«أحب الأعمال التراثية، وأتمثل دائماً مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: من ليس له ماض، ليس له حاضر ولا مستقبل»، بهذه العبارات استهل الفنان الإماراتي خلف الأحبابي حواره مع «الإمارات اليوم»، مشيراً إلى أهمية تقديم أعمال درامية، تستند إلى التراث والقيم والعادات الإماراتية الأصيلة التي يتم نقلها إلى الجيل الجديد، من أجل حثهم على الاستمرار على نهج الآباء والأجداد. وشدد على ضرورة «تمسك الدراما المحلية بتقديم أعمال تراثية ناجحة ومؤثرة، من دون التخلي عن سعيها الدائم إلى تفعيل تجربة التجديد في طرح وتقديم موضوعات تسهم في استمراريتها، وتضمن اهتمام الجمهور بها، وذلك، على الرغم مما تمر به الدراما المحلية من مشكلات إنتاجية تتعلق بضعف الميزانيات المرصودة، والمقتصرة على شهر رمضان». وأضاف الأحبابي أنه لا يركز على العائد المادي، من خلال عمله في الفن الذي يراه رسالة يخاطب بها شرائح واسعة من الجمهور، كاشفاً عن أنه يترقب تقديم أدوار مركبة، تختبر موهبته الحقيقية، وتعكس قدرته على تجسيد أكثر الشخصيات صعوبة «مازلت أنتظر الأدوار المركّبة، خصوصاً أدوار الشر، التي تبرز جوانب مختلفة من قدرات الممثل التعبيرية، وتمكنه من أدواته». واقع وتحديات برّر الأحبابي قلة الأعمال الدرامية الإماراتية المنتجة على مدار العام بقلة عدد كتّاب الدراما الإماراتية. وبخصوص اقتصارها على شهر رمضان، ولجوء منتجيها إلى الأعمال التراثية الكوميدية، قال: «لا يبدو الجمهور مستعداً لمتابعة أعمال درامية تضج بقصص العقوق والمشكلات الاجتماعية، في الوقت الذي يجب أن ننظر كذلك إلى الكلفة الإنتاجية العالية لهذه النوعية، مقارنة بالأعمال التراثية، التي تحتاج إلى موقع تصوير واحد، مقابل عشرات المواقع التصويرية التي تفرضها الأعمال المعاصرة وميزانياتها العالية». وأضاف «لنعترف بأننا نعاني في الواقع أزمة ضعف الميزانيات المرصودة لإنتاج الأعمال الدرامية المحلية التي باتت تضايق المنتجين الإماراتيين، وتدفعهم بالتالي إلى تخفيض أجور نجوم الدراما الإماراتية». ووصف تجربته الشخصية، قائلاً: «لأن الفن هوايتي الأساسية التي أمارسها بإتقان إلى جانبي عملي الأساسي، والرسالة الهادفة التي أخاطب بها شرائح واسعة من الجمهور، فإنني لا أحمل تركيزاً كبيراً على العائد المادي التي لا يمكن النظر إليها كشرط أساسي على حساب العمل الدرامي ككل. وهذا ما يجعلني حريصاً على تنويع تجاربي في الفن، واكتساب المزيد من الخبرة التي تمكنني من تقديم نفسي بالشكل المناسب لجمهوري». وتوقف في الوقت نفسه عند مسألة موافقته المسبقة على كل الأعمال التلفزيونية التي يقدمها الكاتب الإماراتي جمال سالم، نظراً لما تتمتع به هذه الأعمال، حسب رأيه، بمستوى فني مرموق، سواء على صعيد النص أو البنية الدرامية أو حتى الأفكار المقدمة: «لا شك أن من الحق الممثل التفكير في مسألة الأجر المادي، لكن الفنان الحقيقي يفكر في أهمية المشاركة في أعمال درامية قوية، تؤسس لمسيرته الفنية مثل نصوص جمال سالم الذي يعد كاتباً متمكناً من أدواته، وقادراً على تقديم الشخصية التي تتناسب مع قدرات كل ممثل، وبالتالي، صنع نجوم حقيقيين في كل عمل تلفزيوني». جرأة وتجديد حول اقتصار معظم مشاركاته التلفزيونية على الأعمال التراثية، أضاف خلف الأحبابي: «رغم انحصار عدد من أدواري في الشخصيات التراثية ذات المسحة الكوميدية، التي نجحت في تجسيدها في أعمال عدة، إلا أنني نجحت في تخطي حاجز (القولبة)، وتمكنت في مناسبات عدة من تقديم أدوار معاصرة ومختلفة تماماً في الشكل والمضمون، حصدت إشادة وقبول الجمهور، وكان أبرزها شخصية (صياح) في مسلسل (شبيه الريح)، وغيرها من الأعمال». وتابع «ربما يكون إتقاني للهجة الإماراتية القديمة، التي تمزج بين العامية وبين المفردات البدوية، أحد أكثر الأسباب التي دفعت بعض المنتجين إلى تقديمي بهذه الصورة، باعتبار انحداري من مدينة العين، وإتقاني للهجة أهاليها التي تضاف إلى نجاحي في رسم البسمة، وخلق أجمل (الإفيهات) الكوميدية بطريقة متميزة في معظم الأعمال التراثية والكوميدية التي قدمتها إلى اليوم». وعن أصداء مشاركته في مسلسل «بنت صوغان»، الذي عرض في شهر رمضان الماضي، اعتبر الأحبابي أن الوقوف إلى جانب نجوم الدراما الإماراتية يشجعه دائماً على تقديم الأفضل، وهو أمر لا يراه الفنان جديداً، موضحاً: «وقفت منذ عام 2002 إلى جانب أهم نجوم الدراما الإماراتية، وهذا أمر يشعرني دوماً بسعادة وفخر دائمين». وأكمل «سعيد للغاية للبصمة التي تركتها شخصية (غريب) في المسلسل، والتي ابتعدت فيها عن النفس الكوميدي المباشر، واعتمدت على ردود الأفعال وطرق حل المشكلات التي يخلفها ولده الصغير في (الفريج)، تماماً كشخصية (القاضي) في مسلسل (الطواش) التي تم تقديمها بخصوصية». مشروعات خليجية كشف الأحبابي عن تحضيره لعمل جديد، يجمعه مع نخبة من النجوم، في أولى مشاركاته الخليجية، معتبراً هذه الفرصة الجديدة «بوابة انطلاق فعلية نحو مشاركات أوسع في هذه الأعمال التي تسهم بالتالي في تقديم موهبته على نطاق واسع يتجاوز الدراما المحلية». بين المسرح والسينما قال خلف الأحبابي، الذي يعد من مؤسسي مسرح العين، إن ابتعاده عن المشاركة في الأعمال المسرحية يعود إلى الظروف التي فرضتها جائحة «كورونا». وأضاف «لم تتضح الرؤية بعد لتقديم أعمال فنية جديدة، لكننا يجب أن نبقى متفائلين بأعمال جديدة حتماً في الفترة المقبلة». • «وقفت منذ عام 2002 إلى جانب أهم نجوم الدراما الإماراتية، وهذا أمر يشعرني دوماً بسعادة وفخر». • «نعاني أزمة ضعف الميزانيات المرصودة لإنتاج الأعمال الدرامية المحلية». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :