عدو صريح ولا صديق بوجهين

  • 8/5/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أقرب شخص إلى الإنسان هو صديقه، وأقصد هنا الصديق الذي نأتمنه على أسرارنا وحياتنا الخاصة، صداقة حقيقية تبنى على الثقة بين الطرفين، بالرغم من أنها أصبحت في زمننا هذا عملة نادرة جدًا. من المهم حسن اختيار الرفيق الصالح والصديق الصدوق، صديق تأتمنه على أهم أسرارك وتفاصيل حياتك، وتكون على ثقة تامة بأنه لن يفشي هذا السر مهما حصل بينكم، وإن لم تجد هذا الصديق فمن المفضل أن تحتفظ بسرك لنفسك، لأن إفشاءه لهذا السر مؤلم أكثر من ماهية السر نفسه، فصدمتك بذلك الصديق ستكون لها نتائج سلبيه جدًا على نفسيتك ناهيك عن أنك ستكون بعدها غير قادر على الوثوق بأي شخص مستقبلاً. جميعنا نحتاج لوجود شخص في حياتنا نبوح له عما يختلجنا من مشاعر وهموم، وعن ما نمر به من صعوبات ومشاكل في تلك الحياة. جلسة واحدة مع صديق مقرب كفيلة بتعديل المزاج ورفع معدل الثقة في النفس يشابهك في الكثير من الأمور، سواء في الأفكار أو الاهتمامات، يفرح لفرحك ويحزن لحزنك، هكذا فقط تدوم تلك الصداقة. ليس كل من نرافقه في الحياة يسمى صديق، هناك زملاء عمل وزملاء دراسة، ولكن الذي نطلق عليه اسم صديق مختلف كل الاختلاف عن الجميع، كلمة صديق تحمل في طياتها الكثير من الأمور تحت منظور صداقة، وعلى سيرة الصداقة والثقة. لفتني قبل أيام مقال الشاعر الكردي سليم بركات في صحيفة القدس تحت عنوان (محمود درويش وأنا) التي أفشى فيها سرًا كان بينه وبين صديقه الشاعر محمود درويش والذي أثار ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي جموع الأدباء والمثقفين، يراه البعض سلوكًا مستهجنًا من صديق لم يؤتمن على سر صاحبه. أستعرض في مقالي بعض الآراء، قال أحدهم لست مع سليم بركات فيما ذهب إليه من صراحة مبالغ فيها حول خصوصيات محمود درويش، ولكن أيضًا لست مع تلك الأقلام التي تريد شيطنة ما ذهب إليه بركات. وقالت أخرى: ما بال الشعراء ينقضون مواثيق الصداقة؟ أيظن سليم بركات أنه بهذا الإفشاء سيرتقي مجدًا أو ينير شرفه؟ يحزنني أن محمود درويش قد قال فيه ليس للكردي إلا الريح وما ظن أن هذه الريح بعد 22 عامًا ستخونه بطريقة مخزية على كل يبقى درويش اسمى من الأسرار التي لا تقدم ولا تؤخر من مقامه شيئًا, وأضاف آخر نرجسية سليم بركات وتكلفه في الفصاحة موضوع نقاش حقًا, القنبله الصوتية التي رماها استنادًا إلى بوح مفترض مر عليه 30 عامًا أيضًا موقع تساؤل، لكن فتح الأوراق الحميمية للكتاب بعد رحيلهم ليس خيانة فهي ملك تاريخ الأدب، المشكلة هي المجتمع وأحكامه المسبقة ونظرته المعيارية الضيقة. يدور السر الذي أفشاه بركات حول علاقة جمعت بين محمود درويش وسيدة مجهولة وحول ابنه غير شرعية من تلك العلاقة.

مشاركة :