الشارقة: أوميد عبدالكريم إبراهيم من المعلوم أن الإنسان جملةٌ من الأنظمة الاجتماعية، والنفسية، والعصبية المرتبطة ببعضها البعض، والتي يُطلق عليها مجتمعةً مصطلحُ «الذات»، ومنذ بزوغ التكوين الشخصي والمعرفي للإنسان؛ يسعى جاهداً لاكتشاف ذاتِهِ؛ كما أن لكل شخصٍ أحلاماً لا تكفُّ عن مراودته، وهناك من يرفض الاستسلام حتى تحقيق أحلامه؛ في حين يركن البعض للهزيمة؛ فتختفي المشاعر وتتبلد الروح، وهو ما تحاول الكاتبة شيرين سامي تسليط الضوء عليه في روايتها «من ذاق عرف» الصادرة لأول مرة عن الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع 2019.تدور أحداث الرواية حول امرأة تعاني فتوراً في علاقتها مع والدها الذي يعتبر كاتباً مشهوراً، ومن ثم يتسلل الجفاء العاطفي إلى علاقتها مع زوجها أيضاً؛ ليصبحا أشبه بشريكين لا يجمعهما سوى بعض المصالح المادية، والاعتناء بأطفالهما، وتدخل أحداث الرواية منعطفاً جديداً بعد اختفاء والدها؛ حيث تبدأ رحلة البحث عنه وهي تشعر بالضجر في البداية؛ قبل أن تجد نفسها شغوفة بالكتابة على غرار والدها، ومن ثم تتغير نظرتها للحياة برمَّتها، وتبدأ انطلاقةً جديدة.تبدي إحدى القارئات إعجابها بالرواية، وتصفها بأنها «متناسقة ومتكاملة من البداية إلى النهاية. هناك جمالية جذابة في اللغة، ولكن الأجمل هو أن الشاعرية لم تكن متخمة؛ بالإضافة إلى أن الرواية احتوت على أهم لون أحبه في الكتابة، وهو (الرسائل) التي رغم التطور الهائل لوسائل التواصل؛ إلا أنني ما زلت أتوق للحصول على رسالة كتبها المرسل بخط يده؛ أما عن تسلسل الأحداث، فقد كان منطقياً ومترابطاً، والأحداث بحد ذاتها كانت مشوقة لدرجة أنني لم أترك الرواية حتى أنهيتها».تقول قارئة أخرى إنها «استمتعت بقراءة الرواية، وبأسلوبها اللغوي ومفرداتها التي جعلت منها لوحة بديعة مشوقة وجذابة تأخذنا إلى عالم من الخيال. إنها أشبه بسيمفونية من الجمال تعزف على أوتار عقل وقلب القارئ بكل رقي وعمق، وتدعونا للتأمل في المعاني والأحداث»، وهو ما تؤكده إحدى القارئات بالقول: إن «كل من يقرأ هذه الرواية التي كتبت بأسلوب أنيق ومميز؛ سيخرج بروح ممتلئة ومرتاحة، وسيفهم جيداً أن من ذاق لذّة معرفة الذات؛ سيعرف أنه لا شيء يضاهيها».تشير إحدى القارئات إلى أن «الكاتبة أبدعت في استخدام الكلمات لتجسيد اللحظات والمشاعر؛ لدرجة أننا شعرنا بأننا نعيشها؛ مثل مشاعر الحب، الوحدة، الغربة، الخوف، الاستسلام، الإصرار ومشاعر أخرى كثيرة. لقد أحببت كلماتها، وأحببت النهاية أيضاً»، وهو ما تذهب إليه قارئة أخرى بالقول إن «الكاتبة هي سيدةُ وصفِ المشاعر والتشبيهات العذبة في هذه الرواية التي أخذتني في رحلة جميلة من المشاعر والأحاسيس والمواقف والشخصيات والأحداث المكتوبة بكل حب».وعلى النسق نفسه ترى إحدى القارئات أن «أسلوب الكاتبة بسيط وبعيد عن التكلف؛ سواء في الأوصاف أو الحبكة الواقعية؛ مع وجود بعض التشويق. الرواية ليست رومانسية، ولكنها لا تخلو من الحديث عن الحب، وقد خلت التعابير من الابتذال؛ بل وكانت صادقة ومعبرة»، في حين يتحدث قارئ آخر عن الرواية قائلاً: «أعجبت كثيراً بالرسائل التي تضمنتها هذه الرواية، وتلك الخطابات التي عثرت عليها البطلة وصِيغت بمشاعر عاطفية مرهفة. لقد كانت إضافة رقيقة زادت النص بريقاً وتوهجاً».
مشاركة :