أكد خبراء سياسيون في القاهرة أن التوجه القطري الآن في أفريقيا، خاصة في منطقة القرن الأفريقي وفي الصومال تحديداً، محاولة قطرية لهز الاستقرار السياسي والأمني في هذه المنطقة، خاصة بعد الإعلان عن منح قطر 68 مدرعة عسكرية للصومال أمس الخميس. وحذر الخبراء، في تصريحات لـ«الاتحاد» من تحويل جيش الصومال إلى جيش مرتزقة يخدم أجندات قطرية أو تركية أو إيرانية، مؤكدين أن الواقع يشير إلى أن هناك تحركات قطرية تعمل بشكل كبير ضد الاستقرار في الصومال، بل والتحكم في مفاصل الدولة الصومالية، وتحاول بناء نموذج داخل الصومال، يعتمد على دعم الميليشيات المسلحة والتنظيمات الداخلية ذات الارتباطات الخارجية، مثل حركة «الشباب»، وبالتالي نشر الفوضى السياسية في هذه المنطقة. أجندات خارجية بداية، أكد رمضان قرني الباحث في العلاقات الأفريقية، أن الدعم القطري للصومال بمنحها 68 مدرعة في ظاهره دعم للدولة الصومالية والجيش الصومالي، لكن حقيقة الأمر أن هذا الدعم لا يعمل بشكل كبير مع المصالحة الوطنية في الصومال، مشيراً إلى أن الصومال تعيش مأزقاً حقيقياً في عملية إعادة بناء الدولة، مؤكداً أن الصومال بحاجة أكثر إلى دعم تنموي أكثر منه إلى دعم عسكري.وشدد على أن الواقع يشير بشكل كبير إلى أن هناك تحركات قطرية تعمل بشكل كبير ضد الاستقرار في دولة الصومال، لافتاً إلى أنه بجانب الوضع الأمني المتأزم في الصومال، تسعى قطر بشكل أو بآخر إلى التحكم في مفاصل الدولة الصومالية من خلال تعيين الوزراء ونواب البرلمان، أو من خلال بناء قيادات سياسية صومالية تدين بالولاء لدولة قطر، وكذلك محاولة بناء نموذج داخل الصومال، يعتمد على دعم الميليشيات المسلحة والتنظيمات الداخلية ذات الارتباطات الخارجية، وبالتالي نشر الفوضى السياسية في هذه المنطقة.وأشار إلى تقارير «مجموعة الأزمات الدولية»، والتي تحدثت بشكل كبير عن دعم قطر لـ6 تنظيمات إرهابية في هذه المنطقة، لافتاً إلى أن هذه التنظيمات تعمل بشكل كبير في منطقة شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي، وتهدد الاستقرار السياسي والأمني، وتقف حائلاً أمام فكرة المصالحة الوطنية، مؤكداً أن قطر تلعب بشكل كبير على ورقة الرأي العام والشارع الصومالي من خلال تهيئة الرأي العام في الصومال بأنها دولة ذات توجهات تنموية وتقدم مساعدات إنسانية للشعب الصومالي، وكذلك محاولة بناء كوادر إعلامية تدين بالولاء لدولة قطر وتعمل على خلق بيئة مواتية ورأي عام يعمل بشكل كبير لمصلحة المصالح القطرية. وحذر من أن الدعم العسكري القطري للصومال يضرب بشكل كبير أي جهود للمصالحة الوطنية، وبناء الدولة الحقيقية، مؤكداً أن الولاء لتنظيمات السياسية، والامتدادات الخارجية مثل قطر؛ يضرب بشكل كبير فكرة الدولة والمؤسسية في الصومال.وأشار إلى أن هناك تحذيرات تتحدث عن تحويل جيش الصومال إلى جيش مرتزقة يخدم أجندات خارجية بشكل أو بآخر، وقد تكون هذه الأجندات قطرية أو تركية أو إيرانية، لافتاً إلى أن هناك أيضاً تحذيرات من تحركات لبعض التنظيمات الإرهابية مثل حركة الشباب الصومالية، وكذلك وجود لتنظيم داعش داخل الصومال، مؤكداً أننا أمام مرحلة جديدة لانتشار الجماعات الإرهابية في دولة الصومال والقرن الأفريقي، وهذا يمثل تحدياً أيضاً للبعثة الأممية التي تمثل الاتحاد الأفريقي الذي يعمل على نشر الاستقرار في الصومال، لافتاً إلى أن التحركات القطرية الأخيرة في الصومال قد تهدف لإزاحة هذه البعثة الأممية من هناك، وبالتالي الانفراد للعملاء والميليشيات والتنظيمات الموالية لدولة قطر. وأكد أننا أمام تحد خطير في منطقة القرن الأفريقي ومنطقة الصومال، لافتاً إلى أن هذا التحدي ربما يستتبع تحركات مُتّسقة من قبل جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، ومن الشركاء الدوليين المهتمين بهذه المنطقة، مثل الإمارات والسعودية، حتى يقوموا بتحركات بشكل عملي وتنموي تواجه التحركات القطرية في هذه المنطقة، وتسعى لبناء الدولة في الصومال، وجمع الفرقاء الصوماليين على أرضية وطنية. مؤكداً أن بناء الدولة الصومالية في الفترة الراهنة على درجة كبيرة من الأهمية، وإلا ستكون منطقة القرن الأفريقي مسرحاً للفوضى الإقليمية والدولية، وحتى لا تشهد هذه المنطقة صراعات ونزاعات لعملاء بالوكالة. هز الاستقرار من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن التوجه القطري الآن في أفريقيا، خاصة في منطقة القرن الأفريقي وفي الصومال تحديداً محاولة لهز الاستقرار السياسي والأمني في هذه المنطقة، مشيراً إلى أن دور قطر في هز استقرار أفريقيا دور تاريخي، حيث دأبت قطر على دعم وتمويل الجماعات والتنظيمات الإرهابية بالسلاح في منطقة القرن الأفريقي منذ سنوات وعلى رأسهم حركة «الشباب» الصومالية الإرهابية. وأشار إلى أن ذلك يأتي في إطار مخطط تقوم به قطر في جميع منطقة القرن الأفريقي، خاصة بعد المصالحة الكبيرة التي تمت بين الصوماليين والإثيوبيين، وفي ظل تطورات إيجابية في منطقة القرن الأفريقي، والتي بدأت بين إريتريا وإثيوبيا برعاية دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم شملت الصومال من الداخل. وأكد أن المصالحات التي تمت في منطقة القرن الأفريقي، والتي مهدت الطريق لاستقرار أمني وسياسي في المنطقة، جعلت القطريين يتحركون لدعم التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة، ومنها حركة الشباب الصومالية، والتي جعلت قطر تمدهم بالسلاح. وأشار إلى أن الإمارات كان لها دور كبير وواضح وبارز في عملية الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، من خلال إعادة تشغيل الموانئ في منطقة القرن الأفريقي، وفي تقريب وجهات النظر في الإثيوبيين والإريتريين من خلال المصالحة الكبيرة التي تمت في أبوظبي بعد أن وقّع البلدان اتّفاق سلام برعاية دولة الإمارات العربية المتحدة، وضع حداً لعقدين من الأعمال العدائية بين البلدين، وأدّى إلى تحسّن في العلاقات بينهما وبين كل من جيبوتي والصومال، ما ساهم بدوره في التخفيف من حدّة التوتّرات في القرن الأفريقي.وأكد أن حركة الشباب الصومالية التي تدعمها قطر، رافضة لأي تحرك سياسي يؤدي إلى سلام واستقرار المنطقة، وترفض أي دخول لرؤوس أموال لفرض الاستقرار ليس في الصومال فقط، ولكن في منطقة القرن الأفريقي، والتي تشمل الصومال وكينيا وأوغندا وجيبوتي، لافتاً إلى أن هذه المناطق تشهد الآن حركة رؤوس أموال كبيرة جداً للاستفادة من حركة التجارة الدولية. مؤكداً أن دخول قطر على الخط الأفريقي، ودعم الجماعات الإرهابية في هذه المناطق هدفه واضح ومعلن للجميع، وهو هز الاستقرار ونشر الفوضى في هذه المنطقة.
مشاركة :