نجاح الديبلوماسية السعودية أمام الفوضى الخلاقة

  • 7/18/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تتحدث مع صديق لك حول اللعبة الدولية في مراجعة ما يسمى بتقسيم البلاد العربية وتحقيق حلم إسرائيل، فإن الآراء تتباين والاجتهادات تتنوع بين المتخصصين والعوام؛ ولهذا تأتي تفسيرات خاطئة واجتهادات مجانبة للحقيقة، فالسياسة لها المتخصصون، والحديث عن مستقبل العالم العربي ليس بجديد، فقد بدأت ملامحة منذ بداية الربيع العربي المزعوم بل وقبله بسنوات؛ ولهذا كل التكهنات أشارت إلى تقسيم البلاد العربية وخروج ما يسمى بـ"داعش" وبدأت الطائفية في العراق وضاعت ليبيا، ثم توالت أحداث سيناء، وبرزت علامة الانفراج في بعض الأزمات، واللاعب الشهير في هذه السنوات هو خطط إيران ومطامعها في نشر المذهب الشيعي، والتوسع على حساب السُّنة في العراق واليمن وغيرها والحديث يطول في البحث عن الحقيقة! لكن الراصد الحقيقي لما يجري في عالم اليوم، يلمس تحديا كبيرا أمام المجتمع العربي برمته حتى يخرج من هذا النفق المظلم الذي بدأ بتونس مرورا بمصر ثم ليبيا وسورية والعراق من قبل ثم اليمن أخيرا، وكلها توحي بأنه لا بد للعقلاء أن يقولوا كلمتهم المنصفة بدءا من معرفة الواقع وإلى أين يتجه الرأي العام في الحكم على الأشياء من مصادرها، ولقد أحسنت المملكة صنعا بالنأي بالبلاد عن الخوض في هذه الأزمة وهذا التجني على الشعوب باختيار العقلاء من أبنائها لقيادة المملكة إلى بر الأمان -بحمد الله- فرأينا الجولات المكوكية شرقا وغربا لولي العهد ثم لولي ولي العهد، حفظهما الله، وصياغة علاقات متجددة مع العواصم المؤثرة في السياسة الخارجية والتدخل الدولي في مناطق الصراع، تلك المساعي التي نجحت في كشف ألاعيب إيران وفضح مخططاتها وتعرية ما تُسّميه بالدفاع عن الحقوق المسَلوبة من الشعوب، حتى رأينا أن إيران لم تصلح ما بداخلها فكيف لها أن تؤثر في الآخرين؟! إن المملكة العربية السعودية ذات البعد السياسي والثقل الدولي تعطي كل يوم برهانا على نجاح وثبات السياسة الخارجية، والبحث عن المصالح المشتركة مهما كانت التكاليف، فكيف وقياديو هذا البلد يبذلون جهدهم في إنجاح المساعي التي يعود نفعها عليه في كل المناحي العسكرية والتجارية، والدخول في شراكات اقتصادية تجلب الخير -بإذن الله- لنا نحن السعوديين، ولقد تابعت كغيري أن المسؤولين السعوديين يقدمون كل يوم نجاحات في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية أمام العالم كله؛ لنقول للمجتمع الدولي إن هذه البلاد ماضية على منهج السلم والعدل الدولييْن، والمحافظة على الوحدة الوطنية داخليا، وإقناع الآخرين بثبات منهجها، والبحث عن كل ما يسعد مواطنيها، وهذا ما يحدث بالفعل وما نشاهده على خارطة التحركات المتلاحقة لولاة الأمر؛ حتى نجني في النهاية ثمار تلك النجاحات، فضلا عن صدق العلاقة التي تقيمها المملكة مع الآخر بعيدا عما تفعله بعض الدول من تشرذم وفرقة بين أحزاب وجماعات أدت في النهاية إلى ضياع تلك الشعوب مع الأسف، وأصبحنا نشاهد فوضى جاءت بها الدول التي لا تريد للأمة العربية إلا الشتات والضياع، وهذا ما نحن -ولله الحمد- بعيدون عنه بفضل الله، ثم بفضل السياسة المتزنة للقيادة الحكيمة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

مشاركة :