طالب الرئيس السوداني عمر البشير فرقاء النزاع السياسي والعسكري في البلاد بتسريع انعقاد طاولة حوار سياسي وصولاً إلى وئام وطني شامل «يحل فيه التآلف مكان التشاكس والتسالم بدل الخصام»، بينما رأى زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي أن نظام البشير في أضعف حالاته وأن استمراره في الحكم بات مستحيلاً. ونادى البشير، في كلمة وجّهها إلى السودانيين لمناسبة عيد الفطر المبارك، بمد الأيدي والتسالم، وأن يكون الشعار المرفوع: «لا لإراقة الدماء نعم للحوار بروح التعافي والسمو الروحي، دعماً لوحدة أهل السودان، وترسيخاً لقيمة العفو في عيد من أبرك الأعياد». في المقابل، طالب المهدي القوى السودانية الرافضة لنظام الخرطوم، بتوظيف ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية للبشير، في تحقيق هدفها الأول وهو «انتفاضة شعبية وصولاً إلى إسقاط النظام، أو قبول الحكومة بمطالب الشعب المشروعة». وأكد المهدي في خطاب وجّهه للأمة السودانية لمناسبة عيد الفطر، أن اعتقال البشير مسألة وقت. وتابع: «هذا إذا لم يقرر مجلس الأمن اعتقاله». وأوضح المهدي أن موقف المحكمة الجنائية «يجعلنا كقوى المستقبل الوطني أمام خيارين: الأول أن نعتبر الملاحقة لقيادة النظام رافعةً تدعم جهادنا المدني لعزل النظام في سبيل تحقيق الانتفاضة السلمية التي تراكمت عوامل مولدها، والخيار الثاني استجابة النظام لمطالب الشعب المشروعة بالاتفاق على معادلة توفّق بين الاستقرار والمساءلة وبين العدالة الاستباقية والعقابية عن طريق المحاكمة أو أساليب العدالة الانتقالية الأخرى». ووجّه المهدي نداءً للنظام الحاكم ورأى أن استمراره في حكم السودان أصبح مستحيلاً. وقال مخاطباً الحكومة: «حكمتم البلاد 26 عاماً بالقهر وأنتم الآن في أضعف حالتكم وتواجهون إخفاقات في إدارة الأمن والاقتصاد والعلاقات الدولية». إلى ذلك، كشفت مفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج في السودان أنها تجري مسحاً للأسلحة الخفيفة في دارفور، وستشمل باقي الولايات، توطئةً لجمعها. وقال المفوض العام الفريق صلاح الطيب إن عدد المسرحين من المتمردين بلغ 45 ألف مقاتل تم دمج 31 ألف منهم في المجتمع بالتعاون مع ديوان الزكاة. وحذر الطيب من أن التقاعس في عملية التسريح والدمج يؤدي إلى استقطاب المستهدَفين بالعودة للتمرد. وأشار إلى أن المفوضية تستهدف نحو 165 ألف مقاتل وفقاً لاتفاقات السلام. من جهة أخرى، أوقف مشغل القمر الإصطناعي «عربسات» راديو «دبنقا» المتخصص في نقل قضايا إقليم دارفور وأزاله عن القمر بناءً على طلب الخرطوم بوصفها «إذاعة معادية لها». وينشط راديو «دبنقا»، الذي يبث من هولندا، في ملف إقليم دارفور الذي يشهد حرباً أهلية منذ نحو 12 سنة. وأثارت المحطة أخيراً حادثة الاعتداء على 200 امرأة في قرية تابت في ولاية شمال دارفور من قبل حامية من الجيش السوداني، ما نفاه حينها الجيش وبعثة الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور «يوناميد». كما طلبت الحكومة السودانية من البعثة الدولية البدء بالإنسحاب من ولاية غرب دارفور بعد «تمتعها بالأمن والاستقرار».
مشاركة :