منح قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الخاص بتغيير قواعد تراكم البطاقات، راحة نفسية للأندية التي كانت قلقة من تأثير غياب بعض ركائزها الأساسية، في وقت يؤكد فيه محللون رياضيون أن تعديل “يويفا” يصب أولا وأخيرا في مصلحة الجماهير الشغوفة بمشاهدة جميع الأندية مكتملة العناصر أثناء البطولة القارية. برلين- يواصل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” إدخال المزيد من التعديلات الاستثنائية على مسابقتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”، وذلك من أجل رفع مستوى الندية والتشويق بين الأندية الكبرى في صراعها على حسم لقب هذا العام. وأجرى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تعديلا على قواعد تراكم البطاقات الصفراء سيتم بموجبه إلغاء احتساب البطاقات مع نهاية دور الستة عشر بدلا من دور الثمانية، وذلك في ظل استكمال منافسات البطولتين هذا الموسم بنظام جديد بعد فترة توقف طويلة بسبب جائحة فايروس كورونا المستجد. وأعلن يويفا عن قراراته الثلاثاء موضحا أن قرار تغيير قواعد تراكم البطاقات في البطولتين هذا الموسم جاء نظرا لأن الأدوار النهائية اعتبارا من دور الثمانية ستقام بنظام الحسم في مباراة واحدة بدلا من نظام الذهاب والإياب المعتاد. وذكر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن “كل البطاقات الصفراء ستلغى مع ختام منافسات دور الستة عشر. ولن يجري أخذها في الاعتبار بدءا من دور الثمانية”. وجرت العادة أن أي لاعب يحصل على ثلاث بطاقات صفراء يعاقب بالإيقاف في المباراة التالية، لكن رصيد البطاقات يلغى مع ختام دور الثمانية من أجل ضمان عدم غياب أي لاعب عن النهائي بسبب تراكم الإنذارات. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” قد أعلن في أبريل الماضي عن إدخال تعديل استثنائي على إحدى قواعد اللعبة بالسماح لكل فريق بإجراء 5 تغييرات في كل مباراة عوض التغييرات الثلاثة المعمول بها وذلك إلى غاية نهاية الموسم الحالي. ويشير محللون رياضيون إلى أن مثل هذه الإجراءات ضرورية بالنسبة لبعض الأندية التي تعاني من مشاكل كبيرة في دكة البدلاء وخصوصا في مراكز بعينها يصعب تعويضها. وطبقا للتغيير الذي أعلنه يويفا لن يغيب أي لاعب عن النهائي بسبب تراكم البطاقات، حيث أن كلا من دور الثمانية والدور قبل النهائي سيحسم من مباراة واحدة، وبذلك لن تتراكم أكثر من بطاقتين صفراوين على أي لاعب خلال الدورين. وترك هذا التعديل أثرا إيجابيا لدى العديد من الأندية خصوصا تلك التي تعاني من مشاكل بسبب تراكم البطاقات على غرار بايرن ميونخ الذي أبدى مسؤولوه ترحيبا كبيرا بهذا القرار قبل مواجهة تشيلسي السبت المقبل في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا. وأشارت شبكة “سكاي سبورت ألمانيا” إلى إمكانية استفادة بايرن من قرار يويفا خاصة مع التهديد الذي كان يحيط بالثنائي جوشوا كيميتش وتياغو ألكانتارا قبل موقعة البلوز. وكان الثنائي مهددا بالغياب عن ربع النهائي حال تأهل بايرن ميونخ، إذا تحصل اللاعبان على بطاقات صفراء خلال مواجهة تشيلسي. وإذا حافظ ألكانتارا وكيميتش على سجلاتهما دون تلقي أي بطاقات في المباراة المقبلة، فإنهما سيتواجدان في ربع النهائي بسجل فارغ من البطاقات بعد قرار يويفا. وتنصّ لوائح يويفا على إيقاف أي لاعب يحصل على 3 بطاقات صفراء في البطولة، وهو ما لا يهدد البافاري في بقية مشواره بعد اتخاذ قرار بإلغاء نظام الذهاب والإياب هذا الموسم بعد جائحة كورونا. وفي سياق متصل قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إن الأندية المشاركة في المسابقات القارية خلال الموسم المقبل قد تخسر مباريات إذا لم تبلغ الاتحاد بقيود السفر الهادفة لتجنب انتشار عدوى كورونا. وأوضح يويفا أنه سينشر قائمة بالقيود المعروفة للسفر بين الدول قبل كل مباراة. ويتعيّن على الأندية إبلاغ يويفا بأي قيود إضافية “غير معروفة”، قبل 48 ساعة على الأقل من المباراة، مشددا على أن عدم القيام بذلك سيؤدي إلى اعتبار الفريق خاسرا بنتيجة (3-0). وأضاف “إذا أخفق ناد في إبلاغ إدارة يويفا قبل يومين من المباراة بقيود لم ينشرها الاتحاد، سيتحمل النادي المسؤولية وسيتم اعتباره خاسرا”. وأشار يويفا إلى أن النادي الذي سيواجه منافسا غير مسموح له بالسفر للبلد سيتوجب عليه اختيار مكان محايد. تعديل يويفا ترك أثرا إيجابيا لدى العديد من الأندية خصوصا تلك التي تعاني من مشاكل بسبب تراكم البطاقات وأوضح الاتحاد الأوروبي أنه إذا فشل صاحب الضيافة في اقتراح مكان مناسب للعب سيخسر المباراة. ومن المنتظر أن تطبق القواعد في الأدوار التأهيلية والملحق في المسابقات الأوروبية في الموسم المقبل. وستلعب المباريات المتبقية بدوري الأبطال والدوري الأوروبي بدءا من إياب دور الـ16، والتي تأجلت بسبب جائحة كورونا في مارس الماضي في ملاعب مغلقة لدى أصحاب الضيافة. وتقام المباريات من دور الثمانية في بطولة مصغرة بالبرتغال بينما تقام منافسات الدوري الأوروبي في ألمانيا. وكشف يويفا الثلاثاء أنه يبحث حاليا مسألة توزيع العائدات على الأندية المشاركة في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، والتي قد تواجه تراجعا في الدخل في ظل تغيير نظام البطولتين لاستكمال الأدوار المتبقية. وذكر الاتحاد الأوروبي أنه ينظر في الأمر لكنه أشار إلى عدم وجود تقييم نهائي، متوقعا حدوث تأثير محدود على الأندية في عملية التوزيع.
مشاركة :