لم يكن المدير التنفيذي في الاتحاد حامد البلوي موفقاً وهو يلقي باللوم على الحكام بعد خسارة فريقه أمام أبها، إذ كانت مبرراته غير منطقية لتبرير الخسارة الموجعة لأنصار «العميد» والتي عقدت موقفه في سعيه نحو الهروب من مؤخرة الترتيب بعد مضي 23 جولة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين. سيكون مقبولاً لو أن البلوي أرجع الخسارة لظروف غياب عدد من اللاعبين، والابتعاد عن أجواء المباريات، أو وجود أخطاء فردية كلفت «الأصفر» الخسارة أمام فريق صاعد، لكن الحديث عن التحكيم الذي لم يكن سيئاً كان مثيراً للاستغراب من شخصية يفترض أنها حضرت للمساهمة في إنقاذ الفريق العريق. البلوي الذي حضر واستلم منصبه وسط ردود فعل متباينة داخل البيت الاتحادي كان ينتظر منه أن يعزل فريقه عن مثل هذه الأفكار، بدلاً من أن يختلق الأعذار التي لم تعد مقنعة لمدرج النادي الكبير، فالاتحاد أكبر من أن تختزل أسباب خسارته بوجود طاقم تحكيم محلي، وهو الذي طيلة مباريات الموسمين الماضي والحالي يخسر بوجود الحكم الأجنبي. حاول المدير التنفيذي الجديد القديم تصوير الأمر وكأن فريقه يخسر للمرة الأولى، وبدلا من الخروج بكل شفافية والتحلي بروح المسؤولية والتصدي لردود الفعل الغاضبة راح لتسطيح أسباب الخسارة بشكل مثير للشفقة على أحوال الاتحاد الذي يستحق وجود شخصيات أكثر قدرة على إدارة شؤونه بشكل سليم ويلبي طموحات أنصاره. ليس مقبولاً بالنسبة لمدرج الاتحاد أن تكون مثل هذه المبررات حاضرة، إذ أن خطر الهبوط وصراع البقاء والفرق المتنافسة لا تشكل هاجساً لدى محبي النادي، بقدر سوء الإدارة والعمل الإداري على الرغم من وجود عناصر محلية وأجنبية جيدة، ومدرب متمكن يملك اسماً وشخصية قادرة على حل مشكلات الفريق. الاتحاد يستحق عملاً وشخصيات إدارية أفضل بكثير، ويحتاج لروح جديدة، وعدا عن ذلك فإن المشكلات ستظل قائمة وسنكون أمام خسارة موجعة لواحد من أهم أركان الكرة السعودية، وإن بقي هذا الموسم فسيعاني الموسم المقبل والذي يليه، لأن مشكلاته لم تعالج من جذورها.
مشاركة :