ودعت مدينة حوطة سدير شيخاً جليلاً وفاضلاً حباه الله بالأخلاق الكريمة واكتسابه لمحبة الناس وتقديرهم له، ففي يوم الاثنين الموافق 8- 11- 1441 هـ انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ الفاضل الجليل: علي بن عبدالوهاب السويلم بعد معاناة مع المرض، وكان يتصف يرحمه الله بدماثة الأخلاق والتواضع والكرم وصفاء القلب وطيب الحديث بلسان رطب بذكر لله وبشاشة دائمة وحبه للخير ومساعدة الآخرين، وكان يحظى بتقدير الكبير ومحبة الصغير وعند زيارته في منزله أو عند مقابلته في المناسبات الأخرى والسلام عليه يأسرك بلطفه وابتسامته ودماثة خُلقه بصوت هادى مسموع دونما كلفة وحديث شيّق لا يخلو من النصيحة والطرافة والعفة والكف عن أعراض الناس أو الخوض فيما لا يعنيه، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا) رواه الترمذي، أكمل مراحله الدراسية وحصوله على شهادة البكالوريوس»قسم التاريخ» من جامعة «الرياض» الملك سعود حالياً وعمل في وزارة الأشغال العامة والإسكان لسنوات وانتقل من مدينة الرياض الى مسقط رأسه مدينة حوطة سدير وعمل وكيلاً للمعهد العلمي وإماماً لمسجد حي أم عنيق وبعدها بسنوات أصبح مديراً للمعهد العلمي حتى التقاعد وإمام مسجد حي النهضة وكانت حياته حافلة بالعطاء والمثابرة في خدمة الوطن بالعلم والثقافة وكان تربوياً وإدارياً ناجحا وحرصه الكبير لأبنائه الطلبة على طاعة الله وحب الخير وترسيخ المفاهيم التربوية والقيم السلوكية والمُثل العليا والانتماء إلى الوطن ومحبتهم واحترامهم للمعلمين وحب المدرسة، وأبقى أثراً وذكراً طيباً في قلوب المعلمين وأبنائه الطلبة ولجميع الأهالي، وقد خرّج العديد من أبناء مراكز سدير وهم يتقلدون الآن عدداً من المناصب الرفيعة في مواقع مختلفة في وطننا، لقد كانت ابتسامته تلازمه وهو في أحلك الحالات، فعند زيارتي له في المستشفى كان مبتسماً مؤمناً بقضاء الله وقدرته وشاكراً وذاكراً لله وصابراً محتسباً. النفس تبكى على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها «اللهم اجعل ما أصابه تكفيرًا لذنوبه ورفعة في درجاته، اللهم يمّن كتابه وأرحمه وأغفر له وأجعل قبره روضة من رياض الجنة»، نقدم العزاء لأبنائه الكرام عبدالوهاب، ياسر، خالد، وبقية اخوته وأسرته الكريمة. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** ** - بدر بن عبد الكريم السعيد b.abdulkareem@hotmail.com
مشاركة :