كتبت صحيفة "فاينانشال تايمز" الأميركية أن تركيا تعرّض اقتصادها لمقامرة كبرى في سبيل إنقاذ الليرة التركية، مشيرة إلى تراجع الليرة إلى أدنى مستوى أمام الدولار منذ مايو، ما دفع السلطات التركية لإنفاق حوالي الملياري دولار في محاولة لدرء عمليات البيع المكثفة لليرة التركية. ووصفت "فاينانشال تايمز" الاستراتيجية التركية بالمقامرة الكبرى التي تقود إلى خسارة تركيا لكل ما تملكه من احتياطي القطع الأجنبي معوّلة على توقّع غير مضمون بأن النشاط السياحي ونشاط الصادرات سيعود لتنتعش العملة التركية. وتحدّثت "فاينانشال تايمز" عن فشل ذريع منيت به الحكومة التركية في محاولات تثبيت قيمة العملة حيث باع المقرضون أكثر من 1.2 مليار دولار سعياً لإنقاذ العملة. وقال مدير نافذ في الصندوق الدولي للصحيفة الأميركية: إن البنوك التركية كانت تبيع أكثر من مليار دولار في اليوم في محاولات لإنقاذ العملة ما يكلّف تركيا معظم الاحتياطي الذي تملكه من العملات الأجنبية، حيث أنفقت أكثر من 60 مليار دولار هذا العام لهذا الغرض بحسب بنك الاستثمار "جولدمان ساكس". وأفاد بيوتر ماتيس، استراتيجي عملات الأسواق الناشئة في بنك رابوبنك، بأن الخسائر التركية فادحة لدرجة أنها تغرق على الرغم من أن الدولار ضعيف بسبب انتشار وباء كوفيد - 19. مضيفاً: حالة احتياطي العملات الأجنبية في تركيا "مقلقة جداً" والبلاد تسير على أرض جليدية رقيقة جداً ولن يمكنهم الاستمرار بهذا الشكل لوقت طويل. ويقول الدبلوماسي الأميركي ألبرتو فرنانديز في تصريحات لجريدة "الرياض": إن المغامرات والتدخلات العسكرية الإقليمية لتركيا كانت ستكون مستحيلة التحقق بدون مليارات قطر التي تبدأ بدعم العملة ولا تنتهي بدعم المغامرات التركية في الدول العربية. ويضيف فرنانديز: لا أعرف سبب عدم قيام الرئيس ترمب بمحاسبة تركيا على تصرفاتها المعارضة للأمن والمصالح الأميركية، حيث بات هناك قلق وتخوّف كبير لدى الحزبين الديموقراطي والجمهوري من السلوك التركي الخطير في المنطقة على الرغم من استمرار البعض بالتمسك بفكرة عدم خسارة الحلفاء مثل "تركيا" إلا أن الواقع هو أن العلاقة مع تركيا باتت خسارة كبرى للغرب. إخفاء كارثة كشفت شبكة دويتشه فيله الألمانية نقلاً عن بيانات جمعها أطباء مستقلون على الأرض في تركيا أن وباء كوفيد - 19 يتفشى بشكل كارثي وغير مسبوق في مناطق تركية، أمام تستر كبير من الحكومة التركية في بياناتها على أعداد الإصابات الحقيقية خوفاً من المزيد من الخسائر التي يلحقها الوباء بالقطاع السياحي الذي يعتمد عليه الاقتصاد التركي بشكل كبير. ونشرت شبكة "دويتشه فيليه" بيانات تثبت إصابة أكثر من 300 شخص بفيروس كورونا في كل مدينة من مقاطعات المناطق الجنوبية وهو عدد يتعارض مع الأرقام التي تنشرها بيانات الحكومة التركية. وعلمت الشبكة الألمانية من رئيس جمعية "ديار بكر" الطبية أن مئات الحالات الجديدة يتم اكتشافها في مدن صغيرة في جنوب البلاد كانت الحكومة التركية قد أجبرتها على إنهاء القيود وحالة الإغلاق قبل أن تتخلص من الوباء بشكل نهائي. وبحسب شبكة "اهفال" التركية المعارضة فإن الدافع وراء إخفاء أعداد الإصابات بـكوفيد - 19 هو الرغبة بالحد من الأضرار التي لحقت بالاقتصاد التركي النازف، حيث يتفشى الوباء في موجة جديدة تنطلق من الجنوب هذه المرة تهدد بعودته إلى باقي المناطق التركية.
مشاركة :