خرج متظاهرون ليبيون في العاصمة طرابلس، الأحد، للتنديد بانتشار المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، وتردي الخدمات العامة مع استمرار أزمة الكهرباء وتأخر الرواتب. وندد المحتجون الغاضبون بتردي أوضاعهم المادية والاجتماعية بسبب عدم سداد مرتباتهم لعدة أشهر، وهتفوا "نبّوا فلوسنا" و"يا رئاسي يا رئاسي الشعب الليبي بدا يساسي (يتسوّل)" و"خيرنا لغيرنا"، في إشارة إلى إنفاق أموال الليبيين على المرتزقة الذين باتوا يشكلون عبئاً كبيراً على المجتمع الليبي وجزءاً أساسياً من مظاهر الوجود التركي، ودفع حكومة الوفاق مبالغ ضخمة لجلبهم إلى ليبيا لقتل أبنائهم. تأتي هذه المظاهرة وسط دعوات متزايدة تطالب بطرد المرتزقة وإجلائهم خارج المدن وإنهاء حكم وسيطرة الإخوان على مقاليد الحكم في العاصمة ومدن الغرب الليبي."صراع داخلي من نوع آخر" ميدانياً، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، خالد المحجوب، في تصريح لـ"العربية.نت"، إن "هذا الحراك الشعبي يتزامن مع انشقاقات في صفوف الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق، وظهور جبهتين: واحدة يقودها وزير الداخلية فتحي باشاغا، والأخرى بقيادة آمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة الجويلي، بعد قيام قوة المهام الخاصة التابعة للداخلية باعتقال عدد من المرتزقة التشاديين التابعين لقوات الجويلي في منطقة ورشفانة، ارتكبوا عمليات سرقة ونهب وانخرطوا في عالم الجريمة والابتزاز، بسبب عدم سداد مستحقاتهم المادية، وعدم عودتهم إلى مركز القرار واستلامهم الأوامر من الجويلي". كما أكد المحجوب أن "هذه الخلافات بدأت تكشف عن صراع داخلي من نوع آخر داخل حكومة الوفاق بين باشاغا والجويلي، للسيطرة على عملية صنع القرار داخل الوفاق"."لا نقبل أن نُستعمر مرة ثانية" ومساء السبت، جدد قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، عزمه على التصدي للتدخل التركي في ليبيا، وذلك خلال تفقده الوحدات العسكرية ضمن "خطط التعبئة لمواجهة الغزو التركي". وقال حفتر في كلمة أمام إحدى وحدات الجيش: "الأتراك بقوا في ليبيا 300 عام، لم ير منهم الليبيون سوى الشر". إلى ذلك أضاف: "الليبيون سيقفون بالمرصاد لكل مستعمر"، مشدداً على أن "طرد المستعمرين هو الهدف الأساسي. لا نقبل أن نُستعمر مرة ثانية.. يكفي ما حصل لنا في السابق". وأكد أن الجيش "سيلقّن المرتزقة" الذين ترسلهم تركيا للقتال إلى جانب قوات الوفاق درساً، وسيبعث برسالة "لمن يراقب من بعيد ويعتقدنا لقمة سهلة"، وفق تعبيره.
مشاركة :