يستهلون طريق المحبة ؛ هو شاب فتي في أجمل صورة و أبهى حلة متسلح بعلمه و وظيفته المرموقة، وهي شابة يافعة في أوج أيامها مزدانة بطيب أصلها و كرم أخلاقها و جمالها الفاتن يجمع بيهما الرباط المقدس فيسقى ذلك الشكل الجميل و البنية القوية و الطلعة البهية بذرة الحب في قلب كلا منهما و التي تبدأ في النمو في علاقة طردية مع الزمن نموا وزهوا حتى يعتقد كل منهما من فرط حبهما لبعض انهما لايحبون بعض وذلك من كثرة الاعتياد على الاجتماع والتآلف،فكثرة المساس تقلل الاحساس، ولكن عندما يغيب أحدهما عن الآخر يبدأ الغلا في الظهور وتبدأ القيمة في الإرتفاع متجهة للأعلى ويبدا المكان في الاتساع مشكلا" دائرة فراغ كبيرة، فأين الوليف الذي كان يقوم بأدوار تكاملية في الحياة اليومية؟وتبدا التساؤلات: هل سيعود ومتى سيعود ولماذا ذهب ويتسلل شعور الفقد المؤلم في التسلط على النفس مكونا جبهة قهرية طاحنة للشخصية الآدمية لتقوض قواها و تتكشف عن إنسان حائر يبحث عن سد خانات كان نصفه الآخر يملؤها بكل حبور و جمال وتلقائية ولم يعرف ذلك إلا عند غياب الطرف الآخر . إنه الحب ؛ نعم ؛ الحب أجمل وأسمى شعور يختبره الإنسان و يستشعره بكل حواسه . نعم نحن نحب الحب المتجسد في شكل إنسان أمامنا؛ ام ،أب ،زوجة ،إبنة، إبن، قريب أو صديق ؛فالحب الروحي أسمى انواع الحب لانه لاينتهي. فعندما بدات المقال ذكرت وأشرت ضمنيا للحب بين الزوجين لأن الحب بشكله الطبيعي وبصيغته الشرعية الصحيح يتم بالاختيار والتوافق وهو نتيجة تربية سليمة وأخلاق قويمة و سنة حياتية منتظمة و موجهة نحو هدف رباني في حفظ النوع البشري الآدمي والذي يختلف عن حب الوالدين وماينتج عنه من حب أسري فطري و عفوي ؛ اما حب الأزواج فإنه يتأتى بشكل توافق فكري وتمازج ارواح وعواطف، فمن فطن للطريقة الصحيحة فسوف تدوم محبته للطرف الآخر لنهاية حياته اما من انتهج طريق خاطئ في هذه المحبة فستنضب محبته في فترة وجيزة . فعندما يتوافق الفكر وتعشق الروح سينتج التعامل الجسدي الصحيح بين الطرفين ولايستغني طرف عن الاخر مهما كبر وتغير شكله ووهن عظمه وثقلت حركته وقل عطاؤه نتيجة تقدم العمر ودوران السنين لأن الشكل كان احدى مكونات الاختيار وليس كل المكونات؛ فمكونات الحب روح وعقل وفكر وشخصيه فاذا انتهج الطرفين منهج الحب الصحيح فسيحبون الحب المتجسد في الطرف الاخر وعندها سنجد كل طرف لايعرف حياة الحب الا من خلال زاوية الطرف الذي اختاره اختيار صحيح وصحي وفق المعايير التي ذكرتها في سياق مقالي المتواضع . لذلك ادعو كل من يريد الإقدام على الارتباط بطرف آخر أن يضع جميع الاعتبارات الشخصية و الفكرية والروحية وأخيرا الجسدية في حسبانه ليكون قرار ارتباط لا متناهي يبدا في الدنيا ويستمر حتى الوصول لجنات النعيم وانا أضمن ،بحول الله و قوته ،لكل من يراعي ماذكرت حياة سعيدة ويكون مكونه الأسري ناشر للسعادة في المجتمع لان مخرجاته الأسرية ستكون وفق مابدا الطرفين فالحب يولد حبا جديدا بصور مختلفة، والمأثور عن سيد الخلق عليه افضل الصلوات واتم التسليم حبه لزوجاته أمهات المؤمنين و الذي كان يجمع كل صفات الحب الصحيح حب الروح قبل الجسد احترام الفكر وتعاطي الحياه بتقبل نواقص مادياتها وجعل النقص كمال لتستمر الحياه في ابهى اشكالها وصولا لجنات النعيم . رسالتي لشبابنا وبناتنا انتهجوا الاسلوب الحياتي السليم ولا تلهثوا خلف الماديات وتتناسوا الامور المعنوية،امزجوا الاثنين مع بعضهما في قالب الاحترام والتقدير ومراعاة المشاعر وادفعوا العجله بأربعة أيدي وجسدين وعقلين وروحين و حتما ستصل العجلة للقمة بعد التعب الجميل، نعم إنه أجمل تعب لان عاقبته قمة شماء إسمها حياة أسرية ناجحة مخرجاتها سعادة و نجاح و فوز لايعرف الهزيمة حتى في احلك الظروف لان الحب كان النبراس الظاهر والباطن ؛ لذلك اقول للجميع احبوا الحب
مشاركة :