* لم تكن العناية والاهتمام بخدمة الحرمين الشريفين، وتهيئة الظروف والمناخ، وتقديم كل ما يلزم للحجاج والزوار والمقيمين إليهما.. لم يكن ذلك حديث عهد.. بل كان من أولويات تأسيس المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه البررة الذين ساروا على نهجه واقتفوا أثره، تحقيقاً للميزة التي خصهم الله بها تجاه خدمة هذين البيتين المقدسين، عبر تاريخ المملكة المشرف الطويل، وكانوا فعلاً خير الأمناء في خدمتهما وبذل الغالي والنفيس في القيام بما يجب حيالهما من خدمات مستدامة، ومشاريع بناءة، تسهيلاً للقادمين إليهما من كل فج عميق، إضافة إلى تخصيص ميزانية سنوية لهما ضمن ميزانية الدولة وتعيين هيئة مستقلة من ذوي الكفاءة والاختصاص لمتابعة تنفيذ مشاريعها واحتياجاتها وكل ما من شأنه تسهيل وتوفير الراحة والأمن والأمان للقادمين إليهما من حجاج وزوار ومعتمرين من أرجاء العالم على مدار العام والكل يشهد بذلك البعيد قبل القريب.* وعندما ابتلي العالم بأسره بجائحة فيروس كورونا كانت المملكة العربية السعودية، حكومة وشعباً وقيادة في طليعة الدول التي سارعت في مواجهة هذه الجائحة بالاحترازات الاستباقية والإجراءات الوقائية، وقدمت الغالي والنفيس من أجل الحرص على سلامة وصحة مواطنيها والمقيمين على أرضها، فكان التوفيق والنجاح حليفها بإذن الله.* ولم تقتصر جهود المملكة في هذا المجال على مواطنيها والمقيمين على أرضها فحسب بل شملت تقديم المساعدات للأشقاء العرب والمسلمين خارج المملكة وتقديم الإعانات الطبية والوقائية والعينية والمادية وفي طليعة هذه الدول جمهورية اليمن الشقيق، ودولة فلسطين وغيرها من الدول المحتاجة، يساندها إنسانياً مركز الملك سلمان للإغاثة على مستوى العالم.* ولأهمية أداء فريضة الحج وتطلع كل مسلم على وجه البسيطة لأدائها، فإن المملكة بما أوتيت من قوة وقدرة وإيمان تجند لذلك في كل عام الجهود المكثفة من خدمات رائدة يعجز حصرها، ويشهد بها البعيد قبل القريب تنظيمياً وصحياً وأمنياً.* ولكون فريضة حج هذا العام 1441هـ جاءت خلال أزمة وبائية عالمية شملت العالم بأسره، وحرصاً من المملكة على سلامة وصحة المواطنين على مستوى العالم، وحتى لا يحرم العالم من أداء هذه الفريضة، رغم الظروف القاسية التي سببتها جائحة (كورونا) فقد وضعت المملكة، لحج هذا العام تنظيماً يناسب الحالة ويسمح لفئة معينة بأداء هذه الفريضة في يسر وسهولة، ويتضمن حصر الحج هذا العام على حجاج الداخل من سعوديين ومقيمين على مختلف الجنسيات بنسب وأعمار محددة وقد أيدت واستحسنت جميع دول العالم هذا الإجراء لمناسبة ما خطط له من تنظيم سليم وإجراءات تتسم بالمرونة والسهولة.** خاتمة: وقد هدفت المملكة أيدها الله من هذا الإجراء التنظيمي الناجح بإذن الله الحرص على سلامة وصحة المواطنين على مستوى العالم، والحد من تفشي وباء كورونا المستجد، وقد وفقت بحمد الله في ذلك بشهادة ما قدم وصرح به من تقارير إعلامية وأمنية، ومن لقاءات وفود الحجاج من مواطنين ومقيمين وعلماء ومسؤولين على مختلف الطبقات والجنسيات.* وهذا النجاح الباهر في أداء فريضة حج هذا العام، خطة وتنظيماً ومتابعة، يسكت من تمادوا في الكيد والدس ونشر الأراجيف الرخيصة والأقوال المكذوبة، بدافع الحقد والكراهية من أعداء النجاح، وهي عادة دأبوا عليها من المكر والخداع دون تحقيق مآربهم، (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
مشاركة :