضربه النَّبيُّ عليْه أزكى الصَّلاة والسَّلام: حين مثَّل المُجتمع المُتراحم المُتلاحم بجسمٍ من الأجسام، فعن النُّعمان بن بشير رضي الله عنهُما قال: قال رسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم: (مَثَلُ المُؤمنين في توادِّهِم، وتراحمهم، وتعاطفهم: مَثَلُ الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحُمَّى) أخرجه البُخاريُّ ومُسلمٌ. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. ما أقرب هذا المثال والتَّشبيه والتَّصوير؛ لجسد مُجتمعنا الواحد في بلدنا الصَّغير، صغيرٍ في رُقعته، كبيرٍ في وُحدته. فالكُويْت جسدٌ واحدٌ له فُؤادٌ كبيرٌ وقلبٌ سليمٌ، وهذا القلب قد تجسَّد بصُورة سُمُوِّ الوالد الحكيم، حيث أفاض على أعضاء الجسد بالتَّوجيه والتَّعليم. وكُلُّ قلبٍ يتَّصل فيه عِرْقُ الحياة وهُو الوتين، وهُو مُتمثِّلٌ بشخصيَّة سُمُوِّ وليِّ عهده الأمين, الذي يُفيض بجبلَّته بالرَّحمة والعطف والحنين. وتفاصيل تداعي الجسد لشكاية عُضوٍ معشر السَّادة الفضلاء: حين اشتكى جسدنا في شهر رمضان ما قد أصابه من البلاء، فتداعى له بالسَّهر والحُمَّى سائر ما بهذا الجسد من الأعضاء. فالقلب الكبير رأيتُم سبقه إلى مسرح الجريمة وقد أسبل على خدِّه الدُّمُوع، وعِرْقُ الحياة وهُو الوتين قد تفقَّد الجرحى وهُو ينبض بالسَّكينة والخُشُوع. والسُّلطتان كانتا على قدر المُسؤُوليَّة في الاستجابة لهذا الخطر: فكانا باجتماعهما (الغانم) وتعاونهما (المُبارك) بمنزلة السَّمع والبصر. فعيون رجال الأمن لحمايةِ ورعايةِ هذا الوطن: ساهرةُ اللَّيلِ لا يأخذُها نومٌ ولا يُباغتها وَسَنٌ، قد رصدت بحزمٍ كُلَّ من أسهم في هذه الفتن، فاستحقَّوا جميعاً بسبب هذا الكفاح؛ أن يُتوَّجوا بالوسام ويُقلَّدُوا بالوشاح. ولسان الإعلام قد ترجم للعالم أجمع عبر قنواته المسموعة والمرئيَّة: بأنَّ مُجتمعنا مُتماسكٌ ولن تخترقه بمشيئة الله تعالى الفتن الطَّائفيَّة، فأعضاء الجسد في أيِّ شكايةٍ مهما عظمت على قدر المسؤُوليَّة. ويد الصِّحَّة على هذا الجرح الغائر خير دليلٍ، حيث بادر الأطبَّاء بتقديم الشِّفاء لكُلِّ عليلٍ، وتفانى المُسعفُون في نقل كُلِّ مُصابٍ وكليلٍ. وهذا الجسد تحمله قدم التَّمسُّك بالشَّريعة الحنيفيَّة السَّمحاء، التي صدحت بها محاريب مساجدنا وسُمِعَ دَوِيٌّ لمنابر الخُطباء، مُعلنة وسطيَّة دين الإسلام وأنَّه بريءٌ من هذه الفعلة الشَّنعاء. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. يا ليْت شعري هل ظنَّ المعُتدي في ظُلمة ليل الغدر على مسجد الصَّادق: أنَّ هذا اللَّيل البهيم الحالك سيعقبه بحمد الله تعالى فجر الوحدة الصَّادق؟ أليس الصُّبح بقريبٍ؟ فلو كُنت مُجيباً أيُّها الغادر المُريب؛ لقُلت بلى إنَّ صُبح الكُويْت لقريبٌ. فيا أيُّها المُعتدي الغاشم في شهر رمضان: قد أخطأت العُنوان؛ وقد ضللت المكان. فيا باذر الشَّرِّ ليْست تُربة هذه البلدة الطَّيبة محلاً لزرع التَّحزُّب، ويا مَنْ تستقي الفتنة لن يُفرغ بقدحك شيءٌ من ضرع التَّعصُّب. فالكُويْت بحمد الله تعالى قد اعتادت أن تُحيل المحن والبلايا؛ بسبب اعتصامها بربِّها ثُمَّ تمسُّكها بوُحدتها إلى المنح والعطايا. