سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، الضوء على إعلان الولايات المتحدة اعتزامها إرسال ألف جندي إضافي إلى بولندا بعد إبرام اتفاقية تعاون دفاعي جديدة مع وارسو، وهي خطوة قالت واشنطن إنها ستساعد في مواجهة روسيا في أوروبا.ونقلت الصحيفة (في تعليق لها نشرته على موقعها الإلكتروني)، عن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر قوله، في بيان: "إن الوجود الأمريكي المتزايد سيشمل تعزيز قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، بالإضافة إلى البنية التحتية لدعم فريق اللواء القتالي المدرع ولواء الطيران القتالي".وأضاف إسبر: "أن اتفاقية التعاون الدفاعي المعزز من شأنها أن تدعم قوة الردع ضد روسيا، وتعزز الناتو، وتطمئن حلفائنا، كما سيحسن وجودنا المتقدم في بولندا على الجانب الشرقي للناتو من مرونتنا الاستراتيجية والتشغيلية، وهذا الأمر من شأنه أيضا أن يدفع العلاقات الأمريكية البولندية ويعيد تشكيل أمننا الجماعي عبر الأطلسي".تعليقا على ذلك، قالت "فاينانشيال تايمز" إن الرئيس البولندي أندريه دودا قضى عدة سنوات في التودد إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب، لدرجة أنه ألمح في احدى المرات إلى موافقته على استضافة قاعدة لإيواء القوات الأمريكية وقال إنه يمكن أن يُطلق عليها اسم "فورت ترامب"، فيما وافق الرئيسان من حيث المبدأ على تعزيز أعداد القوات خلال محادثات ثنائية اجريت في عام 2019، قبل لقائهما الأخير في يونيو الماضي بالبيت الأبيض، وكان ذلك قبل أربعة أيام من إعادة انتخاب دودا.وقالت وزارة الدفاع في بولندا إن الاتفاقية- التي سمحت بتعزيز الوجود الأمريكي الإضافي المتمركز في مواقع متعددة، بما في ذلك مدن بوزنان وبويدز ولوبلينيك وزاجان- ستقدم "شكل جديد من أشكال الوجود العسكري الأمريكي في كل من بولندا والمنطقة بأسرها".كما أضافت جورجيت موسباتشر، السفيرة الأمريكية في بولندا: "أن الاتفاقية ستطبق الرؤية المشتركة لرئيسينا لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في بولندا".وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الاتفاقية مع بولندا جاءت بعد انتقادات واسعة النطاق لإعلان واشنطن الأسبوع الماضي اعتزامها سحب ما يقرب من 12 ألف جندي من ألمانيا واعادة تخصيص عدد جزئي منهم فقط في أماكن أخرى في أوروبا. مما أثار مخاوف من أن الولايات المتحدة ربما تضعف موقفها ضد روسيا و "تعاقب" برلين على نحو غير مثمر بسبب العلاقات المتوترة بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس ترامب.وفي مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست يوم أمس الأول، زعم مستشار ترامب للأمن القومي روبرت أوبراين أن واشنطن تبدي "تصميماً" تجاه موسكو "لردع العدوان الروسي والدفاع عن حلفائنا في الناتو"، على حد قوله.وسيشمل الأفراد العسكريون الأمريكيون الإضافيون الذين تم إرسالهم إلى بولندا قوات متقدمه من الجيش الأمريكي بشأن ما وصفه إسبر بأنه "وجود أمريكي دائم للتناوب"، فيما يُشار إلى أن الولايات المتحدة لديها بالفعل 4500 فرد في تناوب في البلاد، ويعملون كجزء من فرقة الناتو.أما عن رد روسيا، فقد أكدت أنه تدعم أي تخفيض للقوات الأمريكية المتمركزة في أوروبا، في حين حذرت من أن إعادة نشر القوات في أقصى الشرق من شأنه أن يخالف الوعود التي قطعت بموجب اتفاق بين الناتو وروسيا. ولم يرد الكرملين على الفور على طلب للتعليق على الاتفاق مع بولندا.
مشاركة :