لا يزال النقرس ( داء الملوك ) مصدرًا لقلق كبير على الصحة العامة ، و يرتبط بمشاكل فى الجهاز الدورى و التمثيل الغذائى . مرض النقرس من أكثر التهابات المفاصل شيوعًا فى البالغين ، و هو يسبب 5% من التهابات المفاصل . تتراوح نسب انتشار النقرس بين أقل من 1٪ إلى 6.8٪ . ينتج النقرس نتيجة اختلال في التمثيل الغذائي للبروتينات ، مما يسبب زيادة أملاح حمض اليوريك البللورية فى الدم . عادة ، يذوب حمض اليوريك في الدم و يفرز من الجسم في البول عن طريق الكلى . إذا تم إنتاج الكثير من حمض اليوريك أو لم تتمكن الكلى من التخلص منه يتراكم حمض اليوريك و يترسب على هيئة حصوات فى أنسجة المفاصل و الكليتين و الكفين والقدمين و غضاريف وعضلات الجسم . الوراثة لها دور فى شيوع النقرس ، فهو يشيع فى الأسر التى لديها تاريخ مرضى بالنقرس ، و يكثر فى البالغين ، وفى الرجال عن النساء ، إذ يصيب حوالى 6% من الرجال ، مقابل 2 % من السيدات . تزيد مشاكل الكلى خاصة مع انخفاض كفاءة و ظائفها من فرص حدوث النقرس ، كما يزداد حدوث النقرس أيضا مع ارتفاع ضغط الدم و مرضى السكر ، و مرضى انخفاض كفاءة الغدة الدرقية . الفئة العمرية الغالبة فى مرضى النقرس هى من عمر 30 عاما إلى 60 عاما. غالبا ما يحدث ارتفاع فى مستويات حمض اليوريك قبل ظهور النقرس بعشرة سنين إلى عشرين سنة . في الذكور ترتفع مستويات حمض اليوريك في سن البلوغ ، و يعد سن ذروة بداية النقرس عند الرجال هو العقد الرابع أو السادس من العمر . لكن ربما يحدث النقرس في الذكور في وقت مبكر عند الذين لديهم استعداد وراثي أو عوامل خطر مرتبطة بنمط الحياة الحديث .أما فى النساء ، فارتفاع مستويات حمض اليوريك يحدث غالبا بعد إنقطاع الدورة الشهرية . تنتج أجسام الرجال بشكل طبيعي حمض اليوريك أكثر من السيدات ، و من الأهمية التذكير بأن الكلى لدى النساء أكثر كفاءةً في إزالة حمض اليوريك الزائدة من مجرى الدم، وأن هرمون الإستروجين هرمون الإناث يسهل وظائف الكلى ، و المستويات المرتفعة من هرمون الإستروجين تحفز الكلى على إفراز المزيد من حامض اليوريك في البول . بعد انقطاع الدورة الشهرية ، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين كثيرًا إلى أقل من عشر ما كانت عليه ، وبسبب هذا تصبح الكلى أقل كفاءةً في تخليص الجسم من حمض اليوريك الزائد ، ونتيجة لذلك، يزداد حدوث النقرس بعد انقطاع الدوره الشهرية. تشبه بلورات حمض اليوريك الإبر ،و تسبب الالتهابات، و آلامًا في المفاصل والأنسجة المحيطة بها .من العوامل المساعده لحدوث النقرس السمنة و زيادة أو نقص الوزن السريع ، و قلة النشاط و الحركة مثل البقاء لفترات طويلة في السرير ، و زرع الأعضاء ، و شرب الكحول الذى يمنع التخلص من حمض اليوريك ، و التعرض للرصاص ، و إدمان الأغذية السريعة الغربية النمط ، و تناول مشروبات الصودا . تهاجم الخلايا الأكولة المناعية هذه البللورات فتكسرها مسببةً إحمرار وألم وتورم بالمفاصل و تيبس، و ارتفاع درجة حرارة المفاصل ، خاصةً مفاصل إصبع القدم الكبير ليلًا ، ويزيد الألم مع الصباح ، و يسمى الألم الناتج منه أحيانًا مسمار القدم لأنه يؤلم الكعبين عند الوقوف . يعتبر الجهاز المناعي حدوث بلورات حمض اليوريك بمثابة تهديد ويطلق استجابة مناعية ضدها، كما أن السمنة ترفع نشاط كيمياء الالتهابات لهذه الخلايا المناعية ، تمامًا كما تفعل مع الخلايا المناعية المرتبطة بالدهون.الكلى منظم هام لتنظيم مستويات حمض اليوريك عن طريق إعادة امتصاص حوالي 90 % من كميات حمض اليوريك المفلترة ،و هى التى تخرج 70 ٪ من إجمالي حمض اليوريك في الجسم . تستطيع الأمعاء التخلص من 30% إجمالي حمض اليوريك في الجسم. تتمكن البكتيريا النافعة فى الأمعاء من إذابته . للفطريات دور فى تكوين حمض اليوريك و فى حالات زيادة نمو فطريات الكانديدا تزداد مستويات حمض اليوريك فعلًا . للوقايه من النقرس،ينبغى الحفاظ على الوزن المناسب، و تناول كميات كبيرة من الماء خاصة قبل الوجبات ، فإدرار البول يساعد في التخلص من حمض اليوريك . يفيد أيضا شرب شاى الأعشاب العطرية كالنعناع واليانسون والبابونج . يفضل الإقلال من تناول القهوة ، والكولا، والشاي ، و البقول ، واللحوم الحمراء . عند تناول اللحوم أو البقول ينبغى تناول طبق من السلطة يحتوي على البقدونس، والخس، والخيار، والجزر، والشبت، لأن الخضروات تتميز بقدرتها على التقليل من تراكم حمض اليوريك بالجسم .الخيار يمنع النقرس، وهو مدر طبيعى لحمض اليوريك و البول ، و يمنع تكون حصى المسالك البولية. يفيد تناولالأغذية الغنية بفيتامين سى مثل الجوافة فهى عشرة أمثال البرتقال من فيتامين سى ، و الكيوي، و الفلفل بألوانه، و الطماطم، و البرتقال،و اليوسفى ، و الليمون . فيتامين سى مضاد للأكسدة يرفع المناعة، و يخفض نسبه حمض اليوريك فى الدم ويزيد من التخلص منه عن طريق الكلى . فيتامين سي يفقد بالتسخين ، و القلي ، و التعقيم ، و البسترة ، و التخزين ، و التثليج ، و التجفيف ، و التجميد . للحفاظ علي أكبر قدر من فيتامين سي يفضل غلي ماء الطبخ قبل إضافة الخضراوات أو اللحوم ، و تقطيع الخضراوات قطعًا كبيرة ثم تقطع لقطع أصغر بعد الطهو. يقل فيتامين سي بالغليان والطهو المعتاد ، و الأفضلية للفواكه والخضراوات غير المطبوخة .
مشاركة :