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. أقول ما سمعتم من الوعظِ والذِّكرِ الحكيم، وأستغفر لي ولكم اللهَ ربَّكم الغفورَ الحليم، فاستغفروه وتُوبوا إليه إنَّه هو التَّوَّابُ الرَّحيم. الخُطبة الثَّانية: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. إنَّ التَّكبيرَ هو شعارُ المُؤمنينَ في ليلةِ ويومِ العيد، فتكبيرُ اللهِ تعالى مع التَّقوى هو القولُ السَّديدُ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾. أما بعد: فهذا شهر رمضان المُبارك بالأمس قد انصرمت أيَّامه وانسلخت لياليه والسَّعيد من تضمَّخ بعطر شرف دَرْسِه الزَّاخر، هذا الدَّرس الذي جاءت بعض معانيه بطيِّات الكلمات الأبويَّة التي خاطبنا بها سُمُوُّ والدنا حفظه الله بالعشر الأواخر. وكان من جُملة هذه الوصايا أخذ الحيطة ممَّا يُترقَّب من الحوادث، وأنَّنا في قارعة طريقٍ يمرُّ بها ركب المحن فلسنا بمنأى عن الكوارث. فما أحوج أيدينا في مثل هذه الظُّرُوف إلى التَّصافح والتَّعارف، وما أسمى نُفُوسنا في فرحة هذا العيد بخُلُق التَّسامح والتَّآلف. وقد نوَّه سُمُوُّ والدنا حفظه الله في الخطاب: على عصب هذا المُجتمع ألا وهُم الشَّباب. فلتُقبل السُّلطتان على إسبال ثوب التَّنمية على المُجتمع ليرفل بالخير العميم، لا سيَّما بأُمَّهات الحاجيات المُتعلِّقة بما يُنشد من السَّكن والصِّحة والتَّعليم؟ فإنَّ المُجتمع مُتفائلٌ في تنمية سائر مرافقه في ظلِّ تعاون الوُزراء مع النُّواب، في مجلسٍ مُباركٍ بمشيئة الله تختلط فيه حكمة رجالاته مع تطلُّعات الشَّباب. اللَّهُمَّ اجعلْ هذا البلدَ آمناً مُطمئنَّاً وأسبغْ عليه نعمَك الباطنةَ والظَّاهرة، وادفع عنه برحمتك يا أرحمَ الرَّاحمينَ كُلَّ الفتنِ المُدلهمَّةِ والمحنِ القاهرة. اللَّهُمَّ احفظْ أميرَنا ووالدَنا وأنت خيرُ الحافظين، وأعنه يا مُعينُ بفضلِك على مصالحِ الدُّنيا والدِّين. اللَّهُمَّ بارك له في وليِّ عهده الأمين؛ وأيِّده اللَّهُمَّ برئيس حُكومته المكين، وألبسهم جميعاً ثوبَ العافية وامننْ عليهم بوافرِ المنن، وهَبْهُم طُولَ عُمُرٍ يصحبُه قُوَّةُ بدنٍ ويُقارنُه عملٌ حسن. اللَّهُمَّ وأيِّد جميعَ الوُزراء بالأمر الرَّشيد؛ وسدِّد إخوانَهم النُّوَّاب بالقولِ السَّديد. اللَّهُمَّ جنِّبْ أفرادَ مُجتمعنا أسبابَ التَّفرُّقِ والشِّقاق، وحبِّبْ إليهم مكارم العاداتِ وفضائل الأخلاق. واعصم اللَّهُمَّ شباب مُجتمعنا من فكر التَّطرف الذَّميم والغُلوِّ الضَّالِّ، وألهمهم وأرشدهم واهدهم سُلوك سبيل الوسطيَّة وطريق الاعتدال. اللَّهُمَّ كُنْ برحمتك ولُطفك لإخواننا المُستضعفين، واكشف الغمَّ وفرِّج الهمَّ عن إخواننا المُتضرِّرين. اللُّهُمَّ انصر جُندنا الذين ينصرُون إخوانهُم المظلُومين، فانصرهُم يا ربَّنا على عدوِّك وعدوِّهم من المُعتدين. ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾، ﴿وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾. وليكنْ مسكُ الختام، معشرَ السَّادة الكرام: ترطيبَ ألسنتكم بالصَّلاة والسَّلام، على سيِّدنا مُحمَّدٍ خيرِ الأنام، امتثالاً لأمر المَلِكِ القُدُّوسِ السَّلام، حيث قال في أصدقِ قيلٍ وأحسنِ حديثٍ وخيرِ كلام: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. اللَّهُمَّ صلِّ على مُحمَّدٍ وعلى آلِ مُحمَّدٍ، كما صلَّيت على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيم، وبارك على مُحمَّدٍ وعلى آلِ مُحمَّد، كما باركت على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيم، في العالمين، إنَّك حميدٌ مجيدٌ. وهذا عيدٌ مُباركٌ إن شاءَ اللهُ تعالى على بلادِنا وأميرِنا وحُكومتِنا وشعبِنا وعلى جميعِ المُسلمين، ولتصحبكُم السَّلامةُ مغفوراً لكُم وطبتم وطاب ممشاكم وجعلكُم الله أينما كُنتم مُباركين. سُبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليْك.

مشاركة :