خبراء لـ «الاتحاد»: أميركا تسعى لوقف الأجندة التركية

  • 8/4/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء ومحللون سياسيون تصاعد الاهتمام الأميركي بالأزمة الليبية، مشيرين إلى زيارة الوفد الدبلوماسي رفيع المستوى إلى بنغازي مؤخراً. وشددوا، في تصريحات لـ «الاتحاد»، على أن واشنطن لا ترغب في الصدام والمواجهة العسكرية بين حلفائها في ليبيا ووقف الأجندة التوسعية التركية هناك. وذكرت مصادر وخبراء ليبيون أن الجيش الوطني الليبي، سلم قائمة بمطالب محددة إلى وفد دبلوماسي أميركي زار ليبيا على مدار أيام، في محاولة لتهدئة الأوضاع والتوترات العسكرية، موضحة أن هذه المطالب أكدت خروجاً غير مشروط لتركيا من الأراضي الليبية ورفض وجود أي قواعد عسكرية لها. وقال نبيل ميخائيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، إن هذه الزيارة تعد محاولة لتقصي الحقائق على الأرض لمعرفة الميزان العسكري للأطراف المتنازعة، مشيراً إلى أن هذا الوفد الدبلوماسي الأميركي سيرفع توصيات لواشنطن لتجميد الموقف استراتيجياً وعدم تجديد المعارك من أي جانب، واطلاع الرئيس ترامب على الموقف، وربما يتخذ ترامب قرارات خاصة بليبيا قريباً. وأضاف أنها تمثل أيضاً إشارة واضحة إلى أن إدارة ترامب لا تريد أن يكون لأردوغان مزيد من السيطرة والنفوذ في المنطقة، مثلما فعلت في سوريا عندما سمحت لتركيا أن تتقدم في بعض المناطق بشمال سوريا، لكنها أرسلت في النهاية مايك بينس إلى أنقرة لوقف التقدم التركي. واعتبر عبد الكبير الفاخري، المحلل السياسي الليبي، أن هذا التحرك الأميركي مهم في هذا التوقيت الذي يشهد العديد من التطورات التي قد تنتهي إلى الحرب، موضحاً أن واشنطن تمتلك الكثير من الأوراق لوقف هذه التوترات والاتجاه نحو الحل السياسي للأزمة. وأوضح أن الإدارة الأميركية لا ترغب في حدوث صدام ومواجهة عسكرية بين حلفائها، سواء تركيا وحكومة الوفاق من جانب ومصر والدول العربية من جانب آخر، مضيفاً أن هناك تحركات أميركية في الشرق والغرب لما لها من تأثير كبير على تركيا وقراراتها وقدرتها على وقف الصراع. ويؤكد خبراء ومحللون أن وقف الأجندة التركية التوسعية بات من اهتمامات واشنطن، وسيكون جزءاً من أجندتها خلال الفترة المقبلة، واستخدام تركيا للمرتزقة في سوريا وليبيا يشكل مخاوف لأميركا من توسع تلك الظاهرة وتمددها لتشمل دولاً أخرى في المنطقة. وقالت هديل عويس، المحللة المختصة في الشأن الأميركي، إن الزيارة غير المسبوقة من قبل الوفد الأميركي إلى بنغازي، دليل على أن إدارة الرئيس ترامب ترغب فعلاً في تحقيق إنجازات ونتائج مثمرة في عدد من الملفات، خاصة في السياسة الخارجية قبل الانتخابات المقبلة في نوفمبر. وأضافت أن الموقف الأميركي في ليبيا يرغب في التهدئة ووقف التدخلات الخارجية، ووقف إرسال المرتزقة من قبل تركيا. وبحسب هديل عويس، فإن مهمة البعثة الأميركية هي وقف التصعيد والتقدم التركي إلى سرت وجفرة، والتي تعتبر خطوطاً حمراء بالنسبة إلى مصر، والضغط على الإدارة التركية من أجل وقف التصعيد، وأوضحت أن هناك تخوفاً أميركياً كبيراً على أمن الدول الأوروبية ومنطقة المتوسط من التصعيد التركي. وأوضحت أن الزيارة تعتبر أيضاً رسالة إلى أردوغان، بأنه لا يمتلك يداً مطلقة أو ضوءاً أخضر للذهاب أينما شاء والتدخل في أمور دول المنطقة، وتتوقع الباحثة أن أميركا ستضغط بشكل أكبر لأن إدارة ترامب ستخسر سياسياً إذا ما تمكنت تركيا من بث المزيد من العبث والصراع في ليبيا.

مشاركة :