في إحدى ضواحى القاهرة، ووسط الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، في زمن كورونا، لاذت الذبيحة بالفرار، خوفًا من الجزار، وجرى الرجال والصبية خلفها، ومنهم من يحمل معه سكينًا، محاولين الإمساك بها، في مشهد لافت للنظر.. وفي النهاية نجحت المهمة، وأمسكوا بالذبيحة، وتمكن الجزار من ذبحها..المعلم "عادل الشيخ"، 55 عامًا، قال: "ماحدث الآن يحدث كل سنة، فمعظم الأضاحى تشعر بما هو قادم عليها، وممكن تشم رائحة الدم، فيحدث لها هياج، لكن بفضل الله بنتغلب عليها".وأضاف المعلم "عادل": اختلفت أجواء الاحتفال بالعيد هذا العام، نظرًا للظروف التى تمر بها البلاد، من انتشار فيروس كورونا، وامتناع معظم المواطنين عن التضحية، بسبب سوء أحوالهم الاقتصادية، وغلاء أسعار المواشى، والبعض فضل ذبح الخرفان عن العجول، حتى الزبائن يشترون نصف الكمية المعتادة لهم.ويواصل حديثه بقوله: لم أشعر بأجواء العيد، هذا العام، خاصةً بعد منع صلاة العيد، أيضًا كان هناك بعض الجزارين يسافرون إلى السعودية، للعمل في موسم الحج في ذبح الأضاحى، فلم يسافر منهم أحد هذا العام.وتابع "عادل: نجهز لاستقبال الموسم، قبل شهر، ونشتري العجول والخرفان، والأسعار السنة دي تراوحت بين 55 و60 جنيها لكيلو البقري، قبل الذبح، يعني سعر الخروف يبدأ من ٣ آلاف إلى ٤ آلاف جنيه، وسعر العجل من ٢٠ إلى ٢٢ ألف جنيه، وكيلو اللحمة يباع في الأسواق من 120- 130 جنيها.ويستطرد المعلم "عادل": تُعرف اللحمة السليمة من الفاسدة، قبل النحر، من شكل الحيوان، فعند الشراء لا بد ان ترعي ألا تكون الضحية مصابة، أو كسولة، وألا تكون رائحتها كريهة، فالذبيحة النشطة تكون سليمة صحيًا، ويمكن معرفة نسب الدهون في الذبيحة، عن طريق أماكن معينة بجسدها، مثل ذيلها أو الجزء العلوى من "الورك".ويتابع: أما عن الذبح؛ فيجب أن تعتمد على جزار قديم، يعرف طقوس الذبح، التي تتم بعد البسملة، وكيف يمسك السكين والساطور بطريقة صحيحة، وصاحب قلب جامد.وعن أغرب المواقف التى شهدها المعلم "عادل" في حياته؛ قال: كان هناك ثور كبير، وزنه أكثر من 470 كيلو، وتغلبت عليه عند ذبحه، رغم قوته، لكن العجيب أنه بعد ذبحه، فاق من رقدته وجري، وأنا من هول المنظر ظننت أني لن ألحق به، لكنني في الآخر تمكنت منه.وأوضح، أن الفضل في اقتحامه عالم الجزارة يرجع إلى تشجيع والده، وبالتدريج أصبح هذا العالم يبوح لى بأسراره، وتختلف طرق ذبح الجمال عن المواشى، لأن الجمل ينحر وهو واقف، ولا يرقد ارضًا مثل المواشى، أما إذا حدث له هياج، وشم رائحة الدم، فيصعب التحكم فيه، لذلك فإن للجزارة أصول، والذبح تخصصات، ويصعب على أي شخص أن يصبح جزارًا، وهو كبير، فلا بد أن يتعلمها منذ الصغر.وأكد المعلم "عادل"، أن اليوم الأول في عيد الأضحى، يكون الأصعب، نظرًا لأن البعض يفضلون التضحية في أول يوم، رغم أن ذبح الأضاحي يجوز حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام العيد، زي ما العلماء بيقولوا؛ مشيرًا إلى أنه بعد العيد يقضى إجازة أسبوعين كاملين في المنزل، تعويضًا عن المجهود الشاق، الذى بذله في أيام عيد الأضحى.
مشاركة :