السحاب يعانق قمم جبال «الفقرة».. وتجذب الأهالي والمتنزهين

  • 8/5/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

شكّلت الأجواء الماطرة التي شهدتها منطقة المدينة المنورة خلال الأيام الماضية فسحة للمصطافين والمتنزهين، وزادها بهجة تزامنها مع أيام عيد الأضحى المبارك، وقد شكّلت منطقة «الفقرة» متنزهاً طبيعياً جاذباً للعائلات والشباب، للاستمتاع بما حباها الله من مناظر طبيعية فريدة، وجبال شاهقة تكسوها الخضرة، وتعانق قممها السحاب. وتمتاز منطقة «الفقرة» التي تبعد 80 كيلو متراً - غرب المدينة المنورة - وهي مركز يتبع له العديد من القرى والهجر باعتدال أجوائها صيفاً، حيث تسجّل فيها أدنى درجات الحرارة على مستوى منطقة المدينة المنورة، وتميل الأجواء فيها إلى البرودة بعد هطول الأمطار، وترتفع «الفقرة» عن سطح البحر حوالي 1800 متر، وتحوي العديد من الجبال التي تكسوها الخضرة أغلب فترات السنة، وينتشر في معظم أرجائها الغطاء النباتي، والأشجار المزهرة لاسيما بعد مواسم الأمطار بدرجات متفاوتة، فيما تنتشر على ضفاف جبال الفقرة العديد من الشعاب والرياض الصغيرة التي تعدّ أراضي خصبة للمزروعات، وقد نجحت مبادرات بعض سكانها بزراعة ثمار كالبرتقال والرمّان والتين وغيرها من المنتجات الزراعية، إضافة إلى زراعة أصناف من التمور في مزارع النخيل المنتشرة في قرى الفقرة كافة، في حين يعدّ إنتاج العسل الجبلي الطبيعي مهنة متوارثة منذ القدم لمعظم ساكني «الفقرة» حيث تنتج المنطقة أغلى أنواع الأعسال الذي يجمع رحيقه النحل البلدي من أزهار الأشجار الجبلية المنتشرة في أرجاء الفقرة. سياحياً .. تعدّ «الفقرة» متنفساً لأهالي المدينة المنورة، وتمتاز بمسافتها القريبة نسبياً من حاضرة المدينة المنورة، وطرق سالكة يعبر من خلالها المتنزهين إلى العديد من المواقع السياحية الطبيعية وخياراً مناسباً لنزهة يومية دون تكبّد تكاليف استئجار السكن، فشكّلت منطقة جذب للأهالي خلال الأيام الماضية. وقد التقطت عدسات المصورين والهواة صوراً غاية في الجمال لكتل السحب وهي تعانق قمم السحاب، وتشكل الضباب عند هطول الأمطار، ويحرص المتنزهون إلى الاستمتاع بالأجواء الماطرة بين الأراضي السهلة إلى المرتفعات الشاهقة التي تطلّ على مساحات واسعة من الفقرة، في حين تحتضن «الفقرة» جبالاً ومناطق وعرة، شكّلت تضاريسها بيئة مناسبة لـ «النمر العربي» الذي يعدّ من أندر الحيوانات وأكثرها عرضة للانقراض، ويتناقل بعض الأهالي أحاديث عن مشاهدته في المنطقة، ما يتطابق مع روايات المؤرخين قديماً. وفيما تعدّ الفقرة مقصداً سياحياً لكنها لا تزال تحوي العديد من مقومات السياحة الطبيعية غير المستغلة، وتشكّل فرص جذب للمستثمرين سواءً من الأهالي أو رجال الأعمال.

مشاركة :