قال ماجد السويدي، مدير منطقة دبي للتعهيد ومدير عام مدينة دبي للإنترنت، إن قطاع التعهيد في الإمارات يشهد نمواً سنوياً متزايداً، كون الدولة تتمتع ببيئة تقنية ووعي كبير تجاه خدمات القطاع، مشيراً إلى أن منطقة دبي للتعهيد تضم حالياً نحو 120 شركة تعمل بالقطاع تخدم العديد من القطاعات في الدولة وفي السوق الإفريقي على وجه الخصوص. وكشفت دراسة صادرة عن منطقة دبي للتعهيد، تحت عنوان التعهيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن سوق التعهيد في الإمارات من المتوقع أن يسجل نمواً تراكمياً سنوياً بمعدل 10٪، ليصل إلى 4 مليارات درهم (1.1 مليار دولار) بحلول عام 2016. وإن معدل النمو السنوي المركب في قطاع التعهيد بدولة الإمارات، الذي بلغ 10٪ في الفترة من 2009 إلى 2016 (في المرتبة الثانية بعد مصر والأردن عالمياً) يتجاوز بكثير نظيره في القطاعات الأكثر رسوخاً في الهند والفلبين وإيرلندا. وفي عام 2014، أشارت التقديرات إلى أن السوق العالمية لخدمات التعهيد تتجاوز قيمتها 382 مليار درهم (104 مليارات دولار) تستحوذ خدمات تعهيد تسيير الأعمال وحدها على أكثر من ربع هذه القيمة، حيث بلغت قيمتها 105 مليارات درهم (29 مليار دولار). ولفت السويدي إلى أن قطاع التعهيد يواصل نموه في جميع أنحاء العالم، حيث تسعى الشركات إلى أن تصبح أكثر كفاءة وتكتسب ميزة تنافسية من خلال التركيز على عملها الأساسي. أما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن زيادة تركيز المنظمات على فعالية التكلفة وجودة الخدمة يدفع عجلة النمو القوي في هذا القطاع قدماً. وأضاف أن القطاع يشهد كذلك تحولات في نوعية الخدمات بسبب التطور التقني في الإمارات، وذلك من خلال تقديم حزم خدمات متعددة عبر بوابة واحدة، متوقعاً أن يرتفع الطلب على خدمات التعهيد بفعل نمو الإنفاق على تقنية المعلومات في الإمارات خلال السنوات القليلة المقبلة. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، شهدنا انتقالاً من المراكز التقليدية للتعهيد والخدمات المشتركة وإدارة نظم سير العمل مثل الصين والهند، نحو مراكز جديدة، حيث أسهمت سهولة التواصل والوصول إلى المرافق والمواهب بتعزيز مكانة الإمارات كلاعب رئيس في هذا القطاع. موطن الشركات وأشار إلى أن منطقة دبي للتعهيد تعتبر مجتمعاً وموطناً لعدد من الشركات الكبرى، فضلاً عن ذوي المهارات من مختلف أنحاء العالم، وقد ساهم تقارب إمارة دبي مع أوروبا وأفريقيا وآسيا في تمكين شركاء الأعمال من تلبية متطلبات الأسواق المختلفة. وتوفر منطقة دبي للتعهيد نظاماً بيئياً متكاملاً للشركات عبر قطاع التعهيد، وتعد موطناً لأقسام الخدمات المشتركة وإدارة نظم سير العمل لشركات الطيران والبنوك والتأمين وشركات الضيافة، مثل البنك العربي، وبنك أبوظبي التجاري، وسيركو، ومجموعة ايه اكس ايه، ودنيا للتمويل. دور القطاع أكد ماجد السويدي، مدير عام منطقة دبي للتعهيد ومدينة دبي للإنترنت، التابعتين لسلطة دبي للمجمعات الإبداعية، أن دبي للتعهيد تهدف إلى تعزيز دور القطاع في دبي والتوسع فيه، وتلبية الطلب المتزايد عليه ودعم تطوير قطاع الخدمات الرئيسة كالضيافة والخدمات المالية والتي تُعد من أهم مقومات النمو في الإمارة. وأوضح السويدي أن منطقة دبي للتعهيد كانت أول مجمع عالمي للتعهيد، في نقطة التقاء الشرق مع الغرب، إذ أطلِقت المنطقة في عام 2004 لتكون بمثابة محطة واحدة لمؤسسات الأعمال التي تسعى إلى تعهيد نظم تسيير الأعمال وتعهيد الموارد البشرية وخدمات تكنولوجيا المعلومات ودعم المكاتب المساندة وعمليات مراكز الاتصال. مشيرا إلى أن الهدف هو تحقيق الاستدامة والمرونة التي تصبو إليها الشركات في مختلف القطاعات، من الضيافة والخدمات اللوجستية إلى تجارة التجزئة والخدمات المصرفية، فإنه تحتم وجود صناعة تعهيد تقوم على أسس راسخة ومتينة. وقال: إن المؤسسات العاملة في قطاع التعهيد مؤسسات كثيفة العمالة وتقوم بدور مهم في توفير فرص العمل وتطوير مهارات العاملين، وذلك بين الشباب على وجه الخصوص. وتقوم مختلف الحكومات بتعهيد الخدمات الحكومية غير الأساسية لمؤسسات التعهيد على نحو متزايد، حتى تتمكن من التركيز على توفير الخدمات العامة الأساسية لعملائها. وإن توافر خدمات التعهيد يضمن نمو القطاعات المعرفية واستدامتها في دبي ويدعم قابلية توسعها استجابة لمتطلبات السوق. كما أن منطقة دبي للتعهيد تجمع بين مزايا المنطقة الحرة والبنية التحتية المتطورة، فنجحت في توفير بيئة فريدة من نوعها تزاول فيها شركات التعهيد المبتكرة أعمالها. هذا فضلاً عن أنها تجمع المهنيين ذوي الخبرة ومتعددي الجنسيات واللغات في دبي، التي تقدم لقطاع التعهيد وعملائه قوى عاملة متنوعة المواهب وقادرة على خدمة الأسواق سريعة التغير في جميع أنحاء العالم. وتعد المنطقة الحرة تجربة رائدة، فهي أول اختيار تُقبل عليه الشركات والمؤسسات الرائدة على الصعيد الإقليمي والدولي بحثاً عن خدمات تعهيد متميزة. وسوف تشهد السنوات المقبلة زيادة في إسهامات مجمع التعهيد في أن تصبح دبي منارة الابتكار والإبداع في العالم. التعهيد في دبي وتفصيلا قال السويدي: إن قطاع التعهيد في دبي لا يزال في مهده، فإنه مثير للاهتمام ومتنوع، ويمثل حالياً أكثر من 90٪ من سوق التعهيد في الإمارات العربية المتحدة. وإن غالبية الشركات العاملة في منطقة دبي للتعهيد هي جهات تقدم خدمات تعهيد تكنولوجيا المعلومات وتسيير الأعمال. وإن خطوط أعمالها الرئيسة مقصورة على توفير خدمات إجراء المعاملات وخدمة العملاء في تجارة التجزئة، والخدمات المالية، وقطاع السفر والسياحة. وقد تمكنت شركات عالمية عديدة، في شتى القطاعات، من إنشاء مراكز حكر في منطقة دبي للتعهيد. ومراكز الحكر هي شركات تابعة ومملوكة تماماً للشركة الأم، وتعهِّد إليها عملياتها التجارية الرئيسة أو غيرها من الخدمات، وليس لطرف ثالث من الموردين. وهناك عدد من المؤسسات المالية الدولية المعروفة، كبنك المشرق، والبنك العربي، ودنيا للتمويل، التي أنشأت عمليات مركزية، لتحقيق كفاءة التشغيل والتكلفة في مهام المكاتب المساندة. ويُعد قطاعا السفر والضيافة من أهم القطاعات المستفيدة من خدمات التعهيد، وخاصة في نظم الحجز وخدمة العملاء. وقد أنشأت طيران الإمارات، أكبر شركة طيران في العالم، ومجموعة جميرا، وهي مجموعة رائدة في قطاع الضيافة الفاخرة، مراكز اتصال لهما في منطقة دبي للتعهيد، وهاتان الشركتان من أكثر العلامات التجارية نجاحاً في دبي. ويتعامل مركز الاتصال والبيانات التابع لطيران الإمارات مع متطلبات الأعمال وخدمة العملاء التي تشهد توسعاً سريعاً. شركات تعهيد وتضم المؤسسات الأخرى في منطقة دبي للتعهيد شركات تعهيد قائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل: شركة انترجلوب للخدمات والتكنولوجيا (InterGlobe Services and Technologies)، وهي شركة رائدة في توفير حلول تكنولوجيا المعلومات المتكاملة لتعهيد نظم تسيير الأعمال (BPO) لقطاع السفر والضيافة.
مشاركة :