رحم الله كريم السجايا الشيخ عبدالرحمن الحسيني

  • 11/14/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

هنيئاً له قد طاب حياً وميتاً فما كان محتاجاً لتطييب أكفاني جُبلت النفوس وطُبعت على حب من اتصف بطهارة القلب، وسماحة المحيا، ولين الجانب، وحسن المنطق حتى ولو لم يكن بينه وبينهم رابط قرابة أو نسب أو جوار، فالأرواح كما يُقال جنود مجنّدة ما تعارف منها ائتلف.. وهذه الصفة الجميلة من الصفات التي تضيء الصدور بهجة وألفة، وأجراً من رب العالمين جل ذكره، وفي الحديث: إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم طلاقة الوجه وحسن الخلق «حديث حسن»، وهذه من السجايا الحميدة التي يتحلى بها الشيخ الحبيب عبد الرحمن بن محمد الحسيني، الذي ولد بمنطقة الدوادمي عام 1355هـ وترعرع بأكنافها في طفولته بين أحضان والديه، ومع أقرانه ولداته.. في غبطة وهناء، وقد بدأ في تعلم الكتابة والخط وقراءة القرآن الكريم، وحفظ ما تيسر منه، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية فحصل على الشهادة بها، وربما كان لأجواء ورحابة آفاق مدينة الدوادمي السبب المبارك في صفاء ذهنه ونفاذ بصيرته، مما سهّل عليه تخطي مراحل الدراسة بتفوق، وقد توفي والداه - رحمهما الله - خلال شهرين في عام 1372هـ فحزن على فراقهما حزناً ظل يساوره كلما سرح نظره وجال به داخل منزلهما وفي أماكن جلوسهما وقد خلا منهما، فلم ير بداً من الانتقال إلى الرياض علَّه يجد سلوة تخفف عنه لوعات الفراق الأبدي ليكون قرب أخيه الكبير فهد - رحمه الله - فأكمل دراسته وحصل على شهادة التوجيهي من المدرسة السعودية، بعد ذلك عمل كمدير للضمان الاجتماعي بشقراء ثم انتقل للبنك الزراعي بالرياض، قبل أن يختم حياته العملية كمدير للشؤون الإدارية في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود - رحمه الله -، وقد ترك العمل بعد عمر مديد حافل بالعطاء والإخلاص حميد السجايا ومحبوباً لدى الجميع ليتفرغ للعبادة وتلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، ولقد اتصف بهدوء الطبع وبشاشة المحيا وطيب المعشر ينطبق عليه قول الشاعر تماماً:

مشاركة :