الكويت – وعدت الكويت بمراجعة قرار وقف رحلات الطيران إلى مصر الذي كانت اتخذته في إطار إجراءاتها للتوقّي من وباء كورونا، لكنّه فجّر حالة من التململ لدى الجانب المصري بالنظر إلى ما سيمثّله من تضييق على حركة الآلاف من المصريين العاملين في الكويت. وقال مصدر دبلوماسي طلب عدم التصريح بهويته إنّ الكويت أرادت بقرار المراجعة تفادي إشكال مع الجانب المصري كانت وسائل إعلام ومواقع للتواصل الاجتماعي قد عملت على تغذيته وتأجيجه بمجرّد صدور القرار الأول الذي ضم مصر إلى 30 وجهة أخرى صنّفت كمصدر محتمل لفايروس كورونا ما يستوجب قطع خطوط الطيران معها. وبحسب بيان للخارجية المصرية فقد أكّد وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر الصباح في اتصال هاتفي مع نظيره المصري سامح شكري “على أن قرار وقف رحلات الطيران إلى مصر سيكون محل مراجعة خلال الفترة القادمة”. وناقش الجانبان، بحسب البيان ذاته “الترتيبات الخاصة بأوضاع الجاليتين المصرية والكويتية، في إطار الحرص على التواصل بين البلدين ضمن العلاقات المُميزة القائمة بينهما وعلى رعاية مواطني البلدين المُقيمين في كل منهما”. واتفق الوزيران على “تواصل وزيري الصحة في البلدين لتحديد الإجراءات الكفيلة بعودة الأمور إلى طبيعتها تسهيلا لعملية التنقل والتواصل بين البلدين”. وكانت نهاية الأسبوع الماضي قد شهدت تصاعد غضب غير رسمي في مصر جراء إدراج الكويت للقاهرة ضمن 31 دولة منعت دخول مواطنيها إليها، وسط مطالبات إعلامية للرد بالمثل. وساهم في تأجيج الأوضاع بين البلدين، تسجيل شاب مصري مقطعا مصورا يطالب فيه آخرين بحرق علم الكويت، على خلفية انتشار مقطع مصور لاعتداء كويتي على عامل مصري بالصفع في سوبر ماركت. واستغرب بعض الناشطين المصريين أن يتم حظر الطيران من مصر إلى الكويت فيما تسمح الأخيرة باستقبال رحلات من الولايات المتحدة التي تتصدر العالم في عدد وفيات وإصابات كورونا. والجمعة أعلنت سفارة الكويت في القاهرة رفضها دعوات لحرق العلم الكويتي، فيما رفضت وزارة الخارجية المصرية ما يتداول بمنصات التواصل من “وقيعة تقف وراءها جهات مغرضة” مؤكدة قوة العلاقة الأخوية. ولم يخل قرار وقف رحلات الطيران من جدل في الداخل الكويتي حول إمكانية تأثر عدد من القطاعات بسبب وقف عودة العاملين بها من أوطانهم ما يهدد بتأثيرات سلبية كبيرة على خطة العمل بها. وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، فقد ناشد اتحاد المستشفيات الأهلية مجلس الوزراء الكويتي لاستثناء الكوادر الطبية من المقيمين من قرار منع الدخول إلى الكويت، أسوة بطواقم وزارة الصحة الكويتية، نظرا للحاجة الماسة لهم في ظل الظروف الراهنة الخاصة بمواجهة فايروس كورونا. وأشار الاتحاد إلى وجود بعض الكوادر الطبية والتمريضية والفنية العالقة في الخارج، لافتا إلى أنه سبق وخاطب قطاع شؤون الخدمات الأهلية في وزارة الصحة الكويتية قبل نحو شهرين، بشأن الموافقة على استثناء هذه الكوادر الطبية، نظرا للحاجة الماسة إليهم في الظروف الراهنة. ومن جهة أخرى، كشفت مصادر تربوية كويتية عن أن وزارة التربية تواجه مشكلة بعد أن سمحت للمعلمين بالسفر إلى أوطانهم وهي تطالبهم الآن بالعودة للعمل استعدادا لاستئناف الدراسة بدءا من الثلاثاء بالنسبة للمرحلة الثانوية وفي الأول من الشهر المقبل بالنسبة لبقية المراحل. وأوضحت المصادر أن وزارة التربية الكويتية ستشهد نقصا حادا في أعداد معلميها ما يحتم ضرورة اتخاذ قرارات سريعة للحفاظ على سير المنظومة التربوية في ظل نقص أعداد المعلمين. كما تقدمت الهيئة العامة للرياضة الكويتية بطلب إلى الأندية والاتحادات، لتزويدها بكشوفات عن أسماء المدربين واللاّعبين الأجانب المتواجدين حاليا في الدول المحظور دخول رعاياها إلى الكويت بموجب القرار الأخير للسلطات الصحية لمحاولة إقرار استثناءات تجيز للمحظورين دخول الكويت خاصة في ظل استعداد الهيئة لعودة النشاط الرياضي خلال الشهر الجاري بعد تجميده لأشهر بسبب جائحة كورونا. وفي حال عدم استثناء المدربين واللاّعبين الأجانب المرتبطين بعدد كبير من الأندية الكويتية من قرار الحظر الجديد، فإن اتحاد كرة القدم الكويتي سيجتمع في العاشر من أغسطس ليتخذ قرارا بشأن مصير موسم 2019-2020 والذي كان مقررا استئناف مبارياته يوم 11 من الشهر الجاري. ووسط مطالبات الاستثناء، أوضح مصدر كويتي مسؤول أنه إذا تواجد أحد مواطني الدول المحظورة في دولة مسموح لها بدخول الكويت، فإنه لا يمنع من دخوله البلاد، شريطة أن يقيم في تلك الدولة ما يزيد على 14 يوما ويلتزم بالاشتراطات الصحية المطلوبة لدخول الكويت. ويتواجد عدد كبير من المصريين في الكويت حيث يعملون في مختلف القطاعات بما في ذلك قطاعا الصحّة والتعليم. وكانت الجالية المصرية دائما في قلب السجال الكويتي الدائر حول قضية التركيبة السكانية وكثرة عدد الوافدين، وهو سجال تصاعد بشكل استثنائي مع الظروف الضاغطة التي فرضتها جائحة كورونا على الاقتصاد الكويتي. وشكا أفراد من تلك الجالية مما اعتبروه استهدافا ممنهجا لجاليتهم دون غيرها. وقال أستاذ علم اجتماع في جامعة الكويت “إذا قرأنا ما يكتب في وسائل التواصل نُصاب بالخوف من فيديوهات وتغريدات متقابلة بين الكويتيين والمصريين تتبادل الاتهامات الواهية. وهذا ما يجب وضع حد له من قبل السلطات المعنية فورا”.
مشاركة